
فنان استثنائي، لن نستطيع أن نقول أنه مرور الكرام على الفن السابع في مصر لكنه ترك بصمات فنية واضحة في عالم السينما والمسرح والتلفزيون أيضاً، هو الزعيم عادل إمام الذي خرج من عباءة الكوميديا، ليقدم أعمالاً ذات رؤية خاصة جداً من ناحية الموضوعات التي يتناولها في أفلامه طوال مسيرته الفنية التي امتدت إلى أكثر من ستة عقود، ناقش خلالها الكثير من القضايا الشائكة والتي لم يجرأ أحد على تناولها بالأفلام السينمائية التى قدمها ليؤكد أن الفن رسالة هادفة ومرآة للمجتمع.
واستطاع عادل إمام أن يتصدى للتطرف الديني في أكثر من عمل قدمه، ولم يخف يوماً، من التهديدات أو المنع، ففي ذروة الأحداث التي ارتكبتها جماعات إرهابية في مصر بداية تسعينيات القرن الماضي، لم يخش تهديدات الجماعات الإرهابية بالقتل، وقدم فيلم "المنسي" عام 1993، وكان باكورة تكوين مثلث النجاح بين الزعيم والكاتب والسيناريست الكبير الراحل وحيد حامد والمخرج شريف عرفة، لدرجة أن عادل إمام حاز من خلاله على جائزة أفضل ممثل لعام 1995 في مهرجان القاهرة السينمائي.
ومن بعدها قدم عادل إمام، فيلم "الإرهابي" برفقة المخرج نادر جلال عام 1994، الذي جرى تصويره تحت حراسة مشددة من قوات الأمن، وشارك في بطولته مجموعة كبيرة من الفنانين هم شيرين، صلاح ذو الفقار، إبراهيم يسري، مصطفى متولي، أحمد راتب، وهو أحد الأفلام التي كشفت خطورة الجماعات الإرهابية وسيطرتها على فكر الشباب.
وظل فيلم "الإرهابي" لمدة 3 سنوات لم يفهمه الكثير وأطلقوا أفكار مسبقة عن إساءته للإسلام، وأحدث جو من الشهرة المضادة، ولكن اتضح فيما بعد أن المؤلف الكبير لينين الرملي كان سابق عصره، فمع مرور الأيام فهم الشعب الفيلم جيدًا وتعاطف مع بطل الفيلم"علي عبد الظاهر".. عادل إمام الذي دفعته الظروف الاجتماعية من فقر وإحباط إلى الانضمام لإحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة وهو يدمر كل المظاهر التي يعتقد أنها مصدر الفساد في البلد مثل محلات بيع الفيديو وقتل السائحين الأجانب، وأدرك الجميع أن بعض الشباب المغرر به ممكن أن يتوب بعد إصلاح فكره وعالجه وضمه للمجتمع مرة أخرى.
ومن "علي عبد الظاهر" ارتدى الزعيم عادل إمام، عباءة المحامي "فتحي نوفل" فى فيلم "طيور الظلام" ليكلل مشوار نجاحه مرة أخرى مع الكاتب والسيناريست وحيد حامد والمخرج شريف عرفة، وقدم الثلاثي من خلال الفيلم نبوءة تحققت بعدها بسنوات بإلقاء القبض على رجال نظام مبارك وجماعة الإخوان وإيداعهم السجون.
قصة فيلم "طيور الظلام" التى ألقت الضوء على فساد الحكومة والرشوة والمحسوبية وفساد جماعات الإسلام السياسى ونجومية عادل إمام كانا سببا رئيسياً فى نجاحه، فقد تناول الفيلم قضية الجماعات الدينية المتطرفة، وقدم خلاله عادل إمام شخصية المحامي "فتحى نوفل"، الذي يتحول المحامي من إنسان صاحب مبادئ، إلى شخصية انتهازية، وتحاول الجماعات الإرهابية تجنيده، لكنه يرفض أن يكون طرفا في الصراع بين الحكومة والجماعات الدينية المتطرفة.
ثم قدم الزعيم في أوائل سنوات الألفية الجديدة فيلمه الشهير "حسن ومرقص" مع النجم العالمي عمر الشريف، للتأكيد على الوحدة الوطنية والنسيج المصري الواحد الذي يجمع المسلم والمسيحي في وطن واحد بعيداً عن الدعوات الإرهابية التي تطلقها جماعة الإخوان وخفافيش الظلام الذين يرون في الدم وسيلة لتحقيق أغراضهم الخاصة.
على جانب آخر هنأ عدد كبير من فناني مصر والوطن العربي الزعيم عادل إمام في عيد ميلاده الرابع والثمانين، منهم يسرا، لبلبة، ليلى علوي، سلوى عثمان، حلا شيحة ونضال الشافعي الذي أكد إن الزعيم عادل إمام ليس مجرد فنان كبير فقط، بل إنسان بسيط للغاية ويحب الجميع، ويشعر كل من يعمل معه بحالة سعادة شديدة في موقع التصوير.
وأضاف : الزعيم عادل إمام هو واحد من الفنانين القلائل الذين حافظوا على مكانتهم على مر تاريخه الفني الطويل، لأنه شخص محب لعمله بشكل لا يوصف، متابعا: "أنا أتذكر أنه خلال تصوير مسلسل (فرقة ناجي عطالله)، كان قلبه على كل مشهد يتم تصويره، فيتحدث مع كل فنان في العمل من أجل ظهوره على أكمل وجه يجعله يظهر بمستوى راقي أمام الكاميرا".
وتابع: "عادل إمام ليس مجرد شخص عادي، بل هو هرم رابع يعبر عن مصر ويعبر عن ثقافتها، فمن يريد معرفة تاريخ مصر يشاهد أعمال الزعيم، فهو شخص مثقف لأبعد الحدود وأعماله جميعها لها رسالة قد تكون مصنوعة بشكل كوميدي، ما يجعلها تصل أسرع وأسهل للمواطن العادي، وأنا سعيد لمقابلته أمام الكاميرا، لأتعلم منه الكثير والكثير".
كما حرص الفنان محمد إمام على تهنئة والده الزعيم عادل إمام عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة عيد ميلاده الـ84.
وشارك محمد صورة رفقة والده عبر حسابه الرسمي على إنستجرام، وعلق قائلًا: "أهم فنان في التاريخ، عيد ميلاد الزعيم".