قمة وارسو.. غوادلوب أخرى لملالي إيران

قمة وارسو.. غوادلوب أخرى لملالي إيران


21/01/2019

منى سالم الجبوري

في الفترة المحصورة بين 4 الى 7 يناير/كانون الثاني 1979، تم عقد مٶتمر غوادلوب بحضور قادة أربعة بلدان غربية هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الغربية، وبعد أقل من شهر على عقد هذا المٶتمر أي في 11 فبراير/شباط 1979، سقط نظام الشاه، وقد تم الربط بين هذا المٶتمر وسقوط الشاه إذ قيل بأن قرار الاطاحة بالشاه قد تم إتخاذه في ذلك المٶتمر.

خلال يومي 13 و14 فبراير/شباط القادم، سيتم عقد مٶتمر وارسو الذي سيكون الهدف من وراء عقده وفقا لما قاله وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو هو تعزيز الاستقرار والحرية في الشرق الأوسط، مع التركيز على مواجهة النفوذ الإيراني الإقليمي. لكن القلق العميق الذي تركه نبأ عقد هذه القمة في نفوس القادة والمسٶولين الايرانيين، يعطي إنطباعا بأنهم لا يرون في هذا المٶتمر كأي المٶتمرات الاخرى التي تم عقدها بخصوص إيران ولاسيما توقيت المٶتمر، أي في أوائل العام 2019 وبفاصل قصير نسبيا يكاد أن يكون ذلك الذي كان بين قمة غوادلوب وسقط الشاه!

ما الذي يدفع بالقادة الايرانيين ولاسيما رجال الدين الذين يمسكون بزمام الامور فعليا في طهران، الى القلق والخوف من هذا المٶتمر؟ هناك الكثير من الاسباب والعوامل التي تدعو رجال الدين الى الحذر الشديد من هذا المٶتمر، خصوصا وإن الاوضاع الداخلية أشبه ما تكون ببرميل بارود قابل للإنفجار في أية لحظة. أما على صعيد المنطقة فهناك نوع من التململ والنفور من الدور واالنفوذ الايراني في المنطقة. فالنظام السوري ينتظر بفارغ الصبر إخراج الايرانيين من سوريا بعد أن إستفاد منهم في الاوقات المناسبة وصار وجودهم يشكل عبئا ثقيلا على النظام. وحتى في العراق فإن العديد من القوى والساسة الشيعة على وجه التحديد صاروا يفضلون إنحسارا للدور والنفوذ الايراني الذي يجعل منهم في الكثير من الاحيان مجرد قطع شطرنج يتم تحريكها بإيعاز من طهران. أما روسيا الحليف الاكبر لطهران، فإنها وبعد أن رسخت نفوذها ودورها في سوريا، ترى في الحضور الايراني في سوريا عبئا لم يعد هناك ما يبرره.

من داخل الاوساط السياسية الحاكمة في طهران، هناك الكثير من التصريحات التي تٶكد على إن الاوضاع خلال المرحلة الراهنة في إيران، غير مسبوقة من حيث وخامتها، ولعل من أبرز سمات هذه المرحلة تعاظم الرفض الشعبي للنظام والذي وصل الى الحد الذي يهتف فيه الايرانيون الغاضبون علنا: "عدونا هنا أمامنا وليس في أميركا"، وهو ما يٶكد مدى سخط وغضب الشعب على النظام وعدم إستعداده لأن يصبح كبش فداء للنظام كما كان الحال معه طوال العقود الاربعة الماضية. من هنا يمكن فهم وإدراك خوف ملالي إيران من قمة وارسو التي قد يكون بمثابة حفر لقبورهم!

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية