مخطط إخواني جديد... علي كرتي يكشف المستور

لم يكن مفاجئًا أن يُسرَّب من اجتماع مغلق للأمين العام للحركة الإسلامية (الإخوان) علي كرتي حديث صريح عن انفصال دارفور، بوصفه "مخرجًا بالحسنى" كما وصفه، على غرار ما حدث مع جنوب السودان في عام 2011. 

هذا التصريح، وقد سبقه حديث عضو مكتب التنسيق الإعلامي للحركة الإسلامية الطاهر التوم، امتداد مباشر لعقيدة فكرية لطالما حملتها جماعة الإخوان، يعكس حلمها القديم: "الخلافة الإسلامية" على أنقاض الأوطان، والقائم على تفكيك البلاد وشرذمتها.

ووفق ما أكد نشطاء فإنّ الحرب الجارية للإسلامويين امتداد للحرب التي شنّوها بعد انقلابهم فى 30 حزيران (يونيو) 1989، التي أدت إلى إبادة جماعية في الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ودارفور، وكانت النتيجة تمزيق أوصال البلاد وإثارة النعرات العنصرية والقبلية وانفصال جنوب السودان.

تصريحات كرتي تكرار مفضوح للسيناريو نفسه الذي نفذته الجبهة الإسلامية حين ضحّت بالجنوب لتصفية البلاد من تنوعها.

وأضافوا أنّ تصريحات كرتي هي تكرار مفضوح للسيناريو نفسه الذي نفذته الجبهة الإسلامية حين ضحّت بالجنوب لتصفية البلاد من تنوعها، ولإعادة صياغة دستور أحادي يجعل "الشريعة" هي المصدر الوحيد للتشريع.

وأكد مراقبون أنّ نظام الحركة الإسلامية عمل بدأب على تفكيك الدولة السودانية بدءًا بإلغاء قومية الخدمة المدنية والقوات النظامية، بعد تشريد الآلاف من المعارضين السياسيين والنقابيين، وتدمير قومية التعليم والمؤسسات التعليمية العريقة التي كانت ترمز لوحدة السودانيين، وضرب الفئات الرأسمالية الوطنية التي كانت تعمل في الإنتاج الصناعي والزراعي، وحلّ وقمع الأحزاب السياسية ونشر الانقسامات في صفوفها، إضافة إلى حلّ النقابات والاتحادات ودمجها بالدولة، وفرض إيديولوجية الإسلام السياسي في التعليم، واحتكار السلطة والثروة من قبل الفئة الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية، واعتماد سياسة "فرّق تسد" بين قبائل السودان في مناطق البلاد المختلفة.

وأضاف مراقبون أنّ الإسلاميين لا يرون في السودان وطنًا للجميع، بل منصة لتنفيذ مشروعهم، ومن لا يدخل ضمن هذا المشروع يجب أن يُستبعد، أو يُقصى، أو يُفصل، أو يُدفن. ولهذا فإنّ الحرب التي أشعلوها في 15 نيسان (أبريل) ليست سوى أداة لإعادة هندسة البلاد ديموغرافيًا وسياسيًا، بحيث يُفصّلون السودان على مقاسهم.