ما المخاطر الأمنية المترتبة على إزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب؟.. دراسة تجيب

ما المخاطر الأمنية المترتبة على إزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب؟.. دراسة تجيب


27/04/2022

توالت في الآونة الأخيرة تحذيرات المراقبين والباحثين في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهابية، من المخاطر المترتبة على إزالة الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب الأمريكية، وهي خطوة يبدو أنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تفكر فيها جدياً، وستكون لها تداعيات خطيرة على أمن المنطقة، وعلى علاقات دول الخليج والدول العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد ألمح إلى إمكانية رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة التنظيمات الإرهابية الأميركية، في حال التوصل إلى اتفاق بالمفاوضات النووية مع طهران. وقال أمام الكونغرس إنه "بالتأكيد إذا لم تلتزم إيران بما وعدت به، فإنّ رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، أو أي نوع من الرفع يمكن إعادة فرضه".

واستطرد بلينكن أنّ "الرئيس السابق دونالد ترامب قرر تصنيفه منظمة إرهابية خلافاً لرأي كبار مستشاريه والجهات العسكرية والاستخباراتية المعنية"، وفق ما أورده موقع "سكاي نيوز".

تداعيات أمنية خطيرة في البحر الأحمر

وفي ظل هذه التطورات، حذر خبراء أمنيون من التداعيات المترتبة على خضوع واشنطن للضغط الإيراني، مشيرين إلى أنّ ذلك سيزيد خطر إيران وشبكاتها الميليشياوية في المنطقة بما يهدد الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر، وهي ممرات حيوية للعالم، سبق لإيران وميليشيا الحوثي المرتبطة بالاعتداء عليها من خلال استهداف السفن الأجنبية وناقلات النفط الخليجية ولجوئها إلى الابتزاز.

بلينكن: إذا لم تلتزم إيران بما وعدت به فإنّ رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية يمكن إعادة فرضه

ونبهت دراسة حديثة صادرة عن "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات"، إلى الأهمية الجيوسياسية لجنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مشيرة إلى تزايد تهديدات إيران ووكلائها على هذه الممرات الحيوية.

وتنعكس الأهمية الإستراتيجية التي يمثلها البحر الأحمر على كامل المنطقة، باعتباره أنبوباً يربط الخليج بأطراف العالم عبر بوابتي قناة السويس وباب المندب. ويعبر من هذه المنطقة نحو (21) ألف قطعة بحرية سنوياً تمثل نحو (14%) من حجم التجارة العالمية، وفقاً للدراسة.

يقول أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، الدكتور حامد فارس، إنه "إذا تم رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، فإنها ستكون خطوة خطيرة ستقلب موازين القوى، وستتغير معه نظرة العالم العربي للولايات المتحدة بشكل كبير".

نبهت دراسة صادرة عن "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات"، إلى الأهمية الجيوسياسية لجنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مشيرة إلى تزايد تهديدات إيران ووكلائها على هذه الممرات الحيوية

وأضاف أنه حال رفع الحرث الثوري من قوائم الإرهاب ستكون هناك تحولات كبيرة في السياسة الخارجية للمنطقة العربية تجاه التعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها حليفاً استراتيجياً، وهذا ما شاهدناه الفترة الأخيرة، سواء في قمة النقب، التي كانت بمشاركة إسرائيل، وأصبح هناك عدو مشترك، وهو إيران التي تهدد الشرق الأوسط بأكمله.

وتابع فارس في تصريحات خاصة لصحيفة "الرؤية"، أنّ هناك نموذجاً يجب الاقتداء به في فكرة الرفع من قوائم الإرهاب، ألا وهو ما فعلته أمريكا من رفع ميليشيا الحوثي من قائمة الإرهاب، حيث إنه بمجرد قيام الإدارة الأمريكية الحالية برفع الحوثي من قوائم الجماعات الداعمة للإرهاب، زادت العمليات الإرهابية بشكل مطرد، وتضاعفت من 38 عملية إلى نحو 68 عملية شهرياً، وهو ما يدل على أنّ القرار كان خاطئاً، وبالتالي إذا اتبعت الولايات المتحدة الأمريكية نفس النهج مع الحرس الثوري الإيراني، فسيكون هناك تحول كبير في وتيرة العمليات الإرهابية، التي تهدد أمن الخليج، وبالتالي أمن المنطقة".

رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية خطوة خطيرة ستقلب موازين القوى

وتوقع أن "يكون هناك استهداف في هذه الفترة تحديداً لمصادر الطاقة، وهذا ما رأيناه في التعدي على شركة أرامكو السعودية، حيث لم يكن الهدف السعودية فقط، وإنما تهديد إمدادات وسلاسل الطاقة، التي تقوم بها السعودية لدول العالم، وهذا سيكون له انعكاسات سلبية كبيرة للغاية على أمن المنطقة العربية بأكملها".

وتشدد دراسة المركز الأوروبي، على ضرورة اتخاذ الدول المشاطئة للبحر الأحمر مجموعة من الإجراءات عالية المستوى من التنسيق والتفاعل فيما بينها، للتصدي للتهديدات الإيرانية لمصالح هذه الدول الأمنية والاقتصادية.

 أشارت الدراسة الأمنية، إلى إمكانية تزايد عمليات القرصنة في المنطقة، منوهة إلى أنّ السفير الإيراني السابق في اليمن، كان يشرف على عمليات القرصنة الحوثية في البحر الأحمر

ويؤكد المراقبون على أهمية وجود دور تكاملي بين الدول المشاطئة لوقف التهديد الإيراني وتحييد الخطر الذي تمثله الأعمال غير القانونية لميليشيا الحوثي، بما في ذلك الخطر الوشيك الذي تمثله ناقلة النفط صافر المهددة بالانفجار وتسريب أكثر من (1.1) مليون برميل من النفط الخام.

اعتداءات بإشراف الحرس الثوري

وفي 3 كانون الثاني (يناير) الماضي، تم استهداف السفينة "روابي" التي تحمل علم الإمارات قبالة سواحل مدينة الحديدة على البحر الأحمر، لتشعل لدى العواصم في المنطقة والعالم أضواء حمراء بشأن الأخطار التي ترتفع في المياه المقابلة للشواطئ اليمنية، وما يمكن أن يشكّله التهديد الحوثي من مخاوف تطال أمن واستقرار وانسياب التبادلات التجارية في العالم.

وأفاد تحالف دعم الشرعية في اليمن بأنّ الميليشيات خططت للهجوم وخطف سفينة روابي وأنّ السفينة كانت تحمل مساعدات للمتضررين من الأعاصير في جزيرة سقطرى وأشار في عرض مصور إلى أنّ الميليشيات هاجمت القاطرة "رابغ 3" جنوب البحر الأحمر، واستهدفت ناقلة النفط السعودية "بقيق" في البحر الأحمر أيضاً.

وأشارت الدراسة الأمنية، إلى إمكانية تزايد عمليات القرصنة في المنطقة، مشيرة إلى أنّ السفير الإيراني السابق في اليمن، كان يشرف على عمليات القرصنة الحوثية، وأنّ السفينة الإيرانية "سافيز" عسكرية بغطاء مدني لنقل أسلحة إيران إلى الحديدة.

وعرض التحالف مجموعة من الصور تظهر الأسلحة التي حاول الحرس الثوري الإيراني تهريبها للحوثيين عبر الحديدة. وأنّ الميليشيات تستخدم منظومة الصواريخ "نور" الإيرانية لاستهداف السفن، عارضاً أدلة على عمليات تفخيخ الزوارق وتجربتها لتهديد الملاحة الدولية.

كما وعرض التحالف منطقة تجارب عسكرية للميليشيات الحوثية قرب ميناء الصليف، لافتاً إلى أنها تقوم بتجربة الزوارق المفخخة بالقرب من الميناء وقال إنّ الميليشيات تستغل ميناء الصليف عسكرياً، مستغلة أيضاً المدنيين كدروع بشرية هناك. وأكد أنّ الأمم المتحدة لم تتمكن من تنفيذ اتفاق ستوكهولم بسبب تعنت الميليشيات الحوثية، مشيراً إلى أنّ المبادرة السعودية لحل الأزمة اليمنية ما زالت مطروحة.

كما وأفاد التحالف أنّ الصليف هو الميناء الرئيسي لاستقبال الصواريخ الباليستية الإيرانية، عارضاً صوراً خاصة للصواريخ الباليستية في الميناء، والتي يتم تجميعها في الميناء قبل نقلها لمواقع أخرى. 

وعرض مواقع لمخازن حوثية لصواريخ إيران الباليستية قرب الحديدة، لافتاً إلى أنّ الحوثيين يخزنون الصواريخ الإيرانية في أنفاق قرب الحديدة قبل نقلها إلى صنعاء.

وبين تحالف دعم الشرعية أنّ الحوثيين يجندون الأطفال لتهديد وقرصنة الملاحة الدولية وأدلة أخرى تفضح مهاجمة الميليشيات الحوثية لسفينة تركية كانت تحمل القمح. وأضاف أنّ الميليشيات تستخدم منظومة الصواريخ "نور" الإيرانية لاستهداف السفن، عارضاً أدلة على عمليات تفخيخ الزوارق وتجربتها لتهديد الملاحة الدولية.

مواضيع ذات صلة:

هل تنجح إيران في الضغط على أمريكا لرفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب؟

ماذا يعني أن تكون المنشآت النووية الإيرانية في عهدة الحرس الثوري؟

لحوثي مدعوماً بالحرس الثوري الإيراني يعيث تهديداً براً وبحراً وجواً



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية