أدلى السوريون، أمس، الموجودون في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بأصواتهم، في أول انتخابات لمجالس الإدارات المحلية، منذ بدء الاحتجاجات عام 2011، التي تحوّلت لاحقاً إلى صراع دموي، وبعد مرور سبعة أعوام على آخر تصويت لانتخاب المجالس المحلية.
فتح أكثر من 6550 مركز اقتراع أبوابهم، الساعة السابعة صباحاً، بالتوقيت المحلي في مختلف أنحاء المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
الانتخابات جرت في مناطق سيطرة النظام بمشاركة 40 ألف مرشح سيتنافسون على 18 ألفاً و478 مقعداً
وأعلنت السلطات تمديد فترة التصويت حتى منتصف الليل؛ "نظراً للإقبال الذي تشهده المراكز، وحتى يتاح لجميع المواطنين الراغبين في المشاركة الإدلاء بأصواتهم، واختيار ممثليهم في هذه المجالس"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقالت الوكالة: "أكثر من أربعين ألف مرشح سيتنافسون على 18 ألفاً و478 مقعداً في مجالس الإدارة المحلية".
وانتشرت حملات انتخابية محدودة في دمشق، وزّعت فيها بعض الصور للمرشحين في الساحات العامة والمدينة القديمة، فيما غابت الحملات الدعائية عن معظم بلدات الغوطة الشرقيّة، حسبما ذكر مراسلو وكالة "فرانس برس".
ومضى نصف الوقت المُتاح للتصويت، دون أن تنشر السلطات أيّة بيانات رسميّة تتحدّث عن نسبة الناخبين أو الإقبال، وبدا أنّ عدد الناخبين الذين توجّهوا إلى صناديق الاقتراع في انتخابات البلدية، أقل مما كان في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية السابقة، خاصة أنّ يوم الانتخابات بقي يوم دوام عادي، ولم يُعلن عطلة رسميّة.
وبثّ التلفزيون الحكومي السوري لقطات لناخبين في جميع أنحاء دمشق، وفي معاقل النظام، بمدينتي طرطوس واللاذقية على الساحل السوري، وهم يقومون بإسقاط أوراق الانتخاب في صناديق بلاستيكية، كما عرض التلفزيون الرسمي صوراً لناخبين في دير الزور، التي استعادتها القوات السورية، بدعم روسي وإيراني بشكل كامل، العام الماضي، بعد معارك ضارية ضدّ تنظيم داعش.
ومنذ آخر انتخابات؛ أدّى النزاع الدموي إلى مقتل ما يزيد عن 360 ألف شخص، وإجبار الملايين على الفرار أو النزوح أو الهجرة، وخلّف دماراً طال مُدناً وبلدات كاملة، وخسائر بمليارات الدولارات، كما لم يشارك قرابة ثلاثة ملايين سوري، متحصنين في إدلب، في عملية الاقتراع، الذين ينتظرون ظروفاً قاسية في حال بدء الهجوم العسكري على المدينة.
وجرت آخر انتخابات مجالس محليّة، في كانون الأول (ديسمبر) 2011، بعد تسعة أشهر فقط من بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، فيما نظمت انتخابات برلمانية عام 2016، وأُجريت انتخابات رئاسية، عام 2014، جددت فيها ولاية الرئيس بشار الأسد لسبعة أعوام أخرى.
ولم يحدث أيّ تصويت في مناطق خارج سيطرة الحكومة، بما في ذلك الأجزاء التي يسيطر عليها الأكراد في الشمال الشرقي، وآخر معاقل المعارضة في مدينة إدلب، شمال غرب البلاد، واحتشدت القوات السورية حول إدلب، ومناطق المعارضة المحيطة بها قبل أسابيع، ويتوقّع حدوث هجوم محتمل على المنطقة التي يسكنها حوالي ثلاثة ملايين شخص.
ويبدو أنّ الهجوم مؤجّل حالياً، في الوقت الذي تحاول فيه روسيا، حليفة النظام، وتركيا الداعمة للمعارضة، التوصّل إلى اتفاق بشأن إدلب.