
يحاول الإخوان مجدداً العزف على أوتار المظلومية، عبر رسائل مشحونة بالعواطف، هدفها استدرار تعاطف الشارع التونسي قبل صدور الأحكام في قضايا مصيرية أبرزها ملف التسفير، فقد توجه الإخواني البارز نائب رئيس حركة النهضة، علي العريض، برسالة إلى أنصاره، تضمنت جمل يائسة وعبارات استعطافية، زاعما فيها براءته من قضية التسفير إلى بؤر التوتر.
وقال العريض، في رسالته نشرتها التي حركة النهضة الإخوانية: “لقد حرصت طوال ممارسة مهامي على احترام الدستور والقوانين والمؤسسات، وعلى الإخلاص للشعب والوطن والمؤسسات الشرعية، ومؤمنا بأن الدولة فوق الأحزاب والمنظمات والجمعيات”.
واعتبر العريض أن الشكوى المقدمة ضده هي “جزء من عملية منظمة لترسيخ سردية مضللة تُحِلّ الحكم على النوايا محلّ الحكم على الحقيقة، وأوّل وأكبر ضحاياها هي الحقيقة باغتيالها والتاريخ بتزويره، وثاني أكبر ضحية هي أنا بما نالني وما يزال من تشويه وظلم وجحود”.
في السياق، يعتبر الناشط والمحلل السياسي التونسي نبيل غواري أن العريض يتقن اللعب على أوتار المظلومية ويستخدم الأسلوب ذاته لتنظيم الإخوان لكسب تعاطف التونسيين خاصة مع اقتراب النطق بالأحكام في قضية التسفير.
تولى علي العريض وزارة الداخلية بين 2011 و2013 ثم رئاسة الوزراء في تونس من 2013 إلى 2014 وهي الفترة التي نشطت فيها شبكات التسفير
وأكد غواري لموقع "العين الإخبارية" أن العريض شغل سابقا منصبي وزير الداخلية (بين 2011 و2013) ورئيس حكومة (بين 14 آذار / مارس 2013 إلى 29 كانون الثاني / يناير 2014 )، وخلال تلك الفترة وبتسهيلات منه ومن راشد الغنوشي والإخواني حمادي الجبالي (رئيس حكومة أسبق) تم تسفير 2850 من شباب تونس إلى سوريا للانضمام لصفوف تنظيم داعش الإرهابي.
كما يعد العريض، وفق غواري، من أخطر قيادات الإخوان، موضحا أن ما يقوم به هو حركة استعراضية يائسة تهدف إلى لفت الأنظار بعد أن انهار تنظيمه عربيا ودوليا.
وفي كانون الأول / ديسمبر 2022، أصدر قاض تونسي أمرا بالسجن بحق رئيس الوزراء التونسي السابق علي العريض نائب رئيس حزب النهضة، فيما يعرف بملف تسفير التونسيين إلى بؤر التوتر (سوريا).
وتولى علي العريض وزارة الداخلية بين 2011 و2013، ثم رئاسة الوزراء في تونس من 2013 إلى 2014، وهي الفترة التي نشطت فيها شبكات التسفير وتنامى فيها عدد المتطرفين.
وسبق أن وثقت لجنة مكافحة الإرهاب بتونس وجود أكثر من 3 آلاف إرهابي تونسي في سوريا وليبيا والعراق حتى عام 2018، عاد منهم قرابة الألف إلى بلادهم.
وفي تصريحات إعلامية سابقة، قال عدد من الأمنيين التونسيين إن تنظيم الإخوان لعب دورا رئيسيا في تسهيل عبور الإرهابيين عبر مطار قرطاج وصولا لبؤر التوتر، إضافة إلى تدريب عدد من الشباب على استعمال الأسلحة في 3 مراكز تابعة لوزارة الداخلية وتمرير حقائب من الأموال.