مخاطر الخلايا النائمة لجماعة الإخوان في مصر: تهديد مستمر للأمن والاستقرار

مخاطر الخلايا النائمة لجماعة الإخوان في مصر: تهديد مستمر للأمن والاستقرار

مخاطر الخلايا النائمة لجماعة الإخوان في مصر: تهديد مستمر للأمن والاستقرار


12/12/2024

تُعتبر الخلايا النائمة لجماعة الإخوان المسلمين واحدة من أخطر الأدوات التي تعتمد عليها الجماعة في تحقيق أجنداتها السرية مستهدفة بذلك الدول والمؤسسات الوطنية. ومنذ تأسيسها اعتمدت جماعة الإخوان على إنشاء شبكات خفية تتغلغل في مؤسسات الدولة والمجتمع بهدف زعزعة الاستقرار وتطبيق خططها الإيديولوجية. وفي مصر  يمثل وجود هذه الخلايا تهديداً أمنياً خطيراً يعيق الأمن والاستقرار السياسي، خاصةً مع استمرار الجماعة في تطوير أساليبها واستغلال الأوضاع الإقليمية والدولية. 

ما طبيعة المخاطر؟ 

تمثل الخلايا النائمة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين خطورة كبيرة على الأمن القومي المصري، فهي تعتمد على العمل السري لتحقيق أهداف الجماعة في هدم الدول واستبدال الأنظمة القائمة بمشروعها الخاص الذي يتعارض مع مفهوم الدولة الوطنية، ويقوم على الولاء للجماعة بدلاً من المؤسسات الرسمية، ورغم الجهود الأمنية التي بذلتها الدولة المصرية لتفكيك هذه الخلايا إلا أنّ التحدي ما زال قائماً، حيث تستمر الجماعة في تطوير آلياتها لاستقطاب أعضاء جدد وتفعيل شبكاتها الخفية في ظل متغيرات داخلية وإقليمية ودولية. 

تستمر الجماعة في تطوير آلياتها لاستقطاب أعضاء جدد وتفعيل شبكاتها الخفية في ظل متغيرات داخلية وإقليمية ودولية

ورغم أنّه لا توجد إحصاءات دقيقة ومعلنة حول عدد الخلايا النائمة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر بسبب طبيعتها السرية واعتمادها على هيكل تنظيمي مرن يصعب كشفه، إلا أنّ بعض التقارير الأمنية والخبراء يشيرون إلى أنّ هذه الخلايا تنتشر على نطاق واسع داخل المدن الكبرى والأقاليم الريفية، ويقدّر بعض الباحثين أنّ الجماعة تحتفظ بشبكات خفية تضم آلاف الأعضاء في مواقع استراتيجية داخل المجتمع مثل الجامعات والنقابات المهنية والمؤسسات الحكومية. 

ويؤكد الباحث في الإسلام السياسي والإرهاب أحمد سلطان أنّ الطبيعة اللامركزية لهذه الخلايا تساعدها على التكيف مع الضغوط الأمنية حيث تعمل بشكل مستقل في كثير من الأحيان لتجنب كشف شبكاتها بالكامل، ممّا يعزز من قدرتها على الاستمرار لفترات طويلة دون أن يتم اكتشافها بسهولة. 

طبيعة الخلايا النائمة وآليات عملها

تعتمد الخلايا النائمة على تكتيكات التغلغل والانتظار، ويبقى عناصرها غير نشطين لفترات طويلة بانتظار الأوامر من قيادات الجماعة لتنفيذ مهام محددة، وتشمل هذه المهام نشر الشائعات وتأجيج الرأي العام وإحداث فوضى منظمة أو تنفيذ عمليات تخريبية مباشرة تستهدف مؤسسات حيوية. ويشير الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أحمد سلطان إلى أنّ الجماعة تستفيد من البنية التنظيمية الصارمة لخلاياها النائمة، ممّا يجعلها قادرة على العمل في بيئات معادية تحت أعين الأجهزة الأمنية دون أن تُكتشف بسهولة. 

أحمد سلطان: الطبيعة اللامركزية لهذه الخلايا تساعدها على التكيف مع الضغوط الأمنية، حيث تعمل بشكل مستقل في كثير من الأحيان لتجنب كشف شبكاتها بالكامل، ممّا يعزز من قدرتها على الاستمرار لفترات طويلة دون أن يتم اكتشافها بسهولة. 

وتعتمد الجماعة في تكوين خلاياها النائمة على تجنيد أفراد يتمتعون بمواصفات خاصة مثل الالتزام الفكري والانضباط التنظيمي، وغالباً ما يتم استقطابهم من خلال شبكات اجتماعية ودينية يتم التحكم فيها بدقة شديدة، وتركز الجماعة على استهداف الشباب من الجامعات والمدارس إضافة إلى العاملين في مؤسسات الدولة الحساسة مثل القضاء والشرطة والتعليم، وتستغل الثغرات الاجتماعية مثل الفقر والبطالة لتجنيد الأفراد، كما تستغل شعارات دينية لتبرير أفعالها وإضفاء الشرعية على تحركاتها. 

تحركات راهنة 

تمثل الخلايا النائمة تهديداً مباشراً للأمن المصري، خاصة في ظل محاولاتها المستمرة لإثارة الفوضى وتأليب الرأي العام ضد الدولة في الفترة الماضية بالتركيز على عدد من الملفات، وبثّ كمية هائلة من الشائعات ضد المؤسسات، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والملف الحقوقي، فضلاً عن توظيف أحداث غزة لخدمة أجندة خاصة بالتنظيم. 

ويؤكد درويش خليفة الباحث في شؤون الإسلام السياسي أنّ الجماعة لا تتردد في استغلال الأزمات الاقتصادية والسياسية لتفعيل هذه الخلايا، حيث تعمل على تضخيم المشكلات ونشر الشائعات بهدف إضعاف ثقة المواطنين في المؤسسات الوطنية. وأضاف خليفة أنّ خطر هذه الخلايا لا يقتصر على الأنشطة التخريبية فقط، بل يشمل أيضاً التأثير السلبي على الرأي العام، ممّا يعيق جهود الدولة في تحقيق التنمية والاستقرار.

 الباحث: درويش خليفة

التهديدات المستقبلية للخلايا النائمة

تكمن خطورة الخلايا النائمة، فضلاً عن قدرتها على العمل بسرية تامة، في قدرتها على التأقلم مع المتغيرات، فهي لا تكتفي بالبقاء في حالة خمول، بل تعمل بشكل دائم على إعادة بناء شبكاتها وتجديد نشاطها، ممّا يجعلها تهديداً طويل الأمد للمجتمع المصري. ووفقاً للباحث كريم العمدة فإنّ الجماعة تسعى لاستخدام الخلايا النائمة أداة لضرب المؤسسات الوطنية من الداخل، من خلال تعطيل العمل في المؤسسات الخدمية أو تسريب معلومات حساسة قد تضر بالأمن القومي. وأضاف العمدة أنّ الجماعة قد تستغل التطورات التكنولوجية في تسهيل الاتصال بين هذه الخلايا، ممّا يزيد من صعوبة كشفها.   

كيف تكون المواجهة؟ 

يرى الخبراء أنّ مواجهة الخلايا النائمة تتطلب استراتيجية شاملة تجمع بين الحلول الأمنية والاجتماعية والتعليمية. ويشير إسلام العيسوي إلى أهمية تعزيز الرقابة على مؤسسات الدولة ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية لمواجهة التغلغل السري، ويوصي أحمد سلطان بضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة هذه الخلايا من خلال حملات توعوية وإعلامية تستهدف فضح أساليب الجماعة وعرقلة محاولاتها لتجنيد الأفراد.  

ويؤكد مراقبون أنّ الخلايا النائمة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين تمثل أحد أخطر التحديات التي تواجه الدولة المصرية اليوم، فهي تعتمد على أساليب سرّية تهدف إلى زعزعة الاستقرار وإضعاف الدولة من الداخل، ورغم النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية في كشف العديد من هذه الخلايا، إلا أنّ التحدي ما يزال قائماً، ويحتاج إلى تضافر الجهود الأمنية والمجتمعية لمواجهة هذا الخطر الداهم.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية