كيف نفهم الموقف الصيني من القضية الفلسطينية؟

كيف نفهم الموقف الصيني من القضية الفلسطينية؟


29/05/2021

يرجع للرئيس المصري جمال عبد الناصر الفضل في شرح حقيقة القضية الفلسطينية لقيادة الحزب الشيوعي الصيني عبر رئيس وزرائها الراحل تزوو إن لاي في مؤتمر باندونغ في إندونيسيا عام 1955حيث قدم الرئيس المصري الراحل تفصيلا القضية الفلسطينية وتاريخها إضافة إلى قضايا دول عربية أخرى كانت تخوض حينها معركة التحرر الوطني من الاستعمار، وحدث مرة أخرى في لقائهما الثاني عام 1963. (1)

ما هو مسار العلاقات الصينية الإسرائيلية؟

اعترفت إسرائيل بالصين الشعبية في يناير 1950 في حين لم تقابل بكين ذلك بالمثل، ولكن مدت جسور التواصل بينهما في سبعينيات القرن العشرين والتي توجت بإقامة العلاقات الدبلوماسية مطلع عام 1992. (2)

حاليًا يفرض كل من الاقتصاد والتكنولوجيا نفسه في ملف العلاقات الصينية الإسرائيلية، لا سيما مع وضع بكين لإسرائيل على خارطتها في مبادرة الحزام والطريق، فاستطاعت شركة شنغهاي الدولية للموانئ الحصول على حق إدارة ميناء حيفا بداية من مطلع العام 2021 بموجب عقد تم توقيعه عام2015. (3)

وتعمل إسرائيل بشكل دائم على تعظيم ثمار التعاون الاقتصادي مع الصين دون إثارة حفيظة الحليف الأول لها والمتمثل في الولايات المتحدة. (4)

ما هي رؤية الصين المعاصرة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

تعتمد الصين في علاقاتها الدولية عمومًا على مبدأ “عدم التدخل” وبالتالي هي لا تنحاز لأي طرف في أي صراع مع الاستعداد للتعاون التجاري والاقتصادي مع أي دولة ذات سيادة بغض النظر عن نظامها الحاكم، وتطبيقًا على ذلك فهي لا تنحاز لأي من الطرفين، وبالتالي فبكين تتمتع بعلاقات جيدة بالطرفين وترى فيهما شريكين في مبادرة الحزام والطريق (5)

لكن رغم ذلك كان لدى الصين مبادرة لاستضافة ممثلين عن الفلسطينيين والإسرائيليين على أراضيها عام 2017، وهو العام الذي شهد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مارس، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في يوليو، وحينها طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مقترحا من أربع نقاط تتمثل في دفع التسوية السياسية على أساس حل الدولتين،ودعم مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، ومواصلة تنسيق جهود المجتمع الدولي وتدعيم الجهود المنسقة من أجل إحلال السلام ، والتنفيذ الشامل للإجراءات ودفع السلام عبر التنمية، وانتهاء باستضافة ندوة اجتمع فيها ممثلين من الطرفين في ديسمبر قادها من الجانب الفلسطيني الدكتور نبيل شعث مستشار الشؤون الخارجية للرئيس الفلسطيني، و من الجانب الإسرائيلي حليك بار نائب رئيس الكنيست حينها.(6) (7)

قبيل اندلاع المواجهات الأخيرة، طرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال جولته في الشرق الأوسط في مارس الماضي مبادرة من 5 نقاط من أجل الأمن في المنطقة ارتكزت في إحداها على حل الدولتين كأساس لحل الصراع، إضافة لوساطة المجتمع الدولي، والترحيب بدعوة ممثلين عن الفلسطينيين والإسرائيليين للحوار المباشر في الصين. (8)

ما هي الجهود التي بذلتها الصين لحل الأزمة الأخيرة؟

كانت بكين تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي خلال شهر مايو، وبذلك ترأست المشاورات المغلقة التي شهدها المجلس، ودعا تشانغ جيون، المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة الأطراف – بشكل خاص إسرائيل- إلى ضبط النفس. (9)

وتظل القضية ساحة أخرى تظهر فيها المنافسة بين بكين وواشنطن حيث أعربت الصين عن استيائها في 13 مايو بسبب عرقلة الولايات المتحدة لمناقشات مجلس الأمن الدولي في 12 مايو برفضها الموافقة على بيان مشترك يدعو إلى حل سلمي من خلال “حل الدولتين”، كما أعادت بكين على لسان وزير خارجيتها الدعوة التي أطلقتها في مارس لاستضافة المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الصين. (10)

كيف يرى الباحثون الصينيون دور بلادهم في حل الصراع؟

يرى سفير بكين السابق لدى إيران وخبير شؤون الشرق الأوسط هوا ليمينغ إن الصين تحاول تقديم نوع جديد من الوساطة وتسعى إلى حل أكثر عدلاً وفعالية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي نظرًا لعدم وجود تاريخ استعماري لبلاده في المنطقة إضافة إلى أنها أكبر مشتر للطاقة من دول المنطقة وأحد أهم الشركاء التجاريين للعديد من دول الشرق الأوسط، وأن الصين بحاجة لإيجاد طريق جديد مع الأطراف المعنية نظرًا لتعقيدات القضية.  (11)

عن "مركز الإنذار المبكر"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية