قمة القاهرة للسلام دون بيان ختامي: ما أبرز نقاط الاتفاق والاختلاف؟

قمة القاهرة للسلام دون بيان ختامي: ما أبرز نقاط الاتفاق والاختلاف؟

قمة القاهرة للسلام دون بيان ختامي: ما أبرز نقاط الاتفاق والاختلاف؟


22/10/2023

اختتمت في العاصمة المصرية مساء السبت قمة القاهرة للسلام التي ناقشت سبل تهدئة الصراع المحتدم في قطاع غزة، وذلك بمشاركة قادة وزعماء عرب ودوليين في اجتماع هدف إلى دعم القضية الفلسطينية، وبحث مستقبل عملية السلام، ووقف التصعيد بين حركة حماس وإسرائيل. 

ولم تصدر الدول المشاركة بالقمة بياناً ختامياً، رغم الاتفاق حول عدد من النقاط، وقد تحدثت مصادر مصرية عن خلافات بين العرب والغرب حول وضع تفسيرات للصراع الراهن أعاقت الاتفاق حول بيان ختامي بمجموعة نقاط، إلّا أنّ الحضور اتفقوا على أهمية معالجة الوضع الإنساني لسكان غزة، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين. 

وفي كلمات أكثر من (30) زعيماً ومسؤولاً دولياً خلال المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كانت فكرة رفض تهجير الفلسطينيين حاضرة بقوة، إلى جانب ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران (يونيو) 1967، بحسب شبكة "سكاي نيوز".

وقال السيسي في كلمته: إنّ "العالم يجب ألّا يقبل استخدام الضغط الإنساني للإجبار على التهجير، وقد أكدت مصر على الرفض التام للتهجير القسري للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء".

 السيسي: العالم يجب ألّا يقبل استخدام الضغط الإنساني للإجبار على التهجير

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّ الأمن والسلام يتحققان فقط بتنفيذ حل الدولتين المستند للشرعية الدولية، مضيفاً: "لن نقبل بالتهجير، وسنبقى صامدين مهما كانت التحديات".

أبرز التصريحات

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية: إنّ "محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو القضاء على القضية الفلسطينية...، أين المساواة بين أرواح البشر بدون تمييز؟ مصر ترفض التهجير ونزوح الفلسطينيين إلى سيناء"، وتابع: "تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث، وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبداً". 

السفير جمال بيومي: الاختلاف الواضح في وجهات النظر أمر غير مستغرب وليس جديداً، لأنّه يعكس قاعدة تاريخية تتعلق بالدعم الغربي لإسرائيل لحماية مصالح الدول الغربية في منطقة الشرق الأوسط

من جهته، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في كلمته: "تغضبني وتحزنني أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء...، ومع ذلك، كلما تزداد وحشية الأحداث يبدو أنّ اهتمام العالم يقلّ شيئاً فشيئاً".

الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد قال في تدوينة على صفحته بمنصة (إكس): شاركت في قمة القاهرة للسلام في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، تعمل الإمارات مع أشقائها وأصدقائها على الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة، وتفادي توسع الصراع، ممّا يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، وإيجاد أفق للسلام الشامل".

محمود عباس: الأمن والسلام يتحققان فقط بتنفيذ حل الدولتين المستند للشرعية الدولية

وقال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في كلمته: "لن نقبل بالتهجير، وسنبقى صامدين على أرضنا مهما كانت التحديات"، مضيفاً: "الشعب الفلسطيني يعاني ويلات الحصار، ونُحذّر من محاولات تهجير شعبنا خارج أراضيهم إلى دول أخرى".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته: إنّ "مظالم الشعب الفلسطيني مشروعة وطويلة، لا يمكننا ولا يجب أن نتجاهل السياق الأوسع لهذه الأحداث المأساوية: الصراع الطويل الأمد و(56) عاماً من الاحتلال الذي لا نهاية له في الأفق، ولكن لا شيء يمكن أن يبرر الهجوم المشين الذي شنته (حماس)، والذي أرهب المدنيين الإسرائيليين، ولا يمكن لتلك الهجمات البغيضة أن تبرر أبداً العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

طارق فهمي: الموقف العربي يرفض العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتهجير القسري للفلسطينيين، وقمة القاهرة للسلام نجحت قبل أن تبدأ لأنّ قمة القاهرة شارك فيها كل القوى الإقليمية والدولية لبحث تطورات الأوضاع

وقال وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان في كلمته: "نطالب المجتمع الدولي بالتحرك بشكل جدي، واتخاذ موقف حازم ضد إسرائيل، وإلزامها باحترام القانون الدولي الإنساني... ونؤكد على تمسك المملكة بالسلام خياراً استراتيجياً عبر الوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية". 

هل نجحت القمة؟ 

رغم نجاح القمة في مناقشة القضية الفلسطينية بشكل واسع وسط تطورات ميدانية متسارعة، برزت الخلافات واضحة بين المعسكرين؛ الغربي والعربي، في الاتفاق حول مخرجات موحدة للاجتماعات. 

محمد بن زايد: تعمل الإمارات مع أشقائها وأصدقائها على الوقف الفوري لإطلاق النار

ويرى مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير جمال بيومي أنّ "الاختلاف الواضح في وجهات النظر هو أمر غير مستغرب وليس جديداً، لأنّه يعكس قاعدة تاريخية تتعلق بالدعم الغربي لإسرائيل لحماية مصالح الدول الغربية في منطقة الشرق الأوسط".

وبحسب الدبلوماسي المصري "يشكل الانحياز السافر للموقف الإسرائيلي من جانب عدد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تشجيعاً على الاستمرار في التصعيد العسكري، واستمرار استهداف المدنيين والمستشفيات، وهو أمر غير مقبول لأيّ ضمير ولأيّ قانون دولي".

ويقول بيومي في تصريح لشبكة "سكاي نيوز": إنّ "الهدف الأول من الدعم الغربي اللّا محدود لإسرائيل، رغم الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، يرتبط أصلاً بالمصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تُعدّ تل أبيب الحارس الأول لها".

ويضيف: "يمكن تجاوز هذا الخلاف في حال أثبت قادة الشرق الأوسط للغرب أنّه يمكن حماية هذه المصالح في ضوء تفاهمات مشتركة لتقاسم المزايا، وإلّا فسوف تظلّ الأزمة قائمة".

ويشير بيومي كذلك إلى أنّ التفاهمات التي من شأنها تهدئة المنطقة يقف في وجهها الجيل الحالي الذي يحكم إسرائيل.

 الملك عبد الله الثاني: تغضبني وتحزنني أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء

وحول مخرجات قمة القاهرة يقول الدبلوماسي المصري: إنّ "الموقف سيظل منقسماً، ولكن ميزة القمة أنّ من دعا إليها توقع عدم توصل مجلس الأمن إلى حل، لذلك كان من الضروري عقد مؤتمر للتأكيد على الموقف العربي من الدعم لفلسطين، والتأكيد على الثوابت العربية فيما يتعلق بالموقف من إسرائيل وإدانة الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني".

وفي السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية المصري طارق فهمي: إنّ "انعقاد قمة القاهرة للسلام في هذا التوقيت أمر في غاية الأهمية".

وأضاف طارق فهمي في حديث لبرنامج "على مسؤوليتي": إنّ "الموقف العربي يرفض العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتهجير القسري للفلسطينيين، وقمة القاهرة للسلام نجحت قبل أن تبدأ لأنّ قمة القاهرة شارك فيها كل القوى الإقليمية والدولية لبحث تطورات الأوضاع".

وأكمل فهمي حديثه: "العالم يتحدث الآن مجدداً عن فكرة حل الدولتين في القضية الفلسطينية لإحداث التهدئة المطلوبة".

مواضيع ذات صلة:

عبر "دمية الدب"... هكذا ستجتاح إسرائيل قطاع غزة

مواقف إيران من الحرب في غزة: حسابات الربح والخسارة




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية