لماذا يجب أن يبقى الجولاني وهيئة تحرير الشام على قوائم الإرهاب؟

لماذا يجب أن يبقى الجولاني وهيئة تحرير الشام على قوائم الإرهاب؟

لماذا يجب أن يبقى الجولاني وهيئة تحرير الشام على قوائم الإرهاب؟


27/02/2025

في أعقاب سيطرة تحالف الفصائل المتمردة بقيادة "هيئة تحرير الشام" على معظم المناطق في سوريا، هناك "اندفاع هائل" لتحديد ما إذا كان ينبغي رفع اسم الجماعة وكبار مسؤوليها من قوائم الإرهاب الأمريكية والدولية، وكيف يتم ذلك. 

ووفق دراسة لمعهد واشنطن، فإنّ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن دعا إلى "إنهاء سريع للعقوبات"، على الرغم من أنّه لم يكن من الواضح ما إذا كان تعليقه يشمل العقوبات المحددة المتعلقة بـ "هيئة تحرير الشام". وفي وقت سابق صرح المبعوث الخاص أنّ الجماعة لا يمكنها حكم سوريا بالطريقة التي أدارت بها معقلها السابق في إدلب، ولكن أشار إلى أنّ "هناك بعض الأمور المطمئنة على الساحة".  

وأضاف المعهد في تقرير نشره عبر موقعه الإلكتروني أنّ "هيئة تحرير الشام" نفسها لم تُصنَّف قط على قوائم الإرهاب، فالجماعة هي النسخة الأحدث لكيانات سبق تصنيفها بسبب صلاتها بتنظيمي (القاعدة وداعش).  

وبدأ دور "هيئة تحرير الشام" في تموز (يوليو) 2011، الذي أدى إلى سقوط الأسد في النهاية، عندما أرسل أبو بكر البغدادي -الذي كان حينها زعيم تنظيم داعش في العراق، المعروف سابقاً باسم "تنظيم القاعدة في العراق"، أرسل الجولاني لقيادة دخول جماعته إلى سوريا. وكان هذا هو الجولاني نفسه الذي أصبح لاحقاً قائد "هيئة تحرير الشام"، وقاد الهجوم الذي أطاح بالأسد، وتبنّى اسم أحمد الشرع، وبالتالي نصّب نفسه زعيماً جديداً لسوريا، ووضع نفسه في صدارة محادثات شطب الأسماء الحالية.

مراقبون: إلغاء العقوبات أمر أساسي لمنح القيادة السورية ما بعد الأسد فرصة لبناء البلد، لكن يجب أن يتم كسب أي شطب عن طريق الاستحقاق، وليس عن طريق الهبة.

وحول التصنيفات الأمريكية ومعضلة الشطب من القائمة، قال المعهد إنّه في الأساس تمّ تصنيف الجماعة التي تُعرف الآن بـ "هيئة تحرير الشام" لأوّل مرة ككيان إرهابي في تشرين الأول (أكتوبر) 2004، عندما صَنفت وزارة الخارجية الأمريكية "جماعة التوحيد والجهاد" سلف (تنظيم القاعدة في العراق") كمنظمة إرهابية أجنبية وككيان إرهابي عالمي مُصنف بشكل خاص. وفي الشهر نفسه أضافت الأمم المتحدة "تنظيم القاعدة في العراق"/ "جماعة التوحيد والجهاد" إلى قائمتها الموحدة للمنظمات الإرهابية. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2012 أضافت الحكومة الأمريكية رسمياً "جبهة النصرة" كاسم مستعار لـ "تنظيم القاعدة في العراق"، حين قامت وزارة الخارجية الأمريكية بتعديل تصنيف قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية ذات الصلة، في حين عدّلت وزارة الخزانة الأمريكية قائمة المنظمات الإرهابية العالمية المصنفة بشكل خاص.

وفي الوقت نفسه صنفت وزارة الخارجية الأمريكية الجولاني (الذي غالباً ما يُكتب اسمه "جولاني" في الوثائق الأمريكية) كإرهابي عالمي، مصنف بشكل خاص، في أيار (مايو) 2013. ومن خلال برنامجها "مكافآت من أجل العدالة" عرضت الوزارة ما يصل إلى (10) ملايين دولار مقابل معلومات عنه، مشيرة إلى أنّه "ما يزال زعيم "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم (القاعدة)، التي تشكل جوهر "هيئة تحرير الشام".    

واليوم، ما تزال "هيئة تحرير الشام" مصنفة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، من بين دول ومنظمات أخرى، في حين ما يزال الجولاني مدرجاً على قائمة الإرهاب وخاضعاً لمكافأة قدرها (10) ملايين دولار من الناحية الفنية.  

وفي الولايات المتحدة يُعدّ شطب جماعة من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية أمراً سهلاً نسبياً، كما هو موضح في الصفحة الرئيسية لوزارة الخارجية الأمريكية على شبكة الإنترنت المتعلّقة ببرنامج المنظمات الإرهابية الأجنبية. ومنذ إنشاء القائمة تمّ شطب (20) جماعة، بما في ذلك عدة جماعات انتقلت نحو الحوكمة.

ويجادل بعض المراقبين بأنّ إلغاء هذه العقوبات أمر أساسي لمنح القيادة السورية ما بعد الأسد فرصة لبناء نوع مختلف من الحكومة والبلد. ولا يمكن لأحد أن يعارض بشكل معقول بعض الإعفاءات قصيرة الأجل والتدابير المماثلة التي تسمح بتقديم المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، يجب أن يتم كسب أيّ شطب أوسع للتصنيف -سواء على مستوى الدولة أو الجماعة أو الأفرادـ عن طريق الاستحقاق، وليس عن طريق الهبة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية