بعدما تلقى، اليوم، أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، دعوة من العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي الـ41 المقرّر عقدها في الرياض يوم 5 كانون الثاني (يناير) المقبل، تتصدّر 3 أسئلة أساسية هذا الحدث: أولها يتعلق في ما إذا كانت الدوحة ستغتنم هذه الفرصة وتلبّي الدعوة السعودية أم لا؟ والسؤال الثاني هو: في حال حضور قطر، كيف سيكون مستوى التمثيل القطري في القمة؟ والسؤال الأخير عمّا إذا كان الحضور القطري سيكون مجرد خطوة بروتوكولية، أم خطوة ذات تأثير في مسار الخلاف السياسي الخليجي مع قطر؟
وسائل الإعلام القطرية تواصل الإساءة لدول المقاطعة والتحريض عليها عبر منابرها المتعددة
وتسود حالة من الترقب الحذر في منطقة الخليج لما قد تسفر عنه قمة الرياض من مخرجات المصالحة مع قطر، ويبدو أنّها دخلت المراحل الأخيرة قبل إعلانها، سواء من خلال الجهود الكويتية أو العمانية، أو من خلال الوساطة الأمريكية، وكذلك من حيث الانفتاح على تلك المبادرات والوساطات من قبل الرياض، التي تتزعم قاطرة العواصم المقاطعة للدوحة منذ حزيران (يونيو) 2017
.
ورغم جهود المصالحة التي تقودها بعض الدول، إلا أنّ وسائل الإعلام القطرية تواصل الإساءة لدول المقاطعة والتحريض عليها عبر منابرها المتعددة، ما يُعتبر مؤشراً على أنّ قطر لم تغير من سياستها المتبعة منذ العام 2017.
وفي السياق، تسلّم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أمس، رسالة خطية من نظيره الكويتي نواف الأحمد الجابر الصباح، قبل أيام من انعقاد القمة الخليجية في العاصمة السعودية الرياض.
حالة من الترقب الحذر في منطقة الخليج لما قد تسفر عنه قمة الرياض من مخرجات المصالحة مع قطر
وأفاد بيان صادر عن الديوان الأميري القطري بأنّ آل ثاني تسلّم رسالة الصباح من وزير خارجية الكويت أحمد ناصر الصباح، خلال استقباله بالعاصمة الدوحة، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
وأوضح البيان أنّ الرسالة تتعلق بالمصالحة الخليجية، وبالعلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين وآفاق تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى قضايا ذات اهتمام مشترك، دون مزيد من التفاصيل.
وقال مجلس الوزراء الكويتي، أول من أمس: إنّ بلاده مرتاحة إزاء الأجواء الأخوية الإيجابية التي ينتظر أن تشهدها القمة الخليجية.
وفي 4 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، أعلن وزير الخارجية الكويتي عن "مساع حثيثة للتوصل إلى اتفاق نهائي لحلّ النزاع الخليجي"، بما يضمن وحدة مجلس التعاون.
وفي سياق متصل، نقلت "وكالة الأنباء الألمانية" عن مصدر خليجي مطلع قوله: إنّ القمة المرتقبة ستُعقد بحضور قادة الدول الخليجية الـ6، بمن فيهم أمير قطر.
وسبق أن ذكرت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصادر مطلعة، أنّ هناك مفاوضات جارية حالياً بين مسؤولين سعوديين وقطريين، سعياً للتوصل إلى اتفاق يُنهي الخلاف بحلول قمة الرياض.
تميم آل ثاني تسلم رسالة من نظيره الكويتي نواف الأحمد الجابر الصباح، تتعلق بالمصالحة الخليجية
وأعلن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي، عن حدوث "اختراق في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة الخليجية".
ولم تعلن الدوحة رسمياً حتى اللحظة عن شكل تمثيلها في القمة المقبلة.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإنّ حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيكون "مؤشراً قوياً على حدوث تقارب".
وكانت الوكالة قد نقلت أمس عن مصادر -وصفتها بالمطلعة- قولها: إنها تتوقع التوصل إلى اتفاق بحلول القمة، وإنّ اجتماع القادة الخليجيين ربما يسفر عن مجموعة من المبادئ للتفاوض أو خطوة ملموسة بدرجة أكبر تتضمن إعادة فتح المجال الجوي أمام قطر.
وكانت آخر قمة خليجية شارك فيها أمير قطر هي القمة الـ38 التي استضافتها الكويت في 5 كانون الأول (ديسمبر) 2017، ولم يشارك في القمتين الـ39 والـ40 اللتين انعقدتا بالسعودية عامي 2018 و2019، وأرسل مبعوثين عنه إلى القمتين.
وكالة الأنباء الألمانية تنقل عن مصدر خليجي قوله: إنّ القمة المرتقبة ستعقد بحضور قادة الدول الخليجية الـ6، بمن فيهم تميم
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة الأنباء الألمانية اليوم عن مصدر خليجي أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيشارك في القمة الخليجية تلبية لدعوة من الملك السعودي.
وقال المصدر: إنّ مشاركة السيسي مؤشر على أنّ القمة ستعلن اتفاق الأطراف المعنية على حلّ الأزمة الخليجية، وإنهاء الأسباب التي أدت إلى حدوثها.
وأعلنت دول الرباعي مقاطعتها لقطر ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية مع الإمارة التي اتهمتها الدول المقاطعة بـ"دعم التطرف" والتحوّل عن المحيط العربي نحو إيران.