كنيسة "مار توما" التاريخية بالموصل تنفض غبار داعش... ماذا فعلت؟

كنيسة "مار توما" التاريخية بالموصل تنفض غبار داعش... ماذا فعلت؟


01/05/2022

لأول مرّة منذ دحر تنظيم داعش في 2017، احتفل عشرات المسيحيين أمس السبت في الموصل بأول قدّاس في كنيسة مار توما التي أعيد ترميمها بعد تعرّضها للتخريب على أيدي الدواعش وتضررها خلال معارك تحرير المدينة الكبرى الواقعة في شمال العراق.

في أيلول (سبتمبر) الماضي، وفيما كانت كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك التي تعود إلى القرن الـ19 ما تزال تخضع لأعمال الترميم، تمّ تركيب جرس لها وزنه (285) كيلوغراماً، صُنع في لبنان، ونقل إلى الكنيسة بالطائرة، بفضل تبرعات من المنظمة الفرنسية غير الحكومية "التآخي في العراق". 

احتفل عشرات المسيحيين بأوّل قدّاس في كنيسة مار توما التي أعيد ترميمها بعد تعرّضها للتخريب على أيدي الدواعش

وبرفقة آلة الأورغن، صدحت أصوات المصلين المسيحيين في الكنيسة التي اكتظت بهم، وفقاً للوكالة الفرنسية، التي أشارت إلى استعادة مذبح الكنيسة المبني بالرخام الأبيض والرمادي  رونقه السابق، بأعمدته وأقواسه المزخرفة، أمّا النوافذ الدائرية الصغيرة، فقد زُينت بزجاج ملون جديد، وفيما دقّ جرس الكنيسة، انطلقت الزغاريد تعبيراً عن الفرح.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الأب بيوس عفاص البالغ من العمر (82) عاماً قوله: إنّ "هذه أجمل كنيسة في العراق، الإعمار كان جذرياً إلى حدّ كبير حيث أسهم بإعادة الكنيسة كما خرجت على يد بنّائيها قبل (160) عاماً".      

ويُعتقد أنّ المتطرفين الدواعش حوّلوا الكنيسة إلى سجن أو محكمة، وخلال تلك الفترة نُهبت صلبانها وكلّ الرموز الدينية الأخرى، واخترقت قذيفة هاون أحد أقبية المبنى.

يجري ترميم الأديرة والكنائس بالمنطقة، وحتى اليوم لم يعد عشرات الآلاف من المسيحيين الذين فروا بعد سيطرة داعش في 2014

وقالت منظمة التآخي في العراق في شباط (فبراير) الماضي: "كان لا بدّ من إزالة الرخام الذي تعرّض للحرق، وصقله وتجديده، وحفر الأرض لتدعيم الإسمنت، ووضع الرخام المنظّف، وإكماله بقطع رخام جديدة".

وقد شكّلت الموصل ومنطقة سهل نينوى تاريخياً مقراً مهمّاً للمسيحيين، وهي تكافح حتى اليوم لاستعادة حياتها الطبيعية بعد دحر جهاديي تنظيم داعش على يد الجيش العراقي بدعم من التحالف الدولي.

ويجري ترميم الأديرة والكنائس في المنطقة لكن ببطء، ولم يعد حتى اليوم عشرات الآلاف من المسيحيين الذين فرّوا بعد سيطرة تنظيم داعش في العام 2014.

 وقد أرغم العديد من مسيحيي العراق على الهجرة، بفعل الحروب والنزاعات وتردي الأوضاع المعيشية، ولم يبقَ في العراق اليوم سوى (400) ألف مسيحي بين سكانه البالغ عددهم (40) مليوناً، بعدما كان عدد المسيحيين (1,5) مليون عام 2003 قبل الاجتياح الأمريكي.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية