كيف ينظر الأتراك إلى مدارس "إمام خطيب"؟.. استطلاع رأي جديد يجيب

كيف ينظر الأتراك إلى مدارس "إمام خطيب"؟.. استطلاع رأي جديد يجيب


17/08/2020

فشل الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بتحويل النظام التعليمي في تركيا من نظام علماني مُنفتح ومُتسامح إلى منهج ديني مُتشدّد، بسبب تدنّي المستوى التعليمي الذي تقدّمه المدارس الإسلامية التي استحدثها نظام "العدالة والتنمية" بالمقارنة مع المدارس العادية، رغم التمويل الإضافي الذي تحصل عليه.

وأظهر استطلاع رأي، أجرته مؤسّسة أنصار الدينية التركية، أنّ أكثر من 70 في المئة من خرّيجي مدارس "إمام خطيب" في تركيا، "يأسفون" على تلقيهم التعليم في المدارس الثانوية الدينية التي أقرّتها الحكومة، وفق ما نقل موقع "أحوال تركية".

ويقول 73 بالمئة من خريجي تلك المدارس: إنهم لن يدرسوا فيها مرّة أخرى فيما لو أتيحت لهم فرصة الاختيار، بينما قال 68 بالمئة من الطلاب الحاليين: إنهم غير راضين عن الدراسة في مدارس "إمام خطيب"، وهم متردّدون ومتخوفون بشأن مستقبلهم، حسبما أوضحت الدراسة.

أردوغان يفشل بتحويل النظام التعليمي في تركيا من نظام علماني مُنفتح ومُتسامح إلى منهج ديني مُتشدّد

وارتفع عدد المدارس المخصّصة لتدريب رجال الدين الإسلاميين، في ظل حُكم الرئيس التركي أردوغان لمدة 18 عاماً، من 450 مدرسة، عندما تولّى السلطة، إلى أكثر من 5000 اليوم.

ووجد استطلاع الرأي أنّ 38 في المئة فقط من المشاركين قالوا إنهم اختاروا الالتحاق بمدارس إمام خطيب بمحض إرادتهم، بينما قال 51 في المئة إنهم اختاروا ذلك بناءً على طلب أسرهم.

بالإضافة إلى ذلك، قال 44 في المئة: إنهم اختاروا تعليم "إمام خطيب" بعد أن فشلوا في الحصول على درجات كافية في امتحان تحديد المستوى تؤهلهم للانضمام إلى المدارس الثانوية الاعتيادية، وبالتالي فلم يكن لهم أيّ خيار آخر سوى مدارس "إمام خطيب".

ويأتي الاستطلاع بعد أيام من إعلان وزارة التعليم التركية أنّ معدل إشغال المدارس الإسلامية في البلاد يبلغ 99.8٪.

وتسبّبت آلية اعتماد نتائج نظام المرور من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية، بفتح الباب واسعاً أمام إرسال الطلاب الذين لم ينجحوا إلى مدارس الأئمة والخطباء.

ويوجد اليوم في تركيا أكثر من 620 ألف طالب ثانوية في مدارس "إمام خطيب" الدينية.

73 بالمئة من خريجي مدارس "إمام خطيب" قالوا: إنهم لن يدرسوا فيها مرّة أخرى فيما لو أتيحت لهم فرصة الاختيار

ويربط النقاد بين سوء قدرة الأداء لدى التلاميذ وبين تأسيس هذا العدد الهائل من مدارس "إمام خطيب"، ويشيرون بوضوح إلى أنّ طلاب هذه المدارس يجدون صعوبة في تجاوز الامتحان المركزي العام المؤهّل لدخول الجامعة، حيث ينجح في هذا الامتحان عدد قليل جداً من تلاميذ هذه المدارس الدينية.

وتؤكد تقارير التنمية البشرية الدولية أنّ الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان تسبّب في انخفاض المستوى التعليمي العلمي للطلبة الأتراك.

ومدارس "إمام خطيب"، هي مؤسسات مدرسية تعليمية تضع الدروس الدينية في صدارة منهاجها التدريسي. وكانت هذه المدارس في السابق تخرّج فقط أئمة المساجد، لكنّ حكومة حزب "العدالة والتنمية" أجرت تعديلاً على النظام التعليمي لجعل المدارس الدينية أكثر قبولاً في المجتمع.

وأظهر مسح حديث للأداء الأكاديمي، أعدّته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية، أنّ نجاح تلاميذ مدارس "إمام خطيب" أقلّ من المتوسط على المستوى الوطني.

وكان أردوغان نفسه تلميذاً في الستينيات من القرن الماضي من تلاميذ مدارس "إمام خطيب" الدينية في إسطنبول.

آنذاك كانت المدارس الدينية نادرة جداً. لكن ومنذ وصوله إلى السلطة عمل الرئيس التركي من أجل تحويل المدارس الدينية إلى مدارس مقبولة في المجتمع، وأصبحت القضية تهم أردوغان شخصياً.

ويُحمّل الكثير من المعارضين والخبراء ما يُسمّى بمدارس "إمام خطيب" المسؤولية عن التراجع في المستوى التعليمي للتلاميذ والطلاب.

الصفحة الرئيسية