مدح سخي لتركيا وهجوم لا يتوقف على العرب... ازدواجية الإخوان عرض مستمر

مدح سخي لتركيا وهجوم لا يتوقف على العرب... ازدواجية الإخوان عرض مستمر

مدح سخي لتركيا وهجوم لا يتوقف على العرب... ازدواجية الإخوان عرض مستمر


21/09/2023

في كل أزمة إنسانية أو قضية، أو حتى موقف عابر، تقدّم جماعة الإخوان دليلاً جديداً على ازدواجيتها في التعامل، وتناقضاتها التي تعكس طبيعة مشروعها الحقيقي كجماعة وظيفية تؤدي أدواراً لخدمة أنظمة ودول بعينها، وبالمقابل تحاول تشويه دول أخرى لا تتفق مع مشروعها، أو تضع قيوداً على أنشطتها المتطرفة. 

ومؤخراً أظهر التعاطي الإخواني مع المساعدات الإنسانية المقدمة لليبيا والمغرب، على خلفية الكارثة الإنسانية التي ضربت البلدين، دليلاً جديداً على ازدواجية الموقف الإخواني، ففي حين أغدق التنظيم عبر منصاته الفضائية ولجانه الإلكترونية المدح والثناء على الموقف التركي تجاه الأزمتين، حاولت الجماعة تشويه المساعدات التي قدمتها دول عربية، أو تجاهلها ونفيها، بل هاجم عدد من قياداتها ما وصفوه بالتراخي العربي في دعم الدولتين. 

هجوم على مصر والخليج 

في حين حفلت منصات الإخوان وقنواتهم الفضائية بالاحتفاء والثناء على الموقف التركي الداعم لليبيا إثر إعصار (دانيال) الذي ضرب البلاد قبل أسابيع مخلفاً آلاف الضحايا، تجاهل الإخوان تماماً مواقف الدول العربية التي قدّمت دعماً تجاوز أضعاف ما قدّمته تركيا. 

الأمر عند بعض قيادات التنظيم لم يتوقف عند التجاهل، بل الهجوم على دول الخليج ومحاولة ادعاء تخليها عن الدولة الشقيقة في مصابها الأخير، وقد عكس ما كتبه القيادي الإخواني محيي عيسى عبر صفحته على (فيسبوك) هذا التوجه. 

ويتساءل عيسى: "هل ما زال العرب أمّة واحدة؟

لماذا ضعف الدعم الشعبي وانعدم الدعم الحكومي في ظل كوارث طبيعية لأشقاء عرب مسلمين؟".

تجاهل الإخوان تماماً مواقف الدول العربية التي قدّمت دعماً تجاوز أضعاف ما قدّمته تركيا

ويضيف: "في حقبة السبعينات والثمانيات والتسعينات كان جسد الأمّة ما زال متماسكاً ويتألم ويتداعى إذا مسّ عضواً منه ضراء، وكانت الحكومات العربية والإسلامية تتفاعل وتتجاوب مع صوت الشعب، فتبادر إلى مساعدة البلد المنكوب، ومرت الأيام وتغيرت الحال، فترى على مرمى البصر بلدين أصابهما مصاب جلل راح ضحيته آلاف المواطنين، وأغلب الناجين ينام فى العراء بعد أن فقد منزله، والجار القريب والبعيد يعيش حياته ولا يلقي لذلك بالاً أو تعاطفاً". 

ويتابع: "نعم، الهيئات الإغاثية مكبلة من قبل الحكومات، لكن أيضاً أين صوت الشعب، موقف حكام الخليج وشعبها هو الأكثر غرابة، هم الأغنى والأكثر امتلاكاً للمال، فلماذا تكبلت أيديهم عن مساعدة إخوانهم في المغرب وليبيا؟". 

أيضاً تجاهلت كافة البيانات الرسمية الصادرة عن الجماعة بشقيها (جبهتي لندن وإسطنبول) أيّ حديث عن الدعم العربي المقدم لليبيا والمغرب، واكتفت بدعوة الدول العربية للقيام بواجبها تجاه أزمة الأشقاء، في محاولة لتعتيم جهود الإغاثة والمساعدة، ويوم 12 أيلول (سبتمبر)، وبالتزامن مع التحرك السريع من جانب الدول العربية لمساعدة الليبيين، يقول بيان صادر عن الجماعة إنّها "تناشد الحكومات والشعوب العربية والإسلامية للقيام بواجبها لنجدة الشعب الليبي الذي تعرّض لإعصار مدمر صباح الإثنين 11 أيلول (سبتمبر) أسفر عن مئات الضحايا والإصابات.

ما حقيقة الدعم العربي؟ 

الحقيقة التي ينكرها الإخوان هي أنّ مصر والإمارات كانتا في مقدمة الدول التي قدّمت الدعم العاجل لليبيا والمغرب، وقد سارع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإثنين 11 أيلول (سبتمبر) (بعد ساعات من الكارثة) بإرسال فرق إنقاذ ومساعدات عاجلة إلى ليبيا لمواجهة تداعيات الفيضانات، وذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

ودعا وفق الوكالة إلى "إرسال مساعدات إغاثية عاجلة وفرق بحث وإنقاذ إلى ليبيا للوقوف إلى جانب شعبها في مواجهة آثار الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة".

مواقف الإخوان من تجاهل المساعدات العربية لليبيا ومحاولة تسليط الضوء على الدعم التركي بادعاء أنّه الأهم، ليست جديدة، لكنّها تأتي ضمن سياسة ممنهجة للتنظيم تعتمد على تفخيم قرارت أنقرة، وتشويه الدول العربية، بالتلون في التعاطي مع الموقف ذاته

كذلك أعلنت مصر الثلاثاء الحداد (3) أيام تضامناً مع ضحايا الكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال والإعصار في المغرب وليبيا.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، في بيان نشره عبر صفحة الرئاسة بموقع (فيسبوك)، يتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بخالص التعازي باسمه واسم الشعب المصري في ضحايا الكارثة الإنسانية في المغرب وليبيا".

وقد وجّه الرئيس المصري القوات المسلحة بتقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية، جواً وبحراً، إلى ليبيا والمغرب.

وأعلنت الرئاسة المصرية أنّ "الرئيس عبد الفتاح السيسي شهد اصطفاف معدات الدعم والإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء في ليبيا والمغرب".

مواقف أخرى تدل على استراتيجية التضليل الإخوانية

مواقف الإخوان من تجاهل المساعدات العربية لليبيا والمغرب، ومحاولة تسليط الضوء على الدعم التركي بادعاء أنّه الأهم، ليست جديدة، لكنّها تأتي ضمن سياسة ممنهجة للتنظيم تعتمد على تفخيم قرارت أنقرة، وتشويه الدول العربية بالتلون في التعاطي مع الموقف ذاته. 

على سبيل المثال؛ يذكر الكاتب السعودي طارق الحماد بصحيفة (الشرق الأوسط)، تحت عنوان "الإخوان... التبسيط والتضليل"، منشور في 12 تموز (يوليو) الماضي، أنّ "جماعة الإخوان المسلمين لديها مقدرة عجيبة على التضليل والتبسيط في كل القضايا، مع سرعة الانسلاخ من تلك التحليلات أو المواقف، من دون أيّ اعتبار للمصداقية؛ حيث يتقلبون في الموقف الواحد عدة تقلبات، ومن خلفهم جيوش تضليل إلكترونية لا تكلّ ولا تملّ".

ويضيف: "هنا مثال على ذلك؛ حيث كيفية تعامل محللي الإخوان مع الموقف التركي من قضية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، (الناتو)؛ ويتم الترويج لما يسمونه "العبقرية التركية" في المساومة على انضمام السويد لـ (الناتو) مقابل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وهذا غير صحيح.

ويتابع: "المعلومات تظهر أنّ ما ستجنيه تركيا بعد سحب معارضتها لانضمام السويد لـ (الناتو) هو تمرير صفقة طائرات (إف- 16)، وترميم العلاقات مع واشنطن، ولا علاقة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بذلك الموضوع.

واللافت، وفق الحماد، هو اعتبار انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عملاً عبقرياً، بينما تهاجم السعودية وبعض دول الخليج -زوراً- بتهمة الانفتاح والانسياق خلف الغرب، ومن قِبَل جماعة الإخوان نفسها، ومحلليها الذين يدَّعون غيرة على الدين الذي لطالما استخدموه لأهداف سياسية!

مواضيع ذات صلة:

الإخوان وتركيا: من الإعجاب بالنموذج إلى التذيُّل السياسي

ماذا ينتظر الإخوان في تركيا؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية