
كشف الصحفي والكاتب السياسي حميد قرمان أنّ ماكينة الإعلام الإخوانية تحاول تضخيم الفوز الذي حققه مرشحو الجماعة في الانتخابات النيابية الأردنية.
وأضاف قرمان في مقالة له نشرت عبر صحيفة (العرب) اللندنية: "ما إن بدأت نتائج الانتخابات البرلمانية في الأردن في الظهور، حتى بدأت الماكينة الدعائية والإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين في تضخيم فوز مرشحي الجماعة. تضخيم ساقته قيادات الإخوان كإنجاز مقترن بملفات إقليمية ودولية؛ تارة لمحاربة مخططات منظومة اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو، وتارة أخرى تمهيداً لمحاربة الضغوط الأمريكية المتزامنة مع العودة المحتملة لمرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب. وكأنّ الدولة الأردنية لا تمتلك أوراقاً سياسية سوى تصدّر الإخوان المسلمين لقيادة المشهد الداخلي من خلال البرلمان، والذي سيسهم في تشكيل حكومة أردنية مقبلة على إقليم ملتهب بأجندات أنظمة يمينية متطرفة تتصارع على زيادة مساحة نفوذها السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط".
وأكد قرمان أنّ فوز الإخوان ليس كبيراً، ولا يمكن وصفه بالاكتساح أو الأغلبية أو الأكثرية، فهم وصلوا إلى ربع المقاعد البالغ عددها الكلي (138) مقعداً، في انتخابات شارك بها ثلث الأردنيين الذين يحق لهم التصويت. وبمعنى أو بآخر، لا يمكن القياس على هذه النتائج، خاصة أنّ الجماعة هي القوة الوحيدة المنظمة في الشارع الأردني أمام أحزاب وقوى ناشئة حديثاً، فشلت في توظيف أدوات المشهد السياسي الأردني لخوض غمار المنافسة على الانتخابات البرلمانية.
وقدا استطاع الإخوان اللعب على حبال الملفات الإقليمية والدولية، خاصة استثمار الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في حرفة تتقنها قيادة الجماعة في تحشيد أنصارها ومؤيديها ودفعهم إلى صناديق الاقتراع في ظل عزوف باقي شرائح المجتمع الأردني.
وتابع الكاتب السياسي: "تداعيات وصول الإخوان إلى عدد أكبر، دون أغلبية من مقاعد البرلمان، لن تنعكس على عملية صنع القرار الأردني، بل ستبقى محصورة في المشاغبة السياسية التي تتقنها الجماعة أيضاً في محاولاتها المتكررة للهروب من استحقاقات المنعطفات التي مرت وتمر بها المنطقة".
وختم قرمان مقالته بالقول: "الجماعة اليوم أمام واقع مليء بالتحديات الكبيرة، إن لم تحسن التعامل معها فستكون سبباً مباشراً ورئيسياً في انهيار قواعدها الشعبية في المملكة، كباقي الإيديولوجيات الفكرية التي اندثرت أمام قوة الدولة الأردنية العميقة".