لقاحات كورونا المتوقعة.. كيف تعمل؟ وهل ستقضي على الفيروس؟

لقاحات كورونا المتوقعة.. كيف تعمل؟ وهل ستقضي على الفيروس؟


09/06/2020

رغم تطلعات العالم لإنتاج لقاح يقضي على فيروس كورونا تماماً، لتعود الحياة إلى سابق عهدها، إلّا أنّ خبراء اللقاحات يتوقعون عدم نجاح اللقاح الأول في إنهاء الجائحة، ما يعني أنّ الفيروس سيبقى معنا لأعوام.

من المتوقع أن يكون أحد اللقاحات المنتظرة جاهزاً لتوزيعه على نطاق واسع بحلول كانون الأول (ديسمبر)

ووفقاً لمسؤولي الصحة الأمريكيين، فإنّ أولى التجارب البشرية التي ستنفذ على نطاق واسع، ستبدأ في تموز (يوليو) المقبل، ومن المتوقع أن يكون أحد اللقاحات جاهزاً للتوزيع في العالم بحلول كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وفي هذا السياق، يقول رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي؛ "أنا متفائل بشكل حذر أننا في طريقنا للحصول على لقاح"، متوقعاً أن يتوفر 100 مليون جرعة من اللقاح بحلول تشرين الثاني (نوفمبر) أو في كانون الأول (ديسمبر)، وربما 200 مليون جرعة بحلول بداية العام المقبل.

ويعمل اللقاح بشكل أساسي على تحفيز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة تصد هجوم الفيروس حال دخوله جسم الإنسان، وذلك بعد توصل إحدى الدراسات، الشهر الماضي، إلى نتائج مفادها أنّ أجسام المرضى المتعافين من الفيروس تنتج أجساماً مضادة، وهذا يعني إمكانية محاربة الفيروس بالتطعيم.

يخضع حوالي 120 لقاحاً محتملاً ضد فيروس كورونا للأبحاث والتجارب
ويخضع ما يقارب الـ 120 لقاحاً محتملاً للأبحاث والتجارب، سواء على الحيوانات أو في أنابيب الاختبار، فيما تخضع 10 لقاحات منها للتجارب السريرية؛ إذ يهدف العلماء إلى إنتاج ما يكفي من الأجسام المضادة لمنع العدوى في المستقبل وصد الفيروس حال مهاجمته جسم الإنسان.
كيف تعمل اللقاحات؟
يستخدم مطورو اللقاحات 4 تقنيات مختلفة في تجاربهم، اثنتان منها تعمل بنفس الطريقة التي تم إثبات فعاليتها في لقاحات سابقة؛ إذ تعتمد الطريقة الأولى على حقن الجسم بفيروس حقيقي ضعيف أو ميت، وهو ما يستخدم في لقاحات شلل الأطفال والجدري والإنفلونزا، أما الطريقة الثانية؛ فتعتمد على حقن الجسم بجزء صغير من الفيروس لتحفيز مناعة الجسم على العمل وصد الفيروس، على غرار لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري والإنفلونزا الجديدة، وفقاً لتقرير نشرته "BuzzFeed news".

اقرأ أيضاً: استطلاع رأي أمريكي.. قد يرفض الناس لقاح كورونا حال إنتاجه!
فيما تنتهج كل من؛ شركة "أسترازينيكا" متعددة الجنسيات، وجامعة أكسفورد، نهجاً ثالثاً يقوم خلاله الخبراء بأخذ فيروس الشمبانزي غير الضار بالبشر ودمجه مع فيروس "ساري-كوف-2 "، ما يُعزّز قدرة نظام المناعة في التعرّف على علامات غزو الفيروس في المستقبل.
ورغم دعم هيئة البحث والتطوير الطبي الأمريكية عمليات تطوير لقاح أكسفورد بما يزيد عن المليار دولار، إلّا أنّ "هذا النهج غير مضمون إطلاقاً من الناحية النظرية للحصول على لقاح فعال"، بحسب "فاوتشي".

تعمل شركة (موديرنا) على إنتاج لقاح جيني من خلال حقن المريض بالجينات التي تحتاجها الخلايا لتصبح قادرة على تنبيه جهاز المناعة وتحفيزه

وكان قد تم الإعلان عن خطة لتجربة هذا اللقاح على أكثر من 10 آلاف شخص في المملكة المتحدة، لكن البيانات المبكرة أربكت المراقبين، حيث لاحظوا أنّ اللقاح لم يمنع العدوى عند القرود، بل قلّل من أعراضها فقط، لأنّ الأجسام المضادة المحايدة التي أنتجها كانت منخفضة للغاية، بحسب وليام هاسيلتين، الأستاذ السابق في كلية الطب بجامعة هارفارد، الذي أشار إلى أنّ الوقت هو الكفيل بتحديد ما إذا كانت تلك الطريقة هي الأفضل أم لا.
كما تستخدم شركة "موديرنا" طريقة رابعة في تطوير اللقاح؛ فتعتمد على إنتاج "لقاح جيني"، من خلال حقن المريض بالجينات التي تحتاجها الخلايا لتصبح قادرة على إنتاج بروتينات تستطيع تنبيه جهاز المناعة وتحفيزه، ومن المتوقع تجربة هذا اللقاح على نطاق واسع، على البشر خلال الشهر القادم.
ورغم تسريع عملية إنتاج اللقاحات، واختبار لقاحات مختلفة على 30 ألف شخص الشهر المقبل، إلّا أنّ الخبراء يتوقعون حدوث تأخيرات في إنتاج اللقاح إذا استمر الوباء في التلاشي، لأنّنا نحتاج إلى مجموعتين بهما عدد كافٍ من الأشخاص، تحصل إحداها على اللقاح، والأخرى على علاج وهمي لمعرفة ما إذا كان اللقاح فعالاً، وفق ما أورد موقع الحرة.

اقرأ أيضاً: علاج الإمارات المبتكر لفيروس كورونا يحصل على حماية الملكية الفكرية.. ما أهمية ذلك؟
هل ستقضي هذه اللقاحات على الفيروس تماماً؟
يحاول العلماء اكتشاف لقاح يسهم بنسبة 70 بالمئة على الأقل، في الوقاية من العدوى، أو تقليل شدتها، لكنّ "بول أوفيت" من مستشفى فيلادلفيا للأطفال يقول إنّه سيتفاجأ إذا كان اللقاح ضد "سارس-كوف-2" فعال بنسبة 70 بالمئة لمنع العدوى، بسبب قصر فترة حضانة الفيروسات ذات العلاقة بأمراض الجهاز التنفسي؛ مثل كورونا المستجد أو الإنفلونزا، أي أنّ الجسم قد لا يكون قادراً على الاستجابة بسرعة للقاح وتحفيز الجهاز المناعي وإطلاق الأجسام المضادة، حيث يستغرق ظهور الأعراض لدى الأشخاص المعرضين لفيروس كورونا المستجد من 4 إلى 5 أيام، فيما تبلغ مدة حضانة الحصبة مثلاً من 10 إلى 12 يوماً، ما يجعل اللقاح ضد الحصبة فعال بنسبة 97 بالمئة مدى الحياة بعد جرعتين فقط.

 

 

 

ويضيف أوفيت، أنّه نظراً للمدة القصيرة التي تعرف فيها العلماء على فيروس كورونا المستجد فإنّه ليس أمامهم إلا إدارة التوقعات بشأن اللقاح، ولن يتم التعرّف فعلاً على مدى فعالية اللقاح إلّا بعد تجربته على ملايين الأشخاص وليس تجربته فقط على 20 ألف شخص في تجربة سريرية.
من الجدير بالذكر أنّ اللقاح الوحيد الذي أظهر نتائج قوية حتى الآن، كان من إنتاج شركة التكنولوجيا الحيوية الصينية "سينوفاك"، التي اعتمدت الطريقة القديمة من خلال الحقن بكميات صغيرة من فيروسات ميتة لتحفيز الجهاز المناعي على العمل ضد فيروس حقيقي، لكنّ تجاربها اقتصرت على القرود وحيوانات المعامل فقط حتى الآن، ومن غير المعروف إن كان سينجح عندما يدخل مرحلة التجارب البشرية أم لا.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية