مؤشرات جديدة على تزايد النفور من سياسات أردوغان... ماذا حدث؟

مؤشرات جديدة على تزايد النفور من سياسات أردوغان... ماذا حدث؟


26/04/2022

في مؤشر جديد على نفور الشباب والاستياء الاجتماعي من سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية، أظهر استطلاع حديث للرأي تزايد أعداد الشباب الأتراك الذين يرغبون في الهجرة إلى دول أخرى خلال (10) أعوام، بعدما شعروا بـ"اليأس" من السياسات العامة في تركيا.

ونقلت صحيفة "أحوال" التركية عن نتائج استطلاع للرأي أجرته شركة كوندا للأبحاث قولها: إنّ نسبة الشباب الأتراك الراغبين في العيش في الخارج ارتفعت من 28% في آذار (مارس) 2010 إلى 48% في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020.

وقدّم المدير العام لشركة كوندا للأبحاث بكير آغيردير إحصائيات عن عموم السكان قائلاً: إنّ نسبة الأتراك الذين يريدون الهجرة إلى الخارج، إذا سنحت لهم الفرصة، زادت من 24% في آذار (مارس) 2010 إلى 35% في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020.

أظهر استطلاع حديث للرأي تزايد أعداد الشباب الأتراك الذين يرغبون في الهجرة إلى دول أخرى خلال (10) أعوام

يأتي هذا الاستطلاع في وقت بلغت فيه البطالة أعلى مستوى في (9) أعوام، وفقدت الليرة التركية 28% من قيمتها في 2018، وما زالت تترنح، بينما ظل التضخم عند مستويات مرتفعة، وما زالت الأسر والشركات تعاني لسداد ديونها والتزاماتها المالية.

وفي الوقت الذي تبدو فيه الآفاق أكثر قتامة، فقد أظهرت أحدث بيانات صدرت عن مؤسسة هابيتات، وهي منظمة غير هادفة للربح، أنّ الشعور باليأس من المستقبل يتنامى بين الشباب بشكل مطّرد.

ووفقاً للمسح الذي تُجريه هابيتات مرة كلّ عامين، فإنّ 55% فقط من الشباب في تركيا عبّروا عن تفاؤلهم بالمستقبل، وهو ما يمثل انخفاضاً نسبته 12% عن المسح الماضي، الذي أجري في عام 2017، وسجّل عدد الشباب الذين قالوا إنّهم راضون عن حياتهم انخفاضاً مماثلاً، حيث بلغت نسبة هؤلاء 60% مقارنة مع 71% قبل عامين.

وتُظهر بيانات هابيتات أنّ هناك أسباباً واضحة لهذه النظرة المتشائمة؛ فعدد الشباب الأتراك الذين لديهم وظائف انخفض بنحو 9%، إلى 44%، وليس ارتفاع عدد الطلاب الشباب بنسبة 4% إلى 31% هو السبب في ذلك.

ويبحث 30% من الشباب الأتراك عن عمل، حيث ذكر تقرير أعده حزب المعارضة الرئيسي في تركيا حزب الشعب الجمهوري، أنّ معدل البطالة بين الشباب بلغ نحو 25%، بما يزيد 10% عن معدل البطالة الإجمالي في البلاد.

وفي ظل قلة الوظائف وصعوبة الحصول عليها، يقول نحو ثلث الشباب الذين شاركوا في المسح إنّهم يعيشون بـ(600) ليرة ـ نحو 150 دولاراً ـ أو أقلّ من ذلك شهرياً، وقالت نسبة تقلّ عن الربع إنّهم يحصلون على (2000) و(400) ليرة (410 دولارات) أو أكثر شهرياً، ويبلغ الحد الأدنى لإجمالي الأجر الشهري في تركيا حالياً (2000) و(558) ليرة.

آغيردير: السبب وراء هجرة الأدمغة يختلف الآن عن الأعوام السابقة، فالأتراك الآن يفكرون في الهجرة بسبب "اليأس" في تركيا

وأشار المسح إلى أنّ 38% لا يستطيعون في بعض الأحيان سداد نفقاتهم الضرورية بسبب قلة الوظائف وانخفاض الدخل، بينما يضطر 28% إلى تأجيل خططهم المستقبلية، ولا يستطيع 27% سداد فواتير بطاقاتهم الائتمانية.

 هجرة الأدمغة

قال آغيردير: إنّ السبب وراء هجرة الأدمغة يختلف الآن عمّا كان عليه في الأعوام السابقة، فقد اعتاد الأتراك الهجرة سعياً وراء الحوافز التي تقدّمها الدول الأخرى، غير أنّ ذلك تغير، فهم الآن يفكرون في الهجرة بسبب "اليأس" في تركيا.

وأكد آغيردير أنّ الأتراك المتعلمين الذين لديهم وظائف جيدة بالفعل يهاجرون إلى الخارج الآن، مشيراً إلى أنّ "الشعور بالفرار من اليأس هو السائد الآن. تصوّر أنّ مجال حريتهم مقيد، وأنّ أنماط حياتهم مهددة، هو نسبة كبيرة منهم."

 هجرة الأدمغة يختلف الآن عن الأعوام السابقة، فالأتراك الآن يفكرون في الهجرة

وكتب آغيردير: "الشعور بأنّهم لا يستطيعون التنفس في ظل الظروف الحالية للبلاد هو السائد"، لافتاً إلى أنّ العديد من الأتراك لم يعد بإمكانهم "الشعور بأنّهم موجودون في مستقبل البلاد، وأنّ بإمكانهم تحقيق مطالبهم وآمالهم"، وأضاف: "إنّ الشعور باليأس والقلق العميق على مستقبل البلاد هو المسيطر".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية