محور الحوثي والإخوان.. تنسيق وتعاون ونهب لثروات اليمن

محور الحوثي والإخوان.. تنسيق وتعاون ونهب لثروات اليمن


25/08/2022

ما أن تحاول شد خيط أنشطة الإخوان حتى تصطدم بجماعة الحوثي في الجهة المقابلة، لتكتشف أن التنظيمين وجهان لعملة واحدة، ويملكان روابط فكرية ومنهجية.

ومن تقديم الجماعة على الدولة إلى وضع السلطة فوق الأمة، مرورا بالتوافق الخفي على نهب الثروات. يعمل التنظيمان بوضوح على بناء "دولة التنظيم" وليس دولة الشعب أو الأمة.

وفي هذا الإطار، كشف أكاديميون وكتاب عن الترابط القوي بين جماعة الإخوان في اليمن ومليشيات الحوثي، وسعيهم لنهب ثروات البلاد.

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية لـ"العين الإخبارية"، بعنوان "محور الحوثي والإخوان.. تعاون خفي ونهب ثروات اليمن"، والتي جاءت بحضور عدد من الأكاديميين والسياسيين والكتاب.

وبشّر المشاركون في الحلقة النقاشية، بقرب نهاية تنظيم الإخوان في اليمن، على غرار ما حدث في مصر وتونس والسودان.

الإخوان والحوثي تاريخ من الترابط

وخلال كلمته بالحلقة النقاشية، قال الكاتب هاني مسهور، إن "امتداد جماعة الإخوان في اليمن يعود لقرابة 100 عام عبر أحد تلاميذ حسن البنا عام 1929 بعد عام واحد من تأسيسها في مصر".

وأضاف "الإخوان لديهم امتدادات قبلية في الداخل اليمني وتحديدا في المحافظات الشمالية ولديهم هذا العمق البعيد".

وتابع: "ظهور الدولة اليمنية الحديثة في 26 سبتمبر/أيلول 1962 ومشاركة إخوان اليمن في السلطة عن طريق شخصيات قيادية على رأسهم عبدالله محسن الأحمر الذي أقر واعترف في مذكراته المنشورة أن حزب الإصلاح هو امتداد لحركة الإخوان في داخل المحافظات الشمالية باليمن".

ولفت إلى أن "هذا الامتداد يؤكد حجم الدور الذي لعبته جماعة الإخوان في اليمن ومشاركتهم في السلطة السياسية والتي لم يكونوا يوما بعيدين عنها لكن كان لديهم عملية الازدواج بحيث لابد أن يتحالفوا مع طرف ضد طرف".

وأشار إلى أنه "في عام 1990 عندما أعلنت الوحدة اليمنية تم التفاهم بشكل واضح بين علي عبدالله صالح الرئيس السابق وعلي محسن الأحمر على تشكيل جناحين حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني الإصلاح بحيث يلتهمون الشريك الآخر وهو الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يمثل الطرف الآخر في الدولة اليمنية".

واستطرد "هذا التحالف إذا نظرنا إليه نجد حزب الإصلاح – امتداد الإخوان- كان لابد لهم أن يتحالفوا يكون مع طرف ضد طرف وهذه الازدواجية التي يعتمد عليها حزب الإصلاح وهو جزء من السلطة وحتى وصول ما يسمى بـ(الربيع العربي) عندما حاول الانفراد بالسلطة".

ولفت إلى أن "ما حدث باليمن يختلف كثيرا عما حدث في مصر وتونس وكل مكان، لأن هناك امتدادا أعمق للإخوان في اليمن لذا كان لهذا الطرف بعد وفاة عبدالله محسن الأحمر فكرة الانفراد بالسلطة وهذه الفكرة لم تأت من فراغ".

وأكد أن "التنظيم الدولي للإخوان كلف إخوان اليمن بتشكيل الوطن البديل وهذا ما تم في المؤتمر الوطني الإسلامي في الخرطوم عام 1991 وما نتج عنه بحيث يكون فرع إخوان اليمن نقطة ربط".

وأوضح أن "حزب الإصلاح مازال مكلفا بأن يكون اليمن هو الوطن البديل، وعندما حدثت ثورة 30 يونيو في مصر وتم إسقاط الإخوان في مصر حدث اجتماع مهم ما بين قيادات التنظيم العالمي للإخوان وضم الحرس الثوري وكان رد التنظيم هو أن يكون اليمن بؤرة لاستنزاف دولة الإمارات والسعودية لدعمهما مصر بعد إسقاط حكم الإخوان".

واستطرد: "لذا دخلوا في تحالف مع جماعة الحوثي ووقعوا معهم ما يسمى بمعاهدة السلم والشراكة لإسقاط الدولة اليمنية والتقاسم ما بين الإخوان المسلمين والحوثيين وهذا ما يفسر هذا الترابط والانسجام بن الإخوان والحوثيين".

مبدأ السيطرة على السلطة

من جانبه قال، الأكاديمي صلاح بن لغبر، إن فكر الإخوان يقوم على السيطرة على السلطة أولا ثم ما يزعمونه بعد ذلك بإصلاح المجتمع أو إقامة الدين، وهو ما يخالف الشرع وما فعله الرسول في البداية كان الدعوة وعندما خير بين السلطة والدعوة اختار الدعوة، لكن فكر حسن البنا وسيد قطب والإخوان العكس".

وأضاف: "الإخوان سيطروا على السلطة في اليمن بعد 2011 لكن كان الحوثيون متربصين وسيطروا على صنعاء، وحدث ما شهدناه جميعا".

وتابع: "الإخوان ركزوا كل قوتهم ليس على مقاومة الحوثيين والانقلاب وإنما السيطرة على كل مقاليد السلطة ومفاصل السلطة والجيش والقضاء والتربية والتعليم والصحة، وهذا ما عرقل التحرير ولم تشارك الألوية التي كانوا يسيطرون عليها في معركة التحرير".

كيف أفسد الإخوان تحرير تعز؟

واستطرد: "حتى عندما تحررت مناطق الجنوب وعدن كان التركيز من الإخوان في السيطرة على السلطة"، مضيفا: "كان هناك خطة لتحرير تعز بنفس الطريقة التي تم تحرير عدن بها، لكن الإخوان عند ساعة الصفر أغلقوا خطوط التنسيق وقالوا لنا شرط قبل أن يبدأ التحالف في تحرير تعز وهو أن يكون محافظ تعز ورئيس الوزراء ووزير النقل من حزب الإصلاح وسنشترك بمعركة تحرير تعز وتوقفت المعركة".

ولفت إلى أنه "في الجنوب حاول الحزب السيطرة من خلال السلطة الشرعية في 2015، عندما هاجم الحوثيون عدن هربوا وعندما أعيدوا بعد التحرير، ركزوا على إقامة معسكرات والسيطرة على الوزارات، وأرادوا إزاحة الجنوبين".

وتابع: "إلى إن وصلنا إلى تشكيل المجلس الرئاسي الحالي، وهذا المجلس عندما أراد أن ينجح بدأ في إبعاد الإخوان وهيمنتهم على الدولة، فاتخذ الإخوان القرار بالتمرد وإرسال رسالة بأن المجلس أضعف منهم، واصطفوا مع الحوثيين لأن هناك عدوا مشتركا هو مجلس القيادة الرئاسي".

الانتفاضة الشبوانية ضد الإخوان

ومن جانبه، عقب الكاتب هاني مسهور على الانتفاضة الشبوانية التي تصدت للإخوان، قائلا: "إن ما حدث بعد تشكيل المجلس الرئاسي هو التحول الأهم في تاريخ اليمن الحديث، وهذا التشكيل الحالي، وهذه المرة الأولى يتم استبعاد الجناح الأقوى للإخوان في اليمن (جناح علي محسن الأحمر)، لذلك المعادلة تغيرت، والإخوان ما زالوا واقعين تحت الصدمة".

وأضاف: "بعد استبعادهم من المعادلة السياسية والعسكرية في اليمن أعاد الإخوان كل الحسابات بشكل مختلف بالإضافة إلى صعود قوة جديدة في المشهد وهي القوة الجنوبية".

وتابع: "العقيدة الوطنية لدى الجنوبيين هي واحدة من الأساسيات التي يجب أن تقرأ بكثير من الموضوعية، والتي زرعت خلال 30 عاما، اليوم هذه العقيدة الوطنية، هي أحد رهانات التحالف العربي، وتحديدا دولة الإمارات والسعودية تراهن عليها دائما كجواد رابح في كل المعارك".

واستطرد: "هذه العناصر الجنوبية أثبتت منذ 2015 منذ انطلاق عاصفة الحزم، قدرتها على حسم المعارك وإدارة المعارك، والاحتمال وتحمل كل الصعوبات بما فيها الصعوبات السياسية".

"الانتقالي الجنوبي" والتصدي للإرهاب

ولفت إلى أنه "عندما أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي ظهوره السياسي في مايو/أيار 2017، مباشرة بعد هذا الإعلان، أعلن عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بشكل واضح ما اتفقت عليه كل دول محور الاعتدال العربي، السعودية ودولة الإمارات، ومصر والبحرين، وهذه الدول اتفقت على تشكيل لائحة للجماعات المحظورة سياسيا في داخل الأوطان".

وأشار إلى أن "المجلس الانتقالي الجنوبي أعلن منذ البداية لائحة بحظر جماعة الإخوان وتنظيم داعش والحوثيين وحزب الله من العمل في داخل المحافظات المحررة، وهذه واحدة من المحطات المهمة التي يجب أن تقرأ في سياق، ما بعد ما حدث مع المجلس الرئاسي".

وتابع: " (الإخوان) يدركون أن هناك أدبيات لدى المجلس الانتقالي الجنوبي وأنه لن يتخلى عن دعم مشروعه في الانخراط بمحور الاعتدال العربي".

وأشار إلى أن "المجلس الرئاسي كان لابد أن يخوض معركة ثلاثية الأبعاد، الأولى ضد الإخوان لأن هذا الطرف الذي صدم من السقوط المدوي لعلي محسن الأحمر، وكان لابد أن تتلوه عملية عسكرية تؤكد قدرة المجلس الرئاسي اليمني على بسط نفوذه والتخلص من هذه الجماعة".

ولفت إلى أنه "لا تستطيع خوض معركة، مهما تكون هذه المعركة مع الحوثيين سياسيا وعسكريا بوجود هذا الطرف (الإخوان)، الذي دائما وأبدا يعسر ويبعثر الأوراق السياسية والعسكرية، مثل ما لاحظنا في كل المراحل".

وبين أن "معارك تحرير شبوة وأبين تدخل ضمن عمليات مكافحة الإرهاب بأي حق يخرج الإخوان في محافظة تعز وينددون بالتدخل ومكافحة الإرهاب".

وأشار إلى أن "جماعة الإخوان في تعز والحوثي يريدون تحويل المحافظة إلى منطقة استنزاف، وكان هناك عملية عسكرية بعد تحرير عدن، وتم التخادم بين الإخوان (حزب الإصلاح) والحوثي لإفسادها، ولم يتم تحرير شبر واحد في المحافظة رغم كل الدعم اللوجيتسي الذي تم تقديمه".

وزاد: "مأرب تتحول إلى وكر من أوكار تنظيم القاعدة، وهذا التلاعب الذي حدث في نهم وغيرها من المواقع التي بذلت فيها دماء عزيزة على الأمة العربية لتحريرها، وتم تسليمها للحوثيين بدون طلقة واحدة وهذه العملية لابد أن تحسم سياسيا وعسكريا مع جماعة الإخوان حتى يتم الدخول إلى المرحلة الأخرى، وهي العملية السياسية التفاوضية التي سيدخلها المجلس الرئاسي بعد إقرارها من الأمم المتحدة، ولا يمكن الدخول في هذه العملية وفي ظهرك هذه الجماعة".

كيف بدأ التمرد؟

وحول التحرك الذي قامت به الإخوان في شبوة، قال الأكاديمي صلاح بن لغبر، إن "حزب الإصلاح والإخوان أرادو أن يثبتوا قوة وكان لديهم هواجس بأن المجلس الرئاسي سيقوم بالسيطرة على مقاليد السلطة، وعندما أراد المجلس الرئاسي أن يقيل بعض القيادات العسكرية من الصف الثالث والرابع أراد حزب الإصلاح أن يثبت قوته وأن يقول للمجلس لابد من التشاور معه في كل القرارات وأن يتم تقديم شخصيات موالية له، فقام بالتمرد في شبوة".

وتابع: "رأينا الضخ الإعلامي المساند لهذا التمرد، ليس فقط من حزب الإصلاح بل من إخوان العالم ووسائل إعلام الجميع يعرفها".

واستطرد: "هذه استراتيجية حزب أراد أن يثبت للمجلس الرئاسي أنه قوة لا يمكن تجاوزها، وأن الحال يجب أن يبقى كما هو عليه وأن المجلس الرئاسي يجب أن يبقى مظلة له، لكن المجلس الرئاسي أثبت أنه قادر على اتخاذ قرارات قوية، ورأينا ماحدث".

العلاقة بين الإخوان والحوثيين والقاعدة

وحول العلاقة بين الإخوان وتنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي، قال "لقد سمعنا بخصوص تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الإخوان والحوثيين والقاعدة في مأرب وإن كانت غير مؤكدة، لكن التخادم بين تلك الجماعات والمليشيات ثبت أمام الجميع".

وتابع: وهذا التحالف أصبح واضحا، وسمعنا جميعا عن محاكمة المجاميع الإرهابية والخلايا، وهناك 7 مطلوبون بينهم قائد عسكري كبير، قائد محور تابع للإخوان موجود في تعز،إضافة إلى صالح وديع ومحمد الميسري وهؤلاء من القاعدة ويتواجدون الآن في صنعاء في ضيافة الحوثيين ويقودهم واحد من الإخوان".

وأضاف أن "عادل الحسني هو قيادي معروف في القاعدة وآخر، كانوا وراء العمليات الإرهابية في عدن في محاولة لإحراج المجلس الرئاسي وإفشاله، وهذا يثبت بما لا يدع مجالا للشك العلاقة بين الإخوان وتنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي".

وتابع: "أيضا حالة الوئام بينهما في تعز واضحة"، إضافة إلى مثال آخر و"هو وجود تجمع في البيضاء في راداع للقاعدة والقوات الأمريكية نفذت ضده غارة واعتقلت عدد من قيادات القاعدة، وهذه المنطقة تحت سيطرة الحوثيين، وبالتالي التفاهم كان واضحا من تواجد معسكرات للقاعدة في أماكن سيطرة الحوثيين".

واستطرد: "أيضا لم نرى أي عملية للقاعدة أو داعش ضد الحوثيين أو ضد الإخوان، في كل العالم القاعدة وداعش عدوها السلطة لكن الأمر في اليمن مختلف تماما، لا سلطة الحوثيين عدوهم ولا سلطة الإخوان التي كانت قائمة عدوهم، وبالتالي الأمر واضح جدا، عدوهم التحالف وعدوهم المجلس الانتقالي الجنوبي وكل عملياتهم موجهة لهذا الأطراف".

وفي هذا السياق قال هاني مسهور، إن "العلاقة العضوية بين حزب الإصلاح والقاعدة ليست بما لدينا من أدلة وإثباتات وسياق، وإنما تنظيم القاعدة هو أباه الشرعي حزب الإصلاح ولولا هذا الحزب لم يكن هناك تنظيم القاعدة، وتؤكد العلاقة بينهما هذا التخادم الذي حدث وقت تحرير عدن، وكل عملية يتم فيها مكافحة الإرهاب نلاحظ دائما استهداف تنظيم القاعدة لمقرات المجلس الانتقالي اليوم، وهذا يوضح العلاقة بين حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة".

معركة المجلس الرئاسي

وفي سياق متصل، قال الأكاديمي صلاح بن لغبر، إنه "ليس من مصلحة المجلس الرئاسي أن يدخل في معارك جانبية، لكنه يريد أن يطبع الأوضاع ومطلوب منه تحرير صنعاء سواء بالسلم أو الحرب، ولا يمكن القيام بهذه الأمور في ظل سيطرة الإخوان على السلطة، كما لا يمكن للمجلس الرئاسي أن يأمن على نفسه طالما الإخوان يسيطرون مثلا على أبين وهي متاخمة لعدن وترسل منها خلايا لتنفيذ عمليات إرهابية، ولابد أن يخوض تلك المعركة لتأمين نفسه".

وأضاف: "نحن أمام وضوح تحالفات جديدة بين الحوثيين والإخوان وهما يواجهان عدوا مشتركا، والتحالف بين رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والمجلس الرئاسي واضح".

ولفت إلى أن "هناك دولة ما تشن هجمات على مجلس القيادة الانتقالي والمجلس الرئاسي وتحاول إضعافه، ومن مصلحة الحوثيين أن تبقى الإخوان مسيطرة على بعض المناطق".

تحذير من عمليات إرهابية

وأضاف: "حزب الإصلاح لا يمكن التنبؤ بما هو مقدم عليه هو يريد إضعاف المجلس الرئاسي، ونحن أمام سيناريو تحالفات مع الحوثيين وقد يتم شن هجمات إرهابية وسيحاولون تشويه المجلس الرئاسي".

وتابع: "واضح أن الضربة الأولى امتصها المجلس الرئاسي الذي لم يحدث به انشقاقات كما كان يتوقع حزب الإصلاح".

ولفت إلى أن "المجلس الرئاسي إما أن يرضخ كما كانت السلطة السابقة لحزب الإصلاح وإما أن يقف بالمواجهة والآن المجلس يقف في المواجهة والأمور الآن شبيهة بما حدث في مصر وتونس".

وأوضح أن "الإخوان يعتبرون أن هذه المكاسب التي حققوها خلال عشرات السنين لا يمكن التنازل عنها ويعتبرون اليمن الحصن الأخير لهم الذي لم يسقط بعد، وأعتقد أن السبيل الوحيد المتاح هو المضي قدما ضدهم".

وأوضح أن "محافظ شبوة تحدى الإخوان، والمجلس الرئاسي أثبت قدرته على المواجهة واتفاق الرياض في طريقه للتنفيذ وهو أول خطوة لحل المشكل في كامل في البلاد".

وبين أن "اتفاق الرياض مهم جدا حتى لا يستطيع الإخوان إحداث الشقاق للتركيز على تحرير البلاد".

أبواق الإخوان الإعلامية

وحول الضغوطات التي يتعرض لها المجلس الرئاسي والانتقالي الجنبوي ومحافظ شبوة من أبواق الإخوان، قال هاني مسهور، إن "الإعلام المتخادم مع الحوثيين، والخطاب الإعلامي الإخواني وعلى رأسه بشكل واضح قناة الجزيرة، رأس الأفعى، التي تشن حملة شرسة على المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي بهذه الفظاعة".

وتابع: "نحن نتحدث هنا عن المشروع المهزوم، وهم الآن يشعرون أنهم يخوضون معركة وجودية لذلك استنفروا كل وسائل الإعلام يحاولون تهييج الشعب، وإثارة نزاعات تاريخية في الجنوب".

واستطرد: "لكنه في ظل هذه الهجمة لابد لنا أن نلاحظ حالة استقرار الخدمات التي استطاع المجلس الرئاسي توفيرها بمجرد سقوط منظومة الإخوان، فالمجلس الرئاسي استطاع إدارة أصعب الملفات، لدرجة أن هناك حالة رضا شعبي عن رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ورئيس المجلي الانتقالي الجنوبي محسن الزبيدي".

وأشار إلى أن "اعتماد مكافحة الإرهاب في شبوة وأبين كان واضحا فلا يمكن ترك هذه المساحات الشاسعة للتنظيمات الإرهابية بكل أشكالها، والتحالف العربي يريد تأمين جنوب الجزيرة العربية بغض النظر عن العملية السياسية".

وأوضح أن "أكثر من اكتوى من القاعدة وداعش هم الجنوبيين، واليوم هم أمام فرصة تاريخية لابد أن تستغل بغض النظر عن العملية السياسية من أجل مكافحة الإرهاب واستعادة الوسطية المذهبية التي كانت سائدة في الجنوب".

وبين أن "حزب الإصلاح يشعر أنه يفقد كل الإرث الذي بناه لذا يقاتل للبقاء على قيد الحياة".

وأوضح أن "حزب الإصلاح منذ 2010 يتحول للمرة الأولى للدفاع وكان يشن هجمات على الجميع، وهذا الحزب يشعر بفقدان كل هذا".

وقال إن "أحمد لملس محافظ عدن تعرض لهجوم إعلامي ثم تعرض لمحاولة اغتيال، وهذا ما يجعلنا أمام حالة ترقب هل سيعود حزب الإصلاح لإعلان التحالف مع الحوثيين وهل سيسبق ذلك عمليات إرهابية تظهر المجلس الرئاسي غير قادر على حفظ الأمن في المناطق المحررة".

وتابع: "المجلس الرئاسي عندما قرر بسط العمل الخاص بالشرعية في اليمن وشبوة هو ينفذ اتفاق الرياض في 2019 وهو ما تم تعطيله من الإخوان خلال 3 سنوات".

وأوضح أن "المسؤولية الإعلامية مهمة وعلى النشطاء الجنوبيين أن يتحملوا مسؤولية محاربة جماعات الإسلام السياسي على أرضه"، لافتا إلى أنه "لا يمكن للجنوب أن يكون وطن لأي جماعة إسلام سياسي".

نهاية التنظيم تقترب

وفي النهاية أكد صلاح بن لغبر أننا "أمام أفول لتنظيم الإخوان كما حدث بالسودان ومصر وتونس".

وأضاف أن "حزب الإصلاح إما أن يتحدى حتى ينتهي أو يرضخ ويكون طرفا مهمشا".

ومن جانبه، قال هاني مسهور، إن "حالة الانسجام الشعبي الشامل التي يستند إليها المجلس الرئاسي، هي الرصيد الذي يستند عليه المجلس، وبإمكانه من خلاله العمل عسكريا وسياسيا".

وتابع: "حزب الإصلاح يكافح للبقاء على قيد الحياة لأنه يخسر كل إرثه الطويل، وفكرة التحالف المبطن مع الحوثي الذي قد يكشف بشكل معلن خلال الفترة المقبلة من خلال العمليات العسكرية والأمنية في داخل المحافظات الجنوبية".

واستطرد: "ستؤدي تلك العمليات بحزب الإصلاح إلى اتخاذ موقف واضح، الموقف الأول الذي أعلن فيه التمرد على المجلس الرئاسي وعلى الشرعية القانونية في الجمهورية اليمنية يظهر أن حزب الإصلاح يتعرض لضغوط لكن إلى أي مدى سيتحمل حزب الإصلاح هذا الضغط من المجلس الرئاسي وعزمه الكامل على تنفيذ اتفاق الرياض".

ولفت إلى أن "المسألة الأهم هي مدى قدرة المجلس الرئاسي على المحافظة على هذا الانسجام وتحمل هذا الضغط".

وبين أن "حزب الإصلاح مستعد للخطوة القادمة من خلال ترك الخلايا المدعومة من خلاله لشن هجمات في المحافظات المحررة".

وأكد في النهاية أن "المجلس لن يرضخ للإخوان، وأن اتفاق الرياض في طريقه للتنفيذ وهو أول خطوة لحل مشكلة البلاد".

وأشار إلى أن "تنظيم الإخوان يتعرض لهجوم كبير، وفقد شعبيته والسلطة التي كانت تساعده على الهيمنة، وفي طريقة للأفول والنهاية".

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية