ما تداعيات العلاقة بين حماس وحزب الله على القضية الفلسطينية؟

ما تداعيات العلاقة بين حماس وحزب الله على القضية الفلسطينية؟


12/09/2020

يرى خبراء ومراقبون أنّ علاقة حركة حماس بالأذرع الإيرانية، وعلى وجه التحديد، حزب الله، أضرّتها ضرراً كبيراً، خاصّة أنّ إيران وأذرعها في المنطقة يهدّدون الأمن القومي العربي والخليجي.

ويرى هؤلاء أنّ السبب الرئيس "المعلن" لزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، إلى لبنان، هو المشاركة في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي انعقد في سفارة فلسطين، بالعاصمة بيروت، إلا أنّ لتلك الزيارة أهدافاً سياسية بامتياز.

علاقة حركة حماس بالأذرع الإيرانية، وعلى وجه التحديد، حزب الله، أضرّتها ضرراً كبيراً، خاصّة أنّ إيران وأذرعها في المنطقة يهدّدون الأمن القومي العربي والخليجي

وبعد انتهاء اجتماع الفصائل بدأ هنية بسلسلة زيارات لشخصيات سياسية ووطنية، ومرجعيات رسمية، وأمنية لبنانية، وقيادات فلسطينية، وكان من أبرز هؤلاء؛ الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، الذي ثمّن تلك الزيارة واعتبرها بمثابة تعزيز العلاقات بين الجانبين.

وخلال اللقاء الأول منذ (30 عاماً) استعرض الطرفان كافة التطورات السياسية والعسكرية في لبنان وفلسطين، وجرى التأكيد على مدى قوة العلاقة بين حركة حماس وحزب الله، والروابط المشتركة بينهما، وهو ما يدلّل على عودة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها، بعد أن تدهورت نتيجة موقف حماس من الثورة السورية.

وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في تصريحات صحفية: "لقاء إسماعيل هنية والأمين العالم لحزب الله، حسن نصر الله، يؤكّد أنّ خيارات المقاومة ضدّ الاحتلال ما تزال قائمة".

وبيّن العاروري أنّ علاقة حماس وحزب الله إستراتيجية وقديمة، ولا يمكن أن تؤثر فيها خلافات صغيرة.

اقرأ أيضاً: هل تغير قطر سياستها مع حماس؟ تقرير استخباراتي يجيب

فما هو تأثير علاقة حماس بحزب الله على القضية الفلسطينية؟ ولماذا تصرّ حماس على إبقاء علاقتها مع حزب الله رغم معارضة بعض الأنظمة العربية؟ ولماذا وافق حزب الله على عودة العلاقات رغم الخلافات القديمة؟

وما هو مستقبل تلك العلاقة في ظلّ ما يمرّ به الإقليم؟ ولماذا اختارت حماس هذا التوقيت لترميم علاقتها مع حزب الله؟ وهل هذا التقرب بهدف تقوية العلاقات مع سوريا التي تأثرت بسبب موقف حماس من الأزمة السورية؟

تداعيات

وفي سياق الردّ على تلك التساؤلات؛ يجيب الكاتب المختص في شؤون الإقليم، أحمد حبيب، في حديثه لـ "حفريات" إنّ "حزب الله مرفوض في المنطقة، كونه من أذرع إيران، وبالتالي علاقة حماس معه سوف تؤثر في القضية الفلسطينية بشكل كبير، باعتبار أنّ الفلسطينيين يذهبون تجاه التطرف والعدوانية، وتلك العلاقة سوف تغضب بعض الأطراف التي تحاول حماس التقرب منها مثل مصر".

يضيف: "استخدمت حركة حماس المدّ والجزر في علاقتها مع حزب الله، وما يسمى بـ "محور الممانعة" الذي تدعمه إيران في المنطقة، فهي استفادت منه مالياً وعسكرياً، وكان هذا المحور بمثابة الجسر القوي الذي تستند عليه الحركة في ظلّ مقاطعة عدد من الأطراف لها".

اقرأ أيضاً: هدنة حماس وإسرائيل الجديدة: بين الضفة المحتلة والقطاع المختطف

ويكمل: "في المقابل، عندما فاز الإخوان المسلمون في مصر خرجت الحركة من محور الممانعة "إيران وحزب الله"، وعادت إلى مرجعتيها الأولى، الإخوان المسلمين، وبدأت تأخذ مواقف متعارضة ومتعاكسة، وطلبت من حزب الله الانسحاب الفوري من سوريا، وأعلنت موقف ضدّ النظام السوري، وطالبت بإسقاطه".

لماذا استعادت حماس علاقتها مع حزب الله؟

 ويبيّن حبيب أنّ حماس بدأت باستعادة علاقتها مع حزب الله اللبناني، منذ عامين، بعد إدراكها أن النظام السوري باقٍ، ولن يزول كما كانت تعتقد، ولأنّ الحزب له وجود قوي في سوريا تقرّبت منه، وأرادت أن يكون جسراً قوياً تعود من خلاله إلى دمشق التي خرجت منها، بعد الأزمة السورية عام 2011.

ويلفت إلى أنّ حزب الله حاول أن يلعب دور الوسيط بين النظام السوري وحماس، إلا أنّ بشار الأسد رفض عودة العلاقات إلى سابق عهدها، وإعادة فتح مكاتب الحركة في دمشق، معتبراً أنّ حماس طعنته في ظهره.

الباحث محمد عبادي لـ"حفريات": خطاب حماس صريح في اصطفافه مع إيران، فنائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري يعتبر حماس في الخط الأمامي في الجبهة الداعمة لإيران

ويشير إلى أنّ نزول الإخوان المسلمين عن سدة الحكم، عام 2013، أضعف حماس على مختلف الأصعدة، وشعرت أنّها في مأزق؛ لذلك اضطرت للعودة إلى حزب الله المدعوم من المحور الإيراني.

ويعلّل سبب تقرّب حماس من حزب الله؛ لأنّ ليس لها علاقات بالإقليم، وأنّ المحور الذي ينتمي إليه الحزب هو الوحيد يحتضنها، إضافة إلى وجود تطابق بالبرامج والشعارات.

علاقة احتياطية

 ويخبر حبيب "حفريات"؛ بأنّ حزب الله، وكافة الأذرع الإيرانية في الإقليم بمثابة محور احتياط بالنسبة إلى حماس، وليس المحور الرئيس كونها منبوذة من كافة الأطراف في المنطقة، وأنّه عندما تقرّبت قطر من إيران زاد الحرج لدى قيادة حماس، وقرروا أن يكونوا حلفاء للمحور المقرب من الدوحة.

ويشدّد "يحاول حزب الله تبييض صورته بالمنطقة، بعد أن وُضع على قائمة المنظمات الإرهابية في المنطقة كونه من المحور الشيعي؛ لذلك حاول أن يتقرب من حماس، وأن يكون من الداعمين لها في الفترة الحالية؛ لأنّه من خلال علاقته بحركة سنّية بهذا الثقل ينفي التهمة الموجهة إليه، ويقول إنّه يدعم المقاومة بشكل أساسي، ولا يدعم تياره المذهبي بهذا الشكل".

اقرأ أيضاً: تفرّد حماس ببلديات غزة يثير موجة من الانتقادات والرفض الشعبي

في سياق متصل، يقول الباحث في الحركات الإسلامية، منير أديب، لـ "حفريات": إنّ "علاقة حركة حماس بالأذرع الإيرانية، وعلى وجه التحديد، حزب الله، أضرّتها ضرراً كبيراً، خاصّة أنّ إيران وأذرعها في المنطقة يهدّدون الأمن القومي العربي والخليجي، ومن المتوقع أن تتراجع دول عربية عن تأييد القضية الفلسطينية، باعتبار أنّ حماس من المؤيدين للمحور الإيراني".

 يضيف: "حزب الله وإيران يرفعان شعارات الدفاع عن فلسطين والقدس، لكنّها شعارات لا تتعدى الحناجر أمام هدف إستراتيجي للتوسع في المنطقة، وبسط السيطرة، فهم اتخذوا من القضية الفلسطينية بوابة لتحقيق مصالحهم في الإقليم، وتحقيق المزيد من الأهداف".

اقرأ أيضاً: علاقات تركيا وحماس... كيف عمّت الفائدة إسرائيل؟

ويبيّن أنّ حركة حماس خسرت كثيراً بموجب علاقتها بحزب الله، وفي حال تخليها عن   تلك العلاقة؛ فإنّ ذلك سوف يحسّن صورتها أمام العرب، وقد يكون هناك دعماً كبيراً لصالح القضية الفلسطينية، وليس ضرراً كما يحدث الآن.

متى تحسنت علاقة حماس بحزب الله؟

المختصّ بالشؤون الإقليمية، محمد عبادي، يرى أنّ العلاقة بين حركة حماس وحزب الله بدأت بالتحسّن، بعد ترأّس، يحيى السنوار، قيادة الحركة في قطاع غزة، الذي توجّه نحو إيران وحلفائها، لتعود العلاقة على أقوى ما يكون بحزب الله.

ويشير، في حديثه لـ "حفريات"، إلى أنّ "خطاب حركة حماس صريح في اصطفافه مع إيران، على حدّ قول نائب رئيس المكتب السياسي، صالح العاروري الذي قال "نعتبر أنفسنا في الخط الأمامي في الجبهة الداعمة لإيران"، وأنّ المبرّر هو دعم القضية الفلسطينية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية