ما موقع الإخوان في المشهد السوري الحالي؟.. خبراء يجيبون

تتباين المواقف حول إمكانية عودة جماعة الإخوان المسلمين إلى المشهد السوري، وسط تحولات إقليمية ودولية تحد من قدرتها على إعادة التموضع، في الوقت الذي تخطو فيه البلد نحو مرحلة جديدة من التوازن الإقليمي والسياسي.

فالباحث السياسي رضوان السيد يرى أن "الإخوان لم يعد لديهم ما يقدمونه للسوريين"، وأشار في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن التنظيم يعاني من تراجع شعبي واضح في سوريا، نتيجة التجربة المريرة التي مر بها خلال العقود الماضية.

ورغم أن التنظيم كان يحظى بنفوذ في بعض المناطق، خاصة تلك التي شهدت تدخلات تركية، إلا أن التحولات السياسية الأخيرة قلصت من فرص الإخوان في تحقيق أي اختراق حقيقي.

كما أن التوجه العربي نحو دعم دمشق، في إطار استعادة الاستقرار، جعل من الصعب على التنظيم إيجاد قاعدة جديدة للانطلاق.

الخطر الحقيقي لا يكمن في التنظيم ككيان سياسي بل في الفكر الذي نشره لعقود والذي لا يزال يشكل قاعدة لبعض الجماعات المتطرفة

على المستوى الداخلي، لا تبدو الأوضاع، بحسب "سكاي نيوز"، أكثر تفاؤلا للإخوان، حيث يؤكد أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن التنظيم يفتقر إلى القاعدة الشعبية التي تمكنه من المنافسة سياسيا، حتى في حال حدوث انتخابات حرة مستقبلاً.

واعتبر أن "الشارع السوري بات أكثر وعيًا"، موضحًا أن التجربة الإخوانية في دول أخرى، مثل مصر وتونس، أظهرت هشاشة المشروع السياسي للتنظيم، وعدم قدرته على التكيف مع متطلبات الحكم المدني.

من جانبه، حذر النائب والمحلل السياسي طارق عجيب يحذر من أن "الخطر الحقيقي لا يكمن في التنظيم ككيان سياسي، بل في الفكر الذي نشره لعقود، والذي لا يزال يشكل قاعدة لبعض الجماعات المتطرفة".

وأضاف عجيب أن التنظيم طالما استخدم الشعارات الدينية كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية، لكنه فشل في تقديم مشروع حقيقي قادر على الصمود أمام التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

مع تعافي سوريا من سنوات الحرب والتفكك، رجحت "سكاي نيوز" أن لا يحمل المستقبل الكثير لتنظيم الإخوان. فالمعادلة الجديدة، التي تقوم على تثبيت الاستقرار وتعزيز العلاقات مع المحيط العربي، تترك التنظيم في مواجهة مصير بدا محتمًا منذ سنوات: التهميش والإقصاء.