قناة الحوار... ذراع إخوانية تخريبية فاشلة في قلب لندن

قناة الحوار... ذراع إخوانية تخريبية فاشلة في قلب لندن

قناة الحوار... ذراع إخوانية تخريبية فاشلة في قلب لندن


18/03/2024

كانت لندن الحاضنة الأهم والملاذ الأكثر أمناً للإخوان، منذ مرحلة الشتات الأولى في ستينات القرن الماضي، وصولاً إلى العام 2013، حيث سقط التنظيم في مصر وفي عدد من الدول العربية، ومن ثم هروب قياداته وعناصره إلى الخارج، وبشكل أكبر إلى لندن وأنقرة، حيث حظيت الجماعة بشتى أنواع الدعم، وإن أجبرت تركيا مؤخراً على تقليل الدعم الرسمي بعد التقارب مع مصر، إلّا أنّ بريطانيا ما تزال تقدم دعماً سخياً للتنظيم الإرهابي، وتُعدّ المعقل الرئيسي والأهم للجماعة، على حدّ تقدير مراقبين. 

وتستضيف لندن في الوقت الراهن العديد من المنصات الإعلامية التابعة للتنظيم، لا سيّما التي انتقلت من تركيا بعد آذار (مارس) 2022، تزامناً مع خطوات التقارب المصري التركي مثل قناة (الشرق) و(مكملين)، لكنّ المنصة الإخوانية الأهم داخل بريطانيا هي قناة (الحوار) التي تأسست في العام 2006 على يد الإخواني الشهير عزام التميمي، المعروف بعراب التمويل للإعلام الإخواني.  

ما أهدافها؟ 

تعرّف قناة الحوار الفضائية، أو قناة (التنظيم الدولي) كما يسميها الخبراء، تعرّف نفسها عبر موقعها الرسمي على أنّها "عربية تبث من العاصمة البريطانية لندن، تبث باقة من البرامج الحوارية والتحليلية، وتناقش المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تهم المواطن العربي، وكذلك القضايا التي تخص حياة المهاجر والمواطن المسلم في الغرب، وتهدف لإذكاء قيمة الحوار في كل المواضيع". لكنّ الأجندة التي تعمل عليها القناة تبدو واضحة إلى حد كبير لكل متابعيها. 

تستضيف لندن في الوقت الراهن العديد من المنصات الإعلامية التابعة للتنظيم

يترأس القناة عزام التميمي، وهو فلسطيني الجنسية، هاجر مع عائلته إلى الكويت، ومنها إلى لندن، حيث حصل على الجنسية البريطانية، وتدرج داخل التنظيم الدولي للإخوان عبر إحدى نوافذه، وهي "الرابطة الإسلامية فى بريطانيا"، وهذه الرابطة كانت إحدى الجهات التي أدرجتها السلطات البريطانية في التحقيق الذي أجرته بشأن جماعة الإخوان قبل أعوام، وتركز خارطة القناة بشكل مباشر على مهاجمة الدول العربية، خاصة التي تضع الإخوان على قوائم الإرهاب، وتمعن في خلق شائعات وموضوعات مثيرة حول ما يحدث داخل الدول العربية؛ بغرض إثارة الشعوب وتأليب الرأي العام، ونادراً ما تعرض برامج تهتم بالجاليات المسلمة داخل بريطانيا وخارجها. 

ذراع فاشلة

يقول الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب أحمد سلطان لـ (حفريات): إنّ قناة (الحوار) هي المنصة الرسمية للتنظيم الدولي للإخوان، وتعمل بشكل مباشر على تنفيذ أجندة التنظيم بالتركيز على قضايا محددة ومناطق جغرافية تستهدف المنطقة العربية بشكل مباشر، وتحاول فرض أجندة الإخوان على الشارع العربي، وكانت تهدف إلى التسلل بين الجاليات العربية بشكل كبير كونها تقدم نفسها على أنّها المنصة التي تهتم بقضايا المسلمين والإسلام داخل أوروبا. 

 

فضائية (الحوار) منصة باهتة لا تقدم أيّ محتوى جاذب للمتابعين، رغم حجم الإنفاق الكبير عليها، وتبدو القناة منصة لاستعراض أنشطة جماعة الإخوان

 

بحسب سلطان، تُعدّ فضائية (الحوار) منصة باهتة لا تقدم أيّ محتوى جاذب للمتابعين، رغم حجم الإنفاق الكبير عليها، وتبدو القناة منصة لاستعراض أنشطة جماعة الإخوان إلى حد كبير خاصة الأنشطة التاريخية منها، وفي الوقت الراهن تلتزم القناة بما تحدده هيئة البث البريطانية في كافة القضايا التي تعرضها، خاصة فيما يتعلق بتغطية الأحداث داخل قطاع غزة، والتي لم تخرج عن سياسة الحكومة. 

ويرى سلطان أنّ القناة الإخوانية لم تحقق حتى اللحظة أيّ أهداف كانت قد وضعتها قبل أعوام، فهي لا تحظى بانتشار كبير على المستوى الشعبي ولا حتى داخل التنظيم، وتتابعها مجموعات ضيقة للغاية، كما أنّها تلتزم إلى حدٍّ كبير بما تفرضه عليها الحكومة البريطانية؛ الأمر الذي يجعلها لا تتناول قضايا المجتمع الإسلامي بشكل يتفق مع شعارات الإخوان، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك طريقة تناولها لأحداث قطاع غزة وغيرها من القضايا ذات الحساسية مع الحكومة البريطانية. 

 

درويش خليفة: خسائر تنظيم الإخوان بدأت تظهر نتائجها السلبية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وصولاً إلى بريطانيا ودول أوروبية مثل: فرنسا والنمسا وألمانيا

 

وقد منعت الحكومة المصرية بث القناة على القمر (نايل سات) في نيسان (أبريل) 2008، استناداً إلى وثيقة "مبادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي في المنطقة العربية" التي اعتمدها وزراء الإعلام العرب خلال اجتماع للجامعة العربية في القاهرة في شباط (فبراير) 2008.

كيف تتأثر منظومة الإعلام بالإجراءات الأخيرة؟

وضعت لندن الخميس الماضي جماعة الإخوان على رأس قائمة التطرف، وفق مقاييس التعريف الحكومي الجديد للتطرّف، وينصّ التعريف الجديد على أنّ التطرف "هو ترويج أو تعزيز إيديولوجية تقوم على العنف أو الكراهية أو التعصّب، تهدف إلى تدمير الحقوق والحريات الأساسية، أو تقويض أو استبدال الديمقراطية البرلمانية الليبرالية في بريطانيا، أو خلق بيئة للآخرين عن عمد لتحقيق تلك النتائج".

أحمد سلطان: قناة (الحوار) هي المنصة الرسمية للتنظيم الدولي للإخوان، وتعمل بشكل مباشر على تنفيذ أجندة التنظيم

ويرى الكاتب والباحث السياسي درويش خليفة أنّ تداعيات 7 تشرين الأول (أكتوبر) ستترك أثراً كبيراً على نشاط الإخوان في الغرب، وستواجه الجماعة المزيد من التضييقات باعتبارها مُدانة بحلقة الإرهاب أمام المجتمع الغربي. 

 ويقول خليفة لـ (حفريات): "بعد عملية "طوفان الأقصى" في محيط قطاع غزة، وتبنّي حركتي حماس والجهاد الإسلامي لها، اختلف التعاطي مع الإسلام السياسي، بشقيه المذهبي (سنة- شيعة)، فها هي القوات البريطانية تتمركز في البحر الأحمر لكبح جماح الهجمات الإرهابية من جماعة الحوثيين المدعومة من إيران". 

ويضيف: "ما يحدث شجع الحكومة الحالية لإعادة تعريف التطرف في بريطانيا، وبالتالي ما من شك أنّ الإخوان سيتأثرون بشدة من التوجه الجديد للبريطانيين، حيث تشير التقديرات إلى أنّ هناك ما يزيد على (60) منظمةً وتجمّعاً ومركزاً إعلامياً للجماعة في عموم البلاد".

ويتابع: "الصحف والفضائيات التي تبث من هناك ستكون تحت رقابة شديدة، ولا سيّما تلك التي تتبنّى خطاباً مركزياً لنشر فكر الجماعة وبث خطاب الكراهية تجاه بعض الدول العربية، كالتي يديرها شخصيات نافذة في التنظيم العالمي مثل "عزام التميمي" مدير قناة (الحوار)، وفضائيات أخرى، وقنوات على منصة (يوتيوب).

ويرى درويش أنّ خسائر تنظيم الإخوان بدأت تظهر نتائجها السلبية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وصولاً إلى بريطانيا ودول أوروبية مثل: فرنسا والنمسا وألمانيا.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية