كأنّ العدوان الحوثي امتحان: العالم يتوحّد خلف الإمارات

كأنّ العدوان الحوثي امتحان: العالم يتوحّد خلف الإمارات


20/01/2022

وكأنّ العدوان الحوثي الجبان على دولة الإمارات العربية المتحدة كان امتحاناً على مكانة هذه الدولة وأهميتها في الضمير العالمي. لقد توحد العالم خلف الإمارات، متضامناً معها في مواجهة اعتداءات ميليشيات الحوثي الإرهابية، داعماً لها في كل ما تتخذه من إجراءات، دفاعاً عن سيادتها وحماية أمنها واستقرارها.

وقد رصدت افتتاحيات صحف يومية كالاتحاد والبيان والخليج تداعيات العدوان، فيما عكست إصراراً إماراتياً على مواصلة المسيرة، وعدم الالتفات إلى "الطائرات الورقية" العبثية التي يهدد بها الحوثيون؛ فقد جاء الرد حاسماً وقاسياً وموجعاً، باعتراف إعلام الحوثي الذي بدا عليه الارتباك والندم.

اقرأ أيضاً: أيها الحوثي.. هذا ما جنته يداك وستبقى عواصمنا آمنة

وكانت ميليشيات الحوثي قد استهدفت عند الساعة العاشرة صباح الاثنين، 17 الجاري، منطقة المصفح آيكاد 3، ومنطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي، وهما عبارة عن بنية تحتية مدنية.

وأسفرت الهجمات إلى انفجار ثلاثة صهاريج بترولية ووفاة ثلاثة مدنيين، اثنان منهم من الجنسية الهندية والثالث من الجنسية الباكستانية، وإصابة 6 مدنيين آخرين. فيما أكد الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجمات.

التحالف يرد بقسوة

وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس الأربعاء، أنه نفذ 19 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب خلال 24 ساعة أسفرت عن مقتل 90 عنصراً إرهابياً.

كاريكاتير الرسام علي خليل (الخليج)

وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إنه، "نفذ (19) عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب خلال الـ 24 ساعة الماضية".

وأضاف أنّ "الاستهدافات دمرت (11) آلية عسكرية، وقضت على أكثر من (90) عنصراً إرهابياً".

وتوافقت الدول العربية والأجنبية على إدانة واستنكار بشاعة الجريمة الحوثية التي طالت المنشآت المدنية في الأراضي الإماراتية، وأيضاً على ضرورة التصدي لتصعيد الميليشيات الإرهابية.

صحيفة الاتحاد: الإجراء الدولي المباشر لإعادة تطويق ومحاصرة الحوثيين، لم يعد مهماً فقط لإجبارهم على الانصياع لمبادرات الحل السياسي للأزمة، بل أيضاً لمنعهم من الاستمرار بجرائمهم

لكنّ التمادي الحوثي في إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، ومواصلة رفض الحل السلمي، بات يحتاج في المقابل، كما ذكر صحيفة "الاتحاد" للانتقال في الموقف العالمي إلى الإجراء الميداني الذي يبدأ أولاً بإعادة تصنيف الميليشيات على القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية.

وقدمت الإمارات العربية المتحدة، رسالة إلى مملكة النرويج، رئيسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لشهر يناير، تطلب فيها عقد اجتماع للمجلس، بشأن هجمات الحوثيين الإرهابية على أبو ظبي.

اقرأ أيضاً: ميليشيا الحوثي تواصل انتهاك القانون الدولي بما يتعلق بالمهاجرين... ماذا تفعل؟

وتدين الرسالة استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية للمدنيين وللأعيان المدنية على الأراضي الإماراتية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي. وتدعو مجلس الأمن إلى إدانة هجمات الحوثيين بشكل قاطع وبصوت واحد، وفق وكالة "وام" الإماراتية.

وحول ذلك، قالت لانا نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة: "تدين دولة الإمارات بأشد العبارات استهداف الحوثيين للمدنيين والأعيان المدنية في انتهاك صارخ للقانون الدولي". مضيفة: "تتقدم دولة الإمارات بخالص التعازي لأسر المتوفين ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل".

وأشارت نسيبة إلى أنّ "هذا التصعيد غير القانوني والمثير للقلق، هو خطوة أخرى في جهود الحوثيين لنشر الإرهاب والفوضى في منطقتنا، ومحاولة أخرى من قبل الحوثيين، لاستخدام القدرات التي اكتسبوها بشكل غير قانوني، في تحدٍ للعقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة، لتهديد السلام والأمن".

على مجلس الأمن التحدث بصوت واحد

وقالت نسيبة: "تدعو دولة الإمارات مجلس الأمن للتحدث بصوت واحد، والانضمام إلى الإدانة الحازمة والقاطعة، لهذه الهجمات الإرهابية التي شُنّت في تجاهل تام للقانون الدولي".

وترى "الاتحاد" أنّ الإجراء الدولي المباشر لإعادة تطويق ومحاصرة الحوثيين، لم يعد مهماً فقط لإجبارهم على الانصياع لمبادرات الحل السياسي للأزمة، بل أيضاً لمنعهم من الاستمرار بجرائم لم تعد تهدد اليمن فحسب وإنما أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

صحيفة البيان: الهجوم الإرهابي جاء في وقت تمارس الإمارات سياسة متّسقة تهدف إلى صون السلام والاستقرار في المنطقة، ومعالجة الخلافات الإقليمية الداخلية بالحوار، وبث روح التصالح والتسامح والحكمة

وتابعت الصحيفة أنّ إمارات الأمن والاستقرار المشهود لها بخدمة الإنسانية وتعزيز التنمية لما فيه رفاهية البشر، لا تزال في مقدمة الدول التي تدفع باتجاه السلام والحلول السلمية لجميع المشكلات سواء في الشرق الأوسط أو العالم، وستظل على الدوام منارة تسامح تضيء طريق الخير، وتتصدى في كل وقت لقوى الشر الجبانة أمثال ميليشيات الغدر الحوثية المفلسة من أي قيم ومبادئ.

وفي السياق ذاته لفتت صحيفة "البيان" إلى أنّ معظم دول العالم أدان الهجوم الإرهابي الحوثي على مناطق ومنشآت مدنية بدولة الإمارات، ذلك الاعتداء الجبان الذي يمثّل تصعيداً ممنهجاً غير مسبوق على منشآت مدنية، وذهب ضحيّته أشخاص مدنيون.

الدول التي أكدت وقوفها إلى جانب الإمارات في مواجهة كل ما يهدد أمنها وسلامتها، اعتبرت كذلك أنّ أمنها وأمن الإمارات كلٌّ لا يتجزأ. هذا يعني، في أحد وجوه الموقف المندّد بالجريمة والمتضامن مع الإمارات، أنّ الميليشيا الحوثية تكرّس عزلتها الدولية وتغريدها خارج السرب الإنساني.

الأمر الأكثر إثارة للغضب والاستغراب معاً، هو أنّ الهجوم الإرهابي جاء في وقت تمارس الإمارات سياسة متّسقة تهدف إلى صون السلام والاستقرار في المنطقة، ومعالجة الخلافات الإقليمية الداخلية بالحوار، وبث روح التصالح والتسامح والحكمة، وتقدّم مساعدات إنسانية سخيّة لعدد من الدول، وتشارك في مشاريع إعادة إعمار اليمن.

اقرأ أيضاً: مسؤوليّة إدارة بايدن عن تمادي الحوثيّين!

وأردفت الصحيفة "هذه الهجمات الوقحة لا تخرق قواعد القانون الإنساني الدولي فحسب، بل تقوّض آفاق التسوية السلمية في اليمن على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والقرارات المتخذة ضمن صيغة الحوار اليمني اليمني، وتظهر الحد الأقصى من عدم المسؤولية. وعوضاً عن بذل الجهود لإزالة التوتر، راهن مدبّرو هذا الاعتداء وغيره من الاعتداءات الإرهابية ضد المملكة العربية السعودية على المواجهة والتصعيد، بعيداً عن التفكير في التبعات الإنسانية لمغامرتهم بالنسبة لليمن".

انهزام الشر الحوثي ويأسه

وتنظر الصحيفة إلى "هذا الاستهداف الغادر بأنه يأتي بعد انهزام الشر الحوثي ويأسه على الأرض، ويفضح وجه الميليشيا الإجرامية، ويؤكد للمجتمع الدولي أنها عصابة آثمة تمثّل تهديداً للمنطقة والعالم، ولا تؤمن بقانون دولي أو أي قيم أو مبادئ دينية أو إنسانية".

وبنبرة تحدٍ يملؤها العنفوان تقول الصحيفة: "ومهما يكن من أمر، ستواصل الإمارات مسيرتها المظفرة الواثقة، لتبقى على الدوام نموذجاً للتسامح والاعتدال، وصرحاً للبناء الحضاري والإنساني، كما أنّ الإمارات واستقرارها سيبقيان سداً منيعاً أمام كل استهداف حاقد".

صحيفة "الخليج"، من جهتها، أضافت إلى افتتاحيتها نشرها لكاريكاتير هازىء من الصواريخ الحوثية التي شبهها الرسام علي خليل بأنها أشبه بطائرات ورقية تخلف دخاناً بلا قيمة ولا تأثير، فثمة إبهام مشهرة بخيلاء وصلابة تستطيع أن تتحدى وتقطع خيوط اللعبة الهزيلة.

وقالت "الخليج" في افتتاحيتها: إنها الإمارات، لا قبلها ولا بعدها، حظي بهذا الحب والتقدير والتأييد من مختلف دول العالم، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها.

صحيفة الخليج: هذه الجرائم لا تهز شعرة في إيمان الإمارات بحقها، واحتضانها للشعب اليمني إلى أن يعود إليه حقه في الحرية والأمن والسلام، ويتخلص من هذا الوباء الحوثي

 وكأنّ العدوان الحوثي الأخير على مؤسسات ومواقع مدنية إماراتية كان امتحاناً لتأكيد مدى حب العالم للإمارات، ووقوفه إلى جانبها، ورفضه للجريمة النكراء التي تعرضت لها، ولكل ما يمسها بسوء.

وتساءلت الصحيفة: "أي حب هذا الذي حظيت به الإمارات من دول العالم في الوقوف إلى جانبها، واستنكار ما تعرضت له، وتأييد كل الخطوات التي تقوم بها، دفاعاً عن نفسها وشعبها وسيادتها، وبما يكرّس حقها الطبيعي في أن ترد كيد المعتدي إلى نحره؟!".

 الحب والوفاء والتقدير والتأييد هي أشياء لا تُعطى ولا تُطلب؛ إذ تأتي عفوية، وهي عربون وفاء لما قدمته للإنسانية من خير ومحبة، وللبشر من عون، ولدول العالم من تعاون وتآزر وعطاء، تقول الصحيفة.

خفافيش الظلام إلى زوال

هكذا فعلت الإمارات منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، ولهذا كان هذا الحب العظيم من العالم، وهو حب لا يقدر بثمن، لأنه يقول للعالم.. إنّ "دولة الإمارات لا تستحق إلا الخير والسلام والأمن والطمأنينة، وإنّ خفافيش الظلام إلى زوال، كما أنّ مثل هذه الجرائم لا تهز شعرة في إيمانها بحقها، والتزامها بأمن أمتها، واحتضانها للشعب اليمني المغلوب على أمره إلى أن يعود إليه حقه في الحرية والأمن والسلام، ويتخلص من هذا الوباء الحوثي".

 وشددت "الخليج على أنّ حجم التضامن والتأييد العالمي "يعد دليلاً على نجاح الإمارات في إقامة علاقات مع مختلف دول العالم على أساس التعاون البنّاء، والمصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، وهو نتاج الاستخدام الناجح لدبلوماسية القوة الناعمة في كسب الأفئدة والأفكار، كونها أكثر جاذبية ونفعاً، وهو ما كان له الأثر الكبير في هذا التأييد المنقطع النظير لدولة الإمارات. من حق الإمارات أن تزهو بهذا الحب الذي يطوّق جيدها، إنه وسام وفاء وتقدير من العالم لها".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية