"لا للمخدرات"... إطلاق حملة رسمية في عموم العراق

"لا للمخدرات"... إطلاق حملة رسمية في عموم العراق

"لا للمخدرات"... إطلاق حملة رسمية في عموم العراق


25/06/2023

أطلقت الحكومة العراقية حملةً رسميةً لمكافحة تجارة وتعاطي المواد المخدرة في عموم البلاد، وتتفرّع الحملة إلى شقين: أحدهما أمني، يتعلق بالمتابعة والرصد والاعتقالات، وآخر تثقيفي توعوي من أجل إسناد الحملة بدعم شعبي، والحدّ من تغلغل "آفة المخدرات" إلى المجتمع.

وأخذت السلطات العراقية تستعين بالمرجعيات الدينية من أجل الحث المجتمعي على مكافحة الظاهرة المستفحلة مؤخراً، وأعلنت وزارة الصحة جاهزيتها لاستقبال جميع المتعاطين، وتقديم الخدمات النوعية لمعالجتهم.

وفي الآونة الأخيرة تحول العراق من معبر للمخدرات المصدرة للدول الأخرى إلى بلد مستهلك لها، وقد أضحت تجارة وتعاطي تلك المواد واضحة للعيان، وتفتك بالمجتمع، علماً أنّ البلاد كانت تفرض عقوبة الإعدام على متعاطي المخدرات وتجارها، لكنّ البرلمان الاتحادي سنّ قانوناً جديداً عام 2017 ضم في بنوده عقوبات تشمل مروّجي المخدرات، بالإضافة إلى قوانين خاصة بعلاج المدمنين.

 وتنتشر المخدرات وتباع وتوزع في المناطق الفقيرة والمحرومة في بغداد العاصمة والمحافظات الأخرى خاصة الجنوبية منها، ولا توجد إحصائية رسمية منشورة لأعداد المتعاطين للمخدرات في البلاد، ولكن حسب مسؤولين أمنيين، فإنّها تنتشر بين فئة الشباب من كلا الجنسين.

في الآونة الأخيرة تحول العراق من معبر للمخدرات المصدرة للدول الأخرى إلى بلد مستهلك لها

وتُعدّ إيران وسوريا من أكثر الدول التي تدخل عبرها المخدرات إلى العراق، عن طريق المنافذ الحدودية البرية المشتركة بين الدول الـ (3)، في حين تعجز الأجهزة الأمنية عن مسك المنافذ؛ نتيجة الفساد المستشري في تلك الأجهزة.

فعالية  "لا للمخدرات"

اختُتم يوم الإثنين الماضي مؤتمر أقامته وزارة الداخلية العراقية تحت عنوان "لا للمخدرات"، ويأتي هذا المؤتمر في إطار فعالية أسبوعية تضع برنامجاً عملياً لمكافحة المخدرات في عموم العراق.

بيان وزاري قال: إنّ البرنامج يهدف إلى "مكافحة المخدرات باتجاهين: أمني لضبط وردع المتاجرين والمروجين للمخدرات، وكل من لهم مساس بها، وتوعوي لتثقيف المجتمع من خطر آفة المخدرات، ولعدم الانزلاق إليها".

وزارة الصحة: أعداد المعالجين بلغت (4500) مدمن ومتعاطٍ للمخدرات منذ بداية عام 2022، وأكثر المتعاطين بأعمار تتراوح من (15 إلى 30) عاماً

وأضاف البيان أنّ الفعالية تجري بـ "التنسيق مع جميع دوائر الدولة المعنية ومنظمات المجتمع المدني، فضلاً عن هيئة الإعلام والاتصالات ورجال الدين وشيوخ العشائر".

وأكّد أنّ الفعالية ستشهد تنسيقاً أيضاً مع أساتذة الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس والأطباء والقضاة، وأفراد المجتمع بمختلف صنوفهم وعناوينهم.

ويُعدّ الفقر والبطالة عاملين رئيسين لانتشار المواد المخدرة في العراق، وتشير وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى أنّ هناك (4) ملايين عاطل عن العمل، وتؤكد وزارة التخطيط أنّ 14% من الشباب العراقي عاطلون عن العمل، ولا يملكون أيّ مصدر للدخل.
الكبتاغون السوري والكريستال الإيراني

إيران وسوريا تغذيان العراق بالمواد المخدرة المتنوعة عبر المنافذ الحدودية الرابطة بين البلدان الـ (3)، وتدخل عن طريق الحدود العراقية السورية مادة الكبتاغون التي تقوم بتسهيل دخولها جماعات مسلحة مرتبطة مع الجهازين الأمنيين في كلا البلدين. في حين يغزو المناطق الجنوبية والوسطى من العراق مادة الكريستال التي تُعدّ من المخدرات الرئيسة التي تدخل عن طريق الحدود الشرقية المحاذية لإيران.

وقد ألقت القوات الأمنية العراقية القبض على أكثر من (15) ألف متهم بقضايا المخدرات خلال العام المنصرم. ويقول المتحدث باسم جهاز الأمن الوطني أرشد الحاكم: "بعد القبض على أغلب التجار الذين كانوا مسؤولين عن عملية توريد المخدرات خاصة الكريستال، لجأ باقي التجار إلى حبوب الكبتاغون".

وأشار إلى أنّ تهريبها يتم "عادة عن طريق الحدود السورية، الغربية للعراق، لوجود بعض الثغرات الأمنية التي تُستغل لدخول هذه المواد المخدرة".

تُعدّ إيران وسوريا من أكثر الدول التي تدخل عبرها المخدرات إلى العراق، عن طريق المنافذ الحدودية البرية المشتركة بين الدول الـ (3)

وتعهد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين والسوري فيصل المقداد في زيارة رسمية قام بها الأخير مطلع حزيران (يونيو) بالتعاون المشترك بين البلدين اللذين يشتركان بحدود تمتد على طول (600) كلم، فيما يتعلق بتهريب المخدرات. وفي آذار (مارس) الماضي أعلن العراق ضبط أكثر من (3) ملايين حبة من الكبتاغون على الحدود مع سوريا.

وفي أواخر العام 2021 أعلنت وحدة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية أنّ محافظتي البصرة وميسان في جنوب العراق تحتلان الصدارة بين محافظات البلاد على صعيد تجارة المخدرات وتعاطيها.

أعداد المعالجين

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة عن أعداد المعالجين من الإدمان من قبل الجهات التابعة لها، وأشارت إلى معالجة (4500) مدمن ومتعاطٍ للمخدرات منذ بداية عام 2022، موضحة أنّ أكثر المتعاطين بأعمار تتراوح من (15 إلى 30) عاماً.

ويقول وزير الصحة صالح الحسناوي: إنّ "اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات برئاسة وزير الصحة لديها عمل على مستوى عالٍ يتكون من جزأين: الأول داخل العراق، والثاني خارج العراق، بالتعاون مع الدول الإقليمية المحيطة بالعراق".

وزير الصحة صالح الحسناوي: هناك مشروع افتتاح مركز أو وحدة معينة في كل محافظة لمعالجة متعاطي المخدرات وسيبدأ العمل به في العام المقبل

وأضاف أنّ "العمل يكون على جانبين: الأول الحدّ من دخول المخدرات إلى الأراضي العراقية وهو العرض، والجانب الثاني هو تقليل الطلب من خلال حملات التوعية وتوفير الخدمات، مبيناً أنّه "في الآونة الأخيرة تم فتح مركز الخدمات النوعية لمعالجة متعاطي المخدرات".

وتابع الوزير أنّ "هناك مشروعاً في وزارة الصحة، وهو افتتاح مركز أو وحدة معينة في كل محافظة لمعالجة متعاطي المخدرات، وسيبدأ العمل به في العام المقبل".
وسبق لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن وصف في 9 أيار (مايو) 2023 الحرب التي تخوضها السلطات العراقية ضد المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بأنّها "معقّدة"، مشدداً في الوقت ذاته على عدم التهاون في مواجهة هذه الآفة التي بات خطرها يهدد المجتمعات والدول.

مواضيع ذات صلة:

سوق المخدرات في إيران... من زيندشتي إلى الحرس الثوري

ماذا يعني مقتل تاجر المخدرات الأشهر في جنوب سوريا؟

الحوثي حول اليمن إلى سوق مفتوحة للمخدرات الإيرانية... تقرير يرصد حقائق صادمة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية