كشف تقرير برلماني الكثير من أوجه الفساد في إيران، والرشاوى التي دُفعت للحرس الثوري وللشرطة والاستخبارات ولمكاتب المرشد الأعلى، بالإضافة إلى المسؤولين في القطاع الحكومي.
ونشر البرلمان الإيراني أمس تقريراً عن تحقيقاته الخاصة بشركة "فولاد مباركة" في أصفهان، بين عامي 2017 و2021، وأعلن عن مخالفات بقيمة (92) ألف مليار تومان، تشمل إهدار الأموال، وتقديم "الهدايا" لمؤسسات حكومية، ووزارة الاستخبارات، والحرس الثوري، وشخصيات سياسية، وفق وكالة "إيران إنترناشيونال".
وقدّم التقرير قوائم مفصلة من عمليات دفع شركة "فولاد مباركة" إلى مؤسسات مثل الحرس الثوري، ووزارة الاستخبارات، والشرطة ومكاتب ممثلي المرشد في محافظة أصفهان.
البرلمان الإيراني: شركة "فولاد مباركة" في أصفهان ارتكبت بين عامي 2017 و2021، مخالفات بقيمة (92) ألف مليار تومان
وأعلنت لجنة التحقيق في البرلمان الإيراني أنّ هذه الشركة دفعت ملياراً و(500) مليون تومان لشرطة محافظة أصفهان، وأكثر من (6) مليارات و(335) مليون تومان للحرس الثوري في هذه المحافظة.
وبحسب مذكرة تفاهم ثلاثية تمّ توقيعها بين شركة "فولاد مباركة"، وبنك "رسالت"، والحرس الثوري في منطقة "مباركة"، تم تقديم قروض بقيمة (15) مليون تومان بفائدة 2%، لأشخاص قدّمهم الحرس الثوري للبنك.
ودفعت شركة "فولاد مباركة" للحديد أكثر من مليارين و(225) مليون تومان، بين عامي 2018 و2019 في الحسابات التي قدمتها دائرة الاستخبارات بمحافظة أصفهان، إضافة إلى مبالغ بقيمة (130) مليون تومان لهذه الدائرة على شكل قسائم شراء.
وأهدت الشركة سيارة أجنبية "إلنترا" وسيارتين "توسان" إلى دائرة الاستخبارات بمحافظة أصفهان.
الشركة دفعت ملياراً و(500) مليون تومان لشرطة أصفهان، وأكثر من (6) مليارات و(335) مليون تومان للحرس الثوري
وأضاف التقرير أيضاً أنّ الشركة سلمت بطاقات بقيمة (500) مليون تومان إلى مدير الأمن في الشركة، ولم يتضح أين تم إنفاق المبلغ.
ووضعت الشركة أكثر من مليار و(441) مليون تومان في حسابات مكاتب ممثلي المرشد الإيراني وخطباء الجمعة، و(950) مليون تومان لحساب الحوزة العلمية "غدير"، وهي أيضاً مؤسسة دولية.
وأضاف التقرير أنّ الشركة دفعت كذلك (300) مليون تومان لتجهيز مبنى المحكمة في مدينة زرين شهر.
ويشمل جزء من هذا التقرير أيضاً التواطؤ في تسليم العقود إلى مسؤولي حكومة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، والشخصيات السياسية أو أقاربهم، بما في ذلك مدير مكتب روحاني.
واتهم التقرير النائب الأول للرئيس الإيراني السابق إسحاق جهانغيري، إضافة إلى مدير مكتب روحاني محمد نهاونديان، ومحمود واعظي، بالتأثير على الشركة وتغيير مسؤوليها.
وأفاد تقرير البرلمان الإيراني أنّ شركة "فولاد مباركة" أبرمت عقوداً مع أفراد تابعين لأصحاب النفوذ السياسي والاجتماعي، من بينهم زوجة محمود واعظي، مدير مكتب روحاني، ووزير الطرق وبناء المدن السابق، وعباس آخوندي، وعمدة أصفهان السابق قدرت الله نوروزي.
مليار و(441) مليون تومان وضعت في حسابات مكاتب ممثلي المرشد الإيراني وخطباء الجمعة، و(950) مليون لحساب الحوزة العلمية "غدير"
وتمّ توقيع عقد مع الجامعة الأهلية فرع غرب طهران، بنيابة بروين دادانديش، زوجة محمود واعظي.
وبحسب لجنة التحقيق في البرلمان الإيراني، فقد وقعت شركة "مباركة" عقداً مع مينو هوشمند بور لنشر مجلة من (500) نسخة، بقيمة مليارين و(200) مليون تومان.
وأكد التقرير أنّ هوشمند بور "شخص صوري"، ومقرب من محمد عطريان فر، عضو حزب كوادر البناء الإيراني.
ويتعلق جزء من تقرير التحقيق الذي أجراه البرلمان بشأن شركة "مباركة" للفولاذ في أصفهان أيضاً بالرحلات الخارجية، فقد دفعت الشركة مبلغ (160) مليون تومان مقابل مهمة غير ضرورية للرئيس التنفيذي لشركة "آتيه فولاد نقش جهان" في أصفهان إلى عمان لزيارة إحدى الشركات المماثلة هناك.
ودفعت الشركة (350) مليون تومان بشكل مسبق لـ (6) رحلات خارجية، وقد تمّ إلغاء هذه الرحلات.
وأضاف التقرير أنّه تم في بعض الشركات التابعة لشركة "فولاد مباركة" توظيف أشخاص وأقارب كبار المسؤولين في الشركة، مثل توظيف أحمد رضا عظيميان، شقيق الرئيس التنفيذي لشركة "فولاد مباركة" وتوظيف نجل مدير أمن الشركة.
وكتب التقرير أنّ شركتي "توكا" للإنتاج و"توكا" للطلاء، التابعتين لشركة "فولاد مباركة"، دفعتا مبلغ (400) مليون تومان لشخص، دون تلقي أيّ سلع أو خدمات مقابلها، وتبين بعدها أنّ المبلغ كان بماثلة "مساعدة".