طالب عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، الأمم المتحدة والجامعة العربية بعدم الاعتراف بالاتفاقات التي أبرمتها حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة مع تركيا في مجال التنقيب عن النفط.
وقال عقيلة صالح في خطاب وجّهه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش: "إنّ حكومة الدبيبة "انتهت ولايتها القانونية، وفشلت في أداء مهامها"، وقد "تورطت في إبرام مذكرات تفاهم واتفاقيات للتنقيب على النفط والغاز في المياه الاقتصادية بشرق البحر الأبيض المتوسط مع تركيا، بالمخالفة لنص المادة الـ6 الفقرة الـ10 من الاتفاق السياسي"، وفق ما أورده موقع مجلس النواب الرسمي.
عقيلة صالح يطالب الأمم المتحدة والجامعة العربية بعدم الاعتراف بالاتفاقات التي أبرمتها حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية
وشدّد رئيس برلمان ليبيا على أنّ "ارتكاب هذه المخالفة المتعمدة من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط، ومع دول الجوار كمصر واليونان وقبرص".
وجدّد صالح التأكيد على أنّ حكومة فتحي باشاغا التي كلّفها البرلمان هي الحكومة الشرعية في ليبيا، داعياً إلى ضرورة اعتبار مذكرات التفاهم الموقعة من قبل حكومة الدبيبة "باطلة ولا أثر قانونياً لها، وكأنّها لم تكن، وغير ملزمة للدولة الليبية".
وخاطب صالح جامعة الدول العربية بشأن بُطلان أيّ مذكرات تفاهم تبرمها حكومة الدبيبة المؤقتة، مشيراً إلى عدم وجود أيّ أثر قانوني لها، وعدم إلزامها للدولة الليبية، وكأنّها لم تكن.
وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب عبد الله بليحق في بيان صادر عنه: "رئيس البرلمان أكد للجامعة العربية أنّ خريطة الطريق تمنع حكومة الدبيبة من إقامة أيّ اتفاقيات جديدة أو النظر في اتفاقات سابقة".
رئيس البرلمان يؤكد للجامعة العربية أنّ خريطة الطريق تمنع حكومة الدبيبة من إقامة أيّ اتفاقيات جديدة أو النظر في اتفاقات سابقة
وأضاف رئيس مجلس النواب، وفقاً لما صرح به بليحق، "هذه الحكومة لم تكن حكومة وحدة وطنية، وقد فرقت الليبيين ولم تجمعهم، وانتهت ولايتها وسُحبت منها الثقة، فقد ارتمت في أحضان الميليشيات، وأنفقت عليها قوت الشعب، وعرقلت الانتخابات".
وتابع: "هذه الحكومة فشلت في إيجاد حل للاشتباكات بين الميليشيات والعصابات التابعة لها في طرابلس، فقد قتل (40) مواطناً في اشتباكات ميليشيات الحكومة في طرابلس يوم 27 آب (أغسطس) الماضي، وفسادها في تقرير المحاسبة غير مسبوق".
واستطرد: "استمرار هذه الحكومة يعيق الانتخابات، ويهدد بعودة الصراع المسلح، ويزيد من الانقسام والفساد والمعاناة، ونأمل تعميم الخطاب على الدول الأعضاء في الجامعة العربية، والتأكيد على أنّ حكومة فتحي باشاغا هي الحكومة المعترف بها، طبقاً لقرارات مجلس النواب".
والإثنين الماضي، أبرمت تركيا اتفاقيات جديدة مع حكومة الدبيبة تتيح لشركاتها التنقيب عن النفط والغاز في المياه الليبية، وذلك خلال زيارة قام بها وفد تركي رفيع المستوى إلى العاصمة طرابلس، يترأسه وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ومعه وزير الدفاع خلوصي أكار، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية والتجارة، وإبراهيم كالن كبير مستشاري الرئيس التركي.