لم تكن زلة لسان.. سراج الحق يفضح مؤامرة الإخوان في بنغلاديش

لم تكن زلة لسان.. سراج الحق يفضح مؤامرة الإخوان في بنغلاديش

لم تكن زلة لسان.. سراج الحق يفضح مؤامرة الإخوان في بنغلاديش


07/09/2023

شهدت حرب الاستقلال في بنغلاديش العام 1971 أعمال اغتصاب وإبادة جماعية، وجرائم حرب بشعة، أودت بحياة أكثر من مليون شخص، وبحسب تقديرات الحكومة البنغالية، فإنّ عدد الضحايا تجاوز الـ (3) ملايين نسمة. فضلاً عن تعرّض (200) ألف امرأة للاغتصاب، مع إضرام النيران في عشرات الآلاف من المنازل على يد القوات الباكستانية وأعوانها. كما ساهمت الحرب في تهجير ما يقارب الـ (10) ملايين شخص إلى الأقاليم الغربية البنغالية وكذلك إلى الهند.

الإبادة الجماعية في بنغلاديش مارستها وحدات الجيش الوطني الباكستاني، المدعومة من ميليشيات مسلحة تابعة للجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في بنغلاديش، وكان جزء رئيسي منها ضدّ السكان الهندوس، الذين شكلوا نحو 60% من اللاجئين البنغال إلى الهند آنذاك، كما أجبر العديد من الهندوس على اعتناق الإسلام رغماً عنهم، تفادياً للقتل والترحيل.

محاكمات وإدانة لقادة الإخوان

في العام 2009 قررت حكومة بنغلاديش الائتلافية، التي كان يقودها حزب (رابطة عوامي)، إنشاء محاكم خاصة للنظر في جرائم الحرب التي ارتكبت خلال حرب التحرير، وأعلن وزير العدل والشؤون البرلمانية شفيق أحمد تأسيس محكمة مختصة بجرائم الحرب؛ لمحاكمة أولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، بموجب قانون المحاكم الجنائية الدولية لعام 1973.

المحكمة ناقشت عدداً كبيراً من الأوراق والوثائق والشهادات، وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك تورط ميليشيات (البدر والشمس) التابعة للجماعة الإسلامية البنغالية، في ممارسة القتل والنهب والاغتصاب، ومساندة الجيش الباكستاني في الممارسات الدموية، وخيانة قضية استقلال البلاد.

سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في باكستان

وأصدرت أحكاماً على (18) شخصاً، معظمهم من حزب الجماعة الإسلامية، وحكمت بالإعدام على عدد من قادة الحزب، ونُفذ حكم الإعدام بالفعل، حيث نفذت السلطات البنغالية حكم الإعدام شنقاً في كانون الأول (ديسمبر) 2013 بحق زعيم حزب الجماعة الإسلامية عبد القادر ملا، بعد ساعات من تأييد المحكمة العليا في بنغلاديش، حكماً بالإعدام صدر ضدّه، لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وكان عبد القادر ملا، هو أول شخص يتم إعدامه من زعماء الجماعة الإسلامية، وفي محاكمات مجرمي الحرب.

في العام 2009 قررت حكومة بنغلاديش الائتلافية، التي كان يقودها حزب (رابطة عوامي)، إنشاء محاكم خاصة للنظر في جرائم الحرب التي ارتكبت خلال حرب التحرير

وفي نيسان (أبريل) العام 2015 تمّ تنفيذ حكم الإعدام بحق مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية محمد قمر الزمان. كما صدر الحكم بإعدام الأمين العام السابق لحزب الجماعة الإسلامية علي أحسن مجاهد، قائد ميليشيات البدر؛ بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حرب الاستقلال، وتم تنفيذ الحكم في تشرين الأول (نوفمبر) 2015.

كما صدر حكم بإعدام القيادي الإخواني مطيع الرحمن نظامي، بعد تورطه في ارتكاب جرائم القتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب، ونُفذ الحكم في العام 2016. وفي العام نفسه تمّ تنفيذ حكم الإعدام شنقاً للقيادي البارز في حزب الجماعة الإسلامية مير قاسم علي، بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب خلال حرب الانفصال عن باكستان في العام 1971.

الجماعة الإسلامية تنفي جرائمها

اعتادت الجماعة الإسلامية في بنغلاديش نفي تورطها في الخيانة العظمى، وممارسة شتى أشكال جرائم الحرب، خلال حرب الاستقلال.

الجماعة اعتادت طيلة الأعوام الفائتة اتهام حكومة عوامي بالتآمر والتدليس، نافية علاقتها بالجرائم التي أدينت بارتكابها إبّان حرب الاستقلال، وزعم القائم بأعمال أمير الجماعة مجيب الرحمن مراراً أنّ التهم ملفقة، بهدف الانتقام السياسي.

الجماعة الإسلامية ذهبت إلى أبعد من ذلك، عبر الاحتفال بالذكرى السنوية لاستقلال بنغلاديش؛ في محاولة مكشوفة لدفع الاتهامات المثبتة والموثقة بعيداً عنها

القيادي الإخواني أبو طاهر معصوم نفى مراراً وتكراراً أيّ دور للإخوان في التعاون مع الجيش الباكستاني أثناء حرب الاستقلال، مطالباً بالإفراج عن القيادات الإخوانية الموجودة في السجن، بتهم مفبركة، على حدّ زعمه.

الجماعة الإسلامية ذهبت إلى أبعد من ذلك، عبر الاحتفال بالذكرى السنوية لاستقلال بنغلاديش؛ في محاولة مكشوفة لدفع الاتهامات المثبتة والموثقة بعيداً عنها، حتى جاء  سراج الحق أمير الجماعة الإسلامية في باكستان؛ ليفضح المؤامرة التاريخية بعد نصف قرن.

سراج الحق يفضح مؤامرة الإخوان

في شهر آب (أغسطس) الماضي، وفي كلمة له أمام مؤتمر الشباب في حيدر آباد، ألمح أمير الجماعة الإسلامية في باكستان سراج الحق إلى دور الإخوان في بنغلاديش، في مساندة الجيش الباكستاني أثناء حرب الاستقلال، وقال في نعيه لزعيم الجماعة الإسلامية دلوار حسين سعيدي: إنّ الأخير سُجن، وكان كلّ ذنبه أنّه كان يدعم باكستان في حرب الاستقلال، الأمر الذي اعتبر آنذاك زلة لسان لم تكن مقصودة.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن

لكن، يبدو أنّ الأمر لم يكن زلة لسان، فقد عاد سراج الحق ليتكلم بالتفصيل عن دور الجماعة الإسلامية البنغالية في التواطؤ مع الجيش الباكستاني أثناء الحرب، والتحالف ضدّ أبناء وطنهم.

سراج الحق قال الأسبوع الماضي، في كلمة له في فاعلية أقيمت في المنصورة بـ (لاهور)؛ بشأن زعيم الجماعة الإسلامية العلامة دلوار حسين شهيدي: إنّ الأخير مارس دوراً تاريخياً من أجل نصرة باكستان، ووحدتها مع باكستان الشرقية (بنغلاديش)، مضيفاً: "العلامة دلوار سعيدي، وعناصر قوات البدر والشمس، ضحوا بأنفسهم على أرض باكستان الشرقية".

سراج الحق كشف صراحة وبوضوح الدور الذي قامت به الميليشيات الإخوانية المسلحة التي خانت حركة الاستقلال في بنغلاديش، وقاتلت ضدّ أبناء الوطن، زاعماً أنّ قادة الجماعة الإسلامية تعرضوا للتعذيب في سجون شيتاغونغ، لأنّهم رفضوا أن يهتفوا: "الموت لباكستان".

مواضيع ذات صلة:

إخوان بنغلاديش ومحاولة استدعاء التدخل الأجنبي في الصراع مع الحكومة

بنغلاديش: حملة اعتقالات جديدة في صفوف الإخوان.. والجماعة الإسلامية تتحدى الدولة

إخوان بنغلاديش يواجهون الخطط المالية الطموحة للحكومة بالسخرية والتحريض




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية