لبنان يلعب في الوقت الضائع للخروج من أزمته

لبنان يلعب في الوقت الضائع للخروج من أزمته


16/09/2020

يشعر بعض الساسة في لبنان ان الانقسام السياسي الداخلي سيؤثر على مستقبل ووحدة الشعب في حال لم يتم اتخاذ قرارات عاجلة تنهي حالة التشظي في بلد عرف بتعدده الطائفي.
وفي هذا الصدد قال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط اليوم الأربعاء إن البعض لا يفهم على ما يبدو أن الجهود التي تقودها فرنسا لإخراج لبنان من الأزمة هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلاد.
وكتب جنبلاط على تويتر "يبدو أن البعض لم يفهم أو لا يريد أن يفهم أن المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لإنقاذ لبنان ومنع زواله كما قال وزير خارجيتها بكل وضوح".

ويبدو ان جنبلاط يقصد جماعة حزب الله الموالية لايران وحلفائها بكلامه خاصة وان الحزب مثل وسيلة تعطيل للوصول الى تفاهمات حقيقية.
وعرقل التنافس بين الطوائف اللبنانية التحرك لتشكيل حكومة جديدة الاثنين عشية الموعد النهائي المتفق عليه مع فرنسا مما يقوض الجهود الرامية لإخراج البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة.
والتقى رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب بالرئيس ميشال عون لإجراء مشاورات بعد اعتراض اثنين من أبرز السياسيين على الطريقة التي يشكل بها أديب الحكومة.
ودفع هذا الاعتراض على ما يبدو أديب لعدم تقديم قائمة بأسماء الوزراء الجدد كما كان منتظرا، وفق ما ذكرت مصادر سياسية.
يمثل التأخير ضربة مبكرة لمسعى فرنسي يهدف للتوصل إلى اتفاق بين سياسيين عنيدين على إصلاحات تؤدي لاجتثاث الفساد في مقابل مساعدات خارجية يحتاجها لبنان بشدة ليخرج من أسوأ أزمة يشهدها منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأول من سبتمبر/أيلول خلال زيارة لبيروت جاءت بعد الانفجار المدمر الذي وقع بمرفأ العاصمة في الرابع من أغسطس/آب، إن السياسيين اللبنانيين اتفقوا على تشكيل حكومة في غضون 15 يوما وهو إطار زمني طموح إذ أن الأمر عادة ما يستغرق شهورا.

وبالتالي فان الفترة التي طرحها الرئيس الفرنسي يبدو انها انتهت دون الحصول على تفاهمات حقيقية.
وعبرت أحزاب شيعية ومسيحية الأحد عن اعتراضها على الطريقة التي يحاول بها رئيس الوزراء السنّي المكلف تشكيل الحكومة دون إجراء المشاورات التقليدية.
وقالت مصادر إن أديب الذي عُين يوم 31 أغسطس/آب بعد تدخل ماكرون قبيل زيارته لبيروت، يعمل على تشكيل حكومة اختصاصيين ويعتزم إجراء تغيير شامل في قيادة وزارات أُسندت لنفس الطوائف على مدى سنوات.
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو سياسي شيعي بارز وحليف لجماعة حزب الله المدعومة من إيران، إن حركة أمل التي يقودها لن تشارك في حكومة تُشكَّل بناء على الأسس المقترحة حاليا. لكنه أعلن في المقابل أن الحركة ستتعاون في الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في البلاد.
ويفسر البعض إعلانه الاستعداد للتعاون، بأنها مجرد لغة دبلوماسية حتى لا يحمل المسؤولية عن التعطيل الحاصل
ولم تصدر تصريحات تذكر عن حزب الله المدعوم من إيران وهو جماعة مسلحة تتمتع بنفوذ سياسي كبير وتعتبرها واشنطن جماعة إرهابية في حين تقول باريس إن لها دورا سياسيا مشروعا.
لكن يبدو أن حزب الله الذي يلتزم الصمت ويراقب التطورات، يقدم حركة أمل وحلفائه المسيحيين كواجهة تجنبا للمزيد من الضغوط خاصة بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على وزيرين سابقين (من حليفيه أمل والمردة) كانا على صلة به ووفرا له الغطاء المالي والسياسي.
وسيتحمل لبنان تبعات الجمود الحالي حيث ان فرنسا اكدت مرارا بان الجهات الدولية المانحة لن تقدم مساعدات للبنان الذي يمر بازمة اقتصادية خانقة دون الوصول الى تفاهمات سياسية والقيام باصلاحات حقيقية.

عن "ميدل إيست أون لاين"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية