كندا تغلق الباب أمام عودة مواطنيها الإرهابيين... وتضع شروطاً لمساعدة بعضهم

كندا تغلق الباب أمام عودة مواطنيها الإرهابيين... وتضع شروطاً لمساعدة بعضهم


17/02/2022

تبنّت الحكومة الكندية "سياسة سرّية" من شأنها إغلاق الباب أمام إعادة مواطنيها من مراكز الاحتجاز في سوريا لعناصر داعش المحتجزين وعائلاتهم.

وذكرت صحيفة "غلوبال نيوز" أنّ الوثيقة السياسية السرّية التي حصلت عليها بشأن المعتقلين تؤكد أنّ الحكومة ليست ملزمة بإعادتهم، وستساعدهم في ظروف محدودة فقط، مشيرة إلى أنّ العودة يمكن أن تشمل فقط أطفالاً قد تُركوا بدون مرافق بسبب وفاة ذويهم، أو إذا كان "وضع المحتجز قد تغيّر بشكل كبير"، منذ اعتماد السياسة العام الماضي.

الوثيقة السياسية السرّية تؤكد أنّ الحكومة ليست ملزمة بإعادة مواطنيها الإرهابيين، وستساعدهم في ظروف محدودة فقط

وبينما أقرّت قواعد تلك الوثيقة بأنّ "السياق الفريد" في سوريا قد يدفع أوتاوا لمساعدة المحتجزين، إلا أنّها قالت إنّ ذلك سيكون بمثابة "مساعدة استثنائية"، ولن يحدث إلا إذا تمّ استيفاء قائمة من المعايير.

وبموجب هذه السياسة، التي أصبحت سارية المفعول في كانون الثاني (يناير) 2021، استوفى شخص واحد فقط من بين أكثر من (10) محتجزين كنديين معيار العودة إلى كندا، وهي امرأة من إقليم كولومبيا البريطانية ارتبطت بأحد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي.

وكانت تلك المرأة التي تُدعى كيمبرلي بولمان قد غادرت كندا عام 2015، واعتُقلت في سوريا عام 2019، وباتت مؤهلة للعودة إلى بلادها لأنّ لديها أمراضاً خطيرة تشمل التهاب الكبد والتهاب الكلى ومشاكل خطيرة في الصحة العقلية، ممّا جعلها مؤهلة للعودة لبلادها بسبب عدم تلقيها العلاج المناسب في مخيم الاحتجاز في شمال شرقي سوريا.

وبحسب الصحيفة الكندية، فإنّ شروط العودة التي وردت في الوثيقة السرّية تؤكد مخاوف الأمن القومي بشأن عودة أولئك الأشخاص إلى موطنهم، مشيرة إلى أنّ أحد التهديدات الإرهابية التي تواجه البلاد تتمثل في "الرحالة الكنديين المتطرفين" الذين سافروا إلى الخارج للمشاركة في أعمال الإرهاب.

وأوضحت الوثيقة أنّه نظراً للتدريب والخبرة العملية التي قد اكتسبوها أثناء تواجدهم في الخارج، وبيئات الصراع الفريدة التي تعرّضوا لها في مناطق مختلفة، يمكن أن يُشكّل (الرحالة المتطرفون) تهديداً خطيراً للأمن القومي والسلامة العامة حال عودتهم".

العودة يمكن أن تشمل فقط أطفالاً قد تُركوا بدون مرافق بسبب وفاة ذويهم، أو إذا كان "وضع المحتجز قد تغير بشكل كبير"

وأكدت الوثيقة أنّه: "ليس على حكومة كندا التزام إيجابي بموجب القانون المحلي أو الدولي لتقديم المساعدة القنصلية، بما في ذلك الإعادة إلى الوطن"، ولا يمكنها "تأمين إطلاق سراح فرد من المعتقلات".

ولم يجرِ الكشف عن تلك القواعد علناً، ولكن تمّ تداولها مؤخراً أمام المحكمة الفيدرالية في قضية رفعتها (11) عائلة لمعتقلين محتجزين حالياً في سوريا ضدّ الحكومة.

وقال أحد المحامين الذين يمثلون تلك العائلات، ويُدعى لورنس غرينسبون: إنّ وجود تلك القواعد بشأن العودة لم تكن معروفة حتى ظهرت في القضية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأنّه لم يتلقَّ نسخة منها إلا في كانون الثاني (يناير) 2022.

وكان العشرات من المتطرفين الكنديين قد سافروا إلى سوريا، وانضموا إلى داعش، حيث قتل معظمهم، في حين أسرت قوات سوريا الديمقراطية بعضهم.

نظراً للتدريب والخبرة العملية التي قد اكتسبوها أثناء تواجدهم في الخارج، يمكن أن يُشكّل المتطرفون تهديداً خطيراً للأمن القومي والسلامة العامة حال عودتهم

وقد سجن (3) رجال كنديين، وتمّ احتجاز حوالي (10) نساء وأطفالهنّ في معسكرات لعائلات داعش، منذ أن خسرت الجماعة الإرهابية آخر معاقلها في سوريا عام 2019.

وحتى الآن، جرت إعادة طفل يتيم، بالإضافة إلى فتاة ووالدتها كانتا قد اعتقلتا فور وصولهما بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، وجرى تسليم كندي يُدعى محمد خليفة إلى الولايات المتحدة.

وكان خليفة، وهو موظف سابق في مجال تكنولوجيا المعلومات في تورنتو، قد اعترف بأنّه مذنب، وأنّه وثّق وشارك في إعدام رهائن وسجناء قتلهم تنظيم داعش، ومن المقرر أن يصدر حكم عليه في نيسان (أبريل) المقبل.

وفي أعقاب هجوم داعش الأخير على أحد السجون في الحسكة بسوريا، كررت السلطات الكردية نداءها للدول لاستعادة مواطنيها.

وقالت المديرة الكندية لـ "هيومن رايتس ووتش" فريدة ضيف الأسبوع الماضي: "منذ أكثر من (3) أعوام كانت السلطات التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا تناشد كندا لتحمّل المسؤولية عن مواطنيها، وإعادتهم إلى بلادهم".

وأضافت: "لكنّ هذه الحكومة ما تزال تتباطأ، ولا تفعل شيئاً يُذكر لإنهاء بؤس الكنديين".

وأكدت أنّ "هؤلاء الأفراد قد يتعرّضون لخطر التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، وقد يواجهون عقوبة الإعدام في دول مجاورة بسبب صلتهم بكيانات إرهابية".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية