مزاج الغزيين يتغير تجاه حماس مع طول أمد الحرب

مزاج الغزيين يتغير تجاه حماس مع طول أمد الحرب

مزاج الغزيين يتغير تجاه حماس مع طول أمد الحرب


18/09/2024

تراجع تأييد سكان قطاع غزة بشكل واضح للهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، لاسيما مع دخول الحرب الإسرائيلية جراءه شهرها الثاني عشر.

ويرى متابعون أن تغير مزاج الغزيين تجاه حماس من شأنه أن يضع القيادة الجديدة للحركة في موقف صعب، وهي التي قررت تغيير أولوياتها بالدخول في ما أسماه رئيس المكتب السياسي يحيى السنوار “حرب استنزاف طويلة”، بدل الانتظار والرهان على المفاوضات.

وأظهر استطلاع للرأي صدرت نتائجه الثلاثاء أن أغلب سكان غزة يعتقدون أن قرار حركة حماس شن عملية طوفان الأقصى خاطئ.

وبحسب الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في أوائل سبتمبر، فإن 57 في المئة من المشاركين فيه من سكان القطاع قالوا إن قرار شن الهجوم كان غير صائب بينما لا يزال يعتقد 39 في المئة أنه كان صائبا.

وهذه هي المرة الأولى منذ السابع من أكتوبر التي يجد فيها استطلاع للرأي يجريه المركز الفلسطيني أن أغلب المشاركين فيه بغزة يعدون القرار خاطئا.

ورافق هذا انخفاض في تأييد الهجوم في الضفة الغربية رغم أن أغلبية بلغت 64 في المئة من المشاركين في الاستطلاع هناك مازالت تعتقد أن القرار كان صائبا.

ووجد استطلاع سابق أجراه المركز خلال يونيو أن 57 في المئة من المشاركين فيه بغزة يعتقدون أن القرار كان صائبا.

ويقول المتابعون إن تغير موقف الغزيين من الهجوم أمر منتظر خصوصا مع حجم الخسائر الجسيمة التي تكبدوها ومازالوا يتكبدونها، سواء في الأرواح أو في الممتلكات.

ويلفت المتابعون إلى أن هناك اليوم يأسا من إمكانية حصول اتفاق لوقف إطلاق النار، وأن تصريحات السنوار الأخيرة من شأنها أن تضاعف حالات الشعور بالإحباط داخل القطاع.

وقال السنوار في رسالة شكر توجه بها إلى حلفاء الحركة الحوثيين، ونشرت الاثنين، إنّ “المقاومة بخير”. وأضاف “أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية”.

ورأى السنوار في رسالته إلى جماعة الحوثي أن “تضافر جهودنا معكم ومع إخواننا في المقاومة الباسلة في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق سيكسر هذا العدو وسيُلحق به الهزيمة”.

ويعتقد المتابعون أن رهان السنوار على طول نفس الغزيين أمر خاطئ، فالناس في القطاع يعانون اليوم من حالة استنزاف كبيرة.

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وتسبّب في مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، من بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41226 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.

وتسبّبت الحرب في حدوث دمار هائل في القطاع المحاصر وأوضاع كارثية لسكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وقال المركز الفلسطيني إن الاستطلاع شمل 1200 شخص جرى سؤالهم بشكل مباشر، 790 منهم في الضفة الغربية و410 في غزة، بهامش خطأ 3.5 في المئة.

وتظهر استطلاعات الرأي، التي يجريها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية منذ هجوم السابع من أكتوبر، باستمرار أن أغلب المشاركين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية يعتقدون أن الهجوم كان قرارا صحيحا، مع تأييد أكبر له بشكل عام في الضفة الغربية مقارنة بالقطاع.

وقال المركز إن الاستطلاع الذي صدر الثلاثاء يمثل المرة الأولى منذ السابع من أكتوبر التي تُظهر فيها نتائجه انخفاضا كبيرا في نسبة التأييد للهجوم، في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل متزامن، وكذلك في التوقعات بأن حماس ستنتصر في الحرب الحالية.

ووجد الاستطلاع بشكل عام أن أغلبية نسبتها 54 في المئة من المشاركين في غزة والضفة الغربية تعتقد أن القرار كان صائبا.

واتهم الجيش الإسرائيلي حماس في أغسطس ببذل جهود لتزوير نتائج استطلاعات الرأي التي يجريها المركز من أجل إظهار الدعم للحركة ولهجومها في السابع من أكتوبر على خلاف الحقيقة. لكن الجيش قال إنه لا يوجد دليل على تعاون المركز مع حماس.

وذكر المركز أنه أخذ هذا الادعاء على محمل الجد وحقق فيه. وقال “لم يشر تحليلنا للبيانات القادمة من قطاع غزة إلى أي تناقضات فيها قد تنشأ عادة عندما يتم تغيير البيانات بشكل تعسفي. أقنعتنا مراجعة جميع تدابير مراقبة الجودة الأخرى التي تم اتخاذها أثناء جمع بيانات الاستطلاع المعني بأنه لم يحدث أي تلاعب بالبيانات”.

وأوضح المركز أن تأييد هجوم السابع من أكتوبر لا يعني بالضرورة دعم حماس أو عمليات القتل أو الأعمال الوحشية التي تستهدف المدنيين، مضيفا “يعتقد حوالي 90 في المئة من الجمهور أن رجال حماس لم يرتكبوا الفظائع التي تم تصويرها في مقاطع الفيديو التي تم التقاطها في ذلك اليوم”.

وأظهر الاستطلاع انخفاض نسبة المشاركين في غزة الذين قالوا إنهم يؤيدون حماس إلى 35 في المئة من 38 في المئة، لكن الحركة الإسلامية ظلت أكثر شعبية من حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كل من غزة والضفة الغربية.

العرب




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية