أطلقت مجموعة من الكنائس في إيطاليا، من بينها "اتحاد الكنائس البروتستانتية"(FCEI) وكنائس كاثوليكية، في أيار (مايو) 2015، مبادرة "الممرات الإنسانية"، بسبب غرق آلاف البشر في السنوات القليلة الماضية، أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا، لمكافحة عصابات تهريب البشر.
وقد نجحت تلك الكنائس، التي تموّل المبادرة بالكامل، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، في عقد اتفاقية مع الحكومة الإيطالية، تسمح بالهجرة الشرعية لمن هم في حاجة ماسة للحماية. وتستند تلك الاتفاقية إلى المادة 25 من "قانون الاتحاد الأوروبي" رقم (810/ 2009)، الذي يمنح الأجانب تأشيرة دخول تخولهم الإقامة في منطقة جغرافية محددة، دون السماح لهم بالسفر إلى دول أخرى من الاتحاد الأوروبي.
اتحاد الكنائس البروتستانتية وكنائس كاثوليكية يطلقون مبادرة "الممرات الإنسانية" بسبب غرق آلاف المهاجرين في البحر المتوسط
وتركّز المبادرة على من هم في حاجة إلى إعادة التوطين المهاجرين في لبنان والمغرب، بغضّ النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية.
وبالحديث عن معايير الاختيار، حدّد المسؤول في منظمة "أمل المتوسط"، ألبرتو مالرادو، الخطوط العريضة لانتقاء الناس المشمولين بمبادرة "الممرات الإنسانية":
أولاً: ضحايا الصراعات والاضطهاد والتعذيب والعنف. ثانياً: النساء الحوامل والأمهات غير المتزوجات. ثالثاً: القصَّر الذين لا يرافقهم ذوهم. رابعاً: ضحايا الاتجار بالبشر. خامساً: المرضى العاجزون، وأولئك الذين يعانون من أمراض خطيرة.
وتجري عملية الاختيار وفق ثلاث خطوات: في البداية يقوم فريق من المبادرة بزيارة مخيمات اللاجئين في لبنان والمغرب، ويختار، بالتعاون مع "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة"، عدداً من اللاجئين، ثمّ يتمّ إجراء مقابلات مع من يقع الاختيار عليهم.
في المرحلة التالية، تؤمّن المبادرة لمن وقع عليه الاختيار رحلة آمنة إلى إيطاليا، تغنيهم عن مخاطرة ركوب البحر، وتمكّنهم من أخذ أمتعتهم وأغراضهم الشخصية معهم.
بعد وصولهم إيطاليا، تقدّم المبادرة العون لدمجهم بالمجتمع، ويشمل ذلك إيجاد مسكن لهم، وتعليمهم اللغة الإيطالية، وإلحاق الأطفال بالمدارس، والمساعدة في العثور على عمل.
ومع نهاية تشرين الأول (أكتوبر) 2017، بلغ عدد من تمت إعادة توطينهم في إيطاليا ألف شخص، وتمّ تمديد المبادرة لإعادة توطين ألف شخص آخرين في عامي 2018 و2019.
اقتداءً بإيطاليا، أطلقت فرنسا في آذار(مارس) 2017 مبادرةً مشابهة لفتح ممرات إنسانية في لبنان لاستقبال 500 لاجئ: "ستمنح المبادرة اللاجئين على الحدود اللبنانية-السورية تأشيرة لجوء إلى فرنسا. وبعد وصولهم سيحصلون على حقّ اللجوء هناك"، حسب ما أوردت تقارير إعلامية.
الكنائس تعقد اتفاقية مع الحكومة الإيطالية تسمح بالهجرة الشرعية لمن هم في حاجة ماسة للحماية
يذكر أنّه في عام 2014، بلغ عدد المهاجرين الذين حاولوا الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا إلى 171 ألف شخصٍ، غرق منهم 3279 شخصاً. وفي عام 2015؛ ازدادت أعداد المهاجرين لتصل إلى 235 ألف شخص، غرق منهم 1800، وقضى 1200 منهم خلال عشرة أيام فقط، وفي بدايات عام 2016؛ وصلت أعداد المهاجرين إلى 35 ألف شخص، غرق 1200 منهم.
ووفق المنظمة الدولية للهجرة، فإنّ تجار البشر، ممن يسيّرون حركة الهجرة غير الشرعية، تصل مكاسبهم السنوية إلى حوالي ملياري دولار، وهي ثاني أكثر تجارة ربحاً في العالم، بعد تجارة المخدرات.
وتعدّ قارة آسيا والقارتان الأمريكيتان، الجنوبية والوسطى، وقارة إفريقيا، والدول العربية، منبع الهجرة غير الشرعية، بينما تعدّ إيطاليا البلد التي يفضّل أكثر المهاجرين غير الشرعيين الوصول إليها.