قوى كردية تبحث التحركات العسكرية التركية شمال سوريا.. هذا ما دعت إليه

قوى كردية تبحث التحركات العسكرية التركية شمال سوريا.. هذا ما دعت إليه


13/06/2022

عقدت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية وقيادة مجلس سوريا الديمقراطي ورئاسة المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أول من أمس، اجتماعاً استثنائياً مشتركاً بهدف تقييم الأوضاع ومناقشة التطورات في المنطقة والتهديدات التركية الأخيرة ضد شمال وشرق سوريا، ومواقف القوى الدولية وسبل مواجهة هذه التهديدات.

وقدّمت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية شرحاً مفصلاً حول الظروف الدولية المحيطة بالتصعيد والاعتداء التركي الذي استهدف، خلال الفترة الماضية، مناطق تل تمر، زركان، منبج، كوباني، الشهباء، وقامت القيادة العامة لـقسد بشرح الظروف الدولية الأخيرة وتأثيرها، والمحاولات الحثيثة للحكومة التركية الساعية للاستثمار في التناقضات، وأكدت قيادة قسد جهوزيتها التامة، واتخاذ كلّ ما يلزم من تدابير ميدانية تعزز إمكانيات القدرة على المقاومة لأمد بعيد، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.

 

العملية التركية ستقوض قدرات قسد على الاستمرار بحملاتها في مكافحة الارهاب، حيث إنّ انشغالها بجبهة عسكرية في الشمال يعني فتح المجال أمام تنظيم داعش

 

وأكد المجتمعون على أنّ أيّ عملية عسكرية من جانب تركيا هي عملية مدانة بكلّ أشكالها، وهي تستهدف قضم أجزاء أخرى من الأراضي السورية واحتلالها، وسوف تتسبب بحدوث كارثة إنسانية أخرى، وحذّر المجتمعون من أنّها ستقوض قدرات قسد على الاستمرار بحملاتها في مكافحة الإرهاب، حيث إنّ انشغال قسد بجبهة عسكرية مع تركيا في الشمال يعني فتح المجال أمام تنظيم داعش الإرهابي لتنشيط خلاياه وتعريض الأمن الدولي للمخاطر مرة أخرى، وسيحوّل التدخل التركي المنطقة من جديد إلى ساحة تستقطب مختلف العناصر المتطرفة، عدا عن أنّ العملية العسكرية التركية ستخلف آثاراً مدمرة على الوضع الإنساني، وستتسبب بكارثة حقيقية وبموجة نزوح كبيرة بين المدنيين، وستزيد من تعقيد مجمل الأوضاع الإنسانية في المنطقة، وسوف تؤدي إلى إجهاض كلّ المساعي والمبادرات الرامية للتوصل إلى حلّ سياسي وفق القرارات والمرجعيات الأممية ذات الصلة.

وركز المجتمعون على أهمية الجهود الدبلوماسية وثبات المواقف الدولية في منع أيّ تدخل تركي آخر، وعدم التسبب بإضاعة فرص السلام وتعزيز الاستقرار في المناطق التي تحررت من داعش، فتركيا تسعى لتعويض خساراتها الدبلوماسية والجماهيرية وأزمتها الاقتصادية على حساب شعوب شمال وشرق سوريا، وقد حثّ الجميع على أهمية عدم رضوخ القوى الدولية لمطالب الدولة التركية التي تسعى لإقناعهم بأنّ الحملة ستكون محدودة وقصيرة المدى، علماً أنّ جميع الحملات السابقة كانت محدودة، لكنّها تسببت بهجرة الملايين من سكان المنطقة.

 

تركيا تسعى لتعويض خساراتها الدبلوماسية والجماهيرية وأزمتها الاقتصادية على حساب الشعب السوري شمال وشرق سوريا

 

وأشار المجتمعون إلى أهمية دور أبناء المكونات الاجتماعية وأبناء العشائر ومختلف القوى والأحزاب السياسية التي أبدت شجاعةً في تحمّل مختلف الظروف القاسية التي شهدتها المنطقة، وبقيت متمسكةً بحقها في العيش بكرامة في وطنها، ورفضت أن تكون أداةً وذريعةً في يد الاحتلال، ودعا الأهالي والسكان في شمال وشرق سوريا للتكاتف والصمود في مواجهة المشاريع التي تستهدف أمنهم ومستقبلهم، وأكدوا على أنّ العامل الأساسي في إفشال هذه المخططات هو إرادة الجماهير التي وحدها يمكنها هزيمة الاحتلال ومشاريعه.

واعتبر المجتمعون التهديدات التركية خطراً كبيراً لا بدّ من أن تتعاون جميع القوى السورية وجميع السوريين والجيش السوري لأجل الوقوف صفاً واحداً في مواجهتها، خصوصاً أنّها تستهدف في جوهرها وحدة سوريا وضرب قيم العيش المشترك بين مكوّنات شعبها.

وفي الختام دعا المجتمعون كافة القوى الوطنية الديمقراطية في سوريا لإبداء مواقفها الرافضة للاحتلال التركي، كما أنّ جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي مدعوان لمساندة السوريين في حربهم ضد الإرهاب ورفض الاحتلال التركي لبلادهم بوصفه مشروعاً يهدف لاقتطاع أجزاء من سوريا وتقسيم شعبها وتحويل شمالها لمنصة تابعة لتركيا تهدد من خلالها الأمن والاستقرار في عموم المنطقة، وناشدوا المؤسسات الأممية والحقوقية لتعقب سياسات تركيا وما ترتكبه من تجاوزات على القوانين والعهود والمواثيق الدولية، بما فيها التهجير القسري والتوطين والاحتلال المدمر، والعمل على اتخاذ مواقف جدية وعملية من مثل هذه الممارسات، والتأكيد على ضرورة وجود دور مهم للقوى والمؤسسات المجتمعية والمدنية، وأن يكون هناك تكاتف بشكل قوي بين جميع هذه الأطراف.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية