في ذكرى "رابعة"... سقطات مهنية في سجلات منظمات حقوقية ووسائل إعلام عالمية

في ذكرى رابعة... سقطات مهنية في سجلات منظمات حقوقية ووسائل إعلام عالمية

في ذكرى "رابعة"... سقطات مهنية في سجلات منظمات حقوقية ووسائل إعلام عالمية


15/08/2023

في 14 آب (أغسطس) عام 2013 فضت قوات الأمن المصرية اعتصامين مؤيدين للرئيس المصري المعزول في ذلك الوقت محمد مرسي، ممّا أدى إلى مقتل المئات، وبعد (10) أعوام تواصل جماعة الإخوان المسلمين المدرجة على قوائم الإرهاب في الكثير من الدول استغلال أحداث رابعة العدوية كمظلومية، محركة عبر شهادات زائفة الكثير من المنظمات الحقوقية العالمية.

ففي ذكرى رابعة، والأحداث التي أنهت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، تناولت مؤسسات إعلامية عالمية الحدث، بالنمط ذاته الذي تداولته قبل (10) أعوام، رغم أنّ حقيقة الجماعة تكشفت للدول العربية والأوروبية.

واللافت أنّ المؤسسات الإعلامية والمنظمات الحقوقية تستند حتى اليوم إلى شهادات زائفة يسعى أصحابها لركوب (الترند) ولفت أنظار خزنة أموال الإخوان، للحصول على الحوافز والأعطيات، دون الحصول على شهادة حقيقية وواقعية واحدة من داخل مصر، فقد كان الأمر حكراً على المصريين المقيمين خارج البلاد.

ومن الملاحظ أيضاً أنّ تلك الهيئات تحاول إيصال فكرة أنّ التظاهرة لم تكن إخوانية بحتة، بل ضمت مواطنين بعيدين عن التنظيم السياسي، خرجوا دفاعاً عن رئيس وصل إلى سدة الحكم بعد انتخابات ديمقراطية، وفي هذا بالطبع الكثير من المغالطات، لأنّ الجماعة هي من كانت توفر الأسلحة والخيم والطعام والشراب لكل المتواجدين في رابعة، وهذا إثبات بأنّهم هم من كانوا يديرون التظاهرة، وأنّ احتمالية وجود مضلَّلين قليلة جداً.

ميدان رابعة ضم عدداً كبيراً من العائدين من أفغانستان

ولم تذكر أيّ من تلك المؤسسات، التي يفترض أن تكون مهنية، أنّ ميدان رابعة ضم عدداً كبيراً من العائدين من أفغانستان، ممّن أطلق (مرسي) سراحهم بعفو رئاسي، ومن التكفيريين الوافدين من سيناء، وظهرت أسلحة وتمركزات ميليشياتيّة، وتضخّمت داخل الميدان نبرة العنف والطابع العسكري، مع تعدُّد المتاريس والتدريب وطوابير العرض، والحشد يتّخذ طابعاً نظامياً تتدفَّق إليه أفواج من المحافظات، وتلتزم كلّ شُعبة بجداول رحلات يومية وأسبوعية، وامتدّ الأمر إلى استئجار بعض المجرمين لتقديم مزايا مالية لآخرين من المُتعاطفين أو فُقراء الأقاليم، وكان السلاح حاضراً ضمن سياق التعبئة المُتسارع.

ورغم كل تلك الحقائق ما يزال الإخوان يكذبون في مسألة نواياهم من حالة الجنون الفاضحة فى رابعة، ويدَّعون أنّه كان اعتصاماً سلميّاً؛ بينما تُسجّل الوقائع وحقيقة الممارسات رأياً آخر مُعاكساً لتلك السرديَّة المُزيَّفة، وفق تقرير نشرته صحيفة (اليوم السابع).

ووفق مقال للكاتب عبد المنعم سعيد في صحيفة الأهرام، لا توجد قصة تخص المحروسة وجرى تزويرها كما حدث مع أحداث 14 آب (أغسطس) ذلك اليوم، مؤكداً أنّ مرجعية الهجوم على مصر التي يستند إليها الجميع من كتّاب وباحثين هي التقرير غير المهني الذي أعدته منظمة (هيومن رايتس ووتش)، الذي اعتمد في معلوماته على ما قدمته جماعة الإخوان، بزعم أنّها أدلة دامغة.

تواصل جماعة الإخوان المسلمين استغلال أحداث رابعة العدوية كمظلومية محركة عبر شهادات زائفة الكثير من المنظمات الحقوقية العالمية

وأضاف سعيد: "الطريف بعد ذلك أنّ الجماعة وجمعيات "حقوقية" عادت لكي تروي القصة استشهاداً بالتقرير الذي يعتمد على أقوالهم منذ البداية، مع استعارات من التراث الحقوقي التاريخي الذي يساوي بين أعمال الطغيان ضد جماهير مسالمة، وما جرى في القاهرة، حيث كان قرار فض رابعة قراراً شعبياً في الأساس بدأ بالثورة في 30 حزيران (يونيو) التي أطاحت بحكم الإخوان، ولكن فضّ رابعة كان له تفويض خاص من الأغلبية الساحقة من المصريين في 26 تموز (يوليو) 2013، وتفويض المؤسسات المصرية من أحزاب ونقابات ومجلس وزراء ورئيس الدولة ونائبه.

رقم الضحايا المعتمد لدى (هيومان رايتس ووتش) يتعدى (800) قتيل بقليل، ولكنّ الرواية المعادة رفعته إلى (900)، ثم قربته إلى (1000)؛ أمّا تقرير القاضي المصري شريف بسيوني أستاذ القانون في جامعة شيكاغو آنذاك، فيهبط بذلك إلى النصف؛ منهم (43) ضابطاً، أمّا تقرير القاضي الدولي في المحاكمات الخاصة بالبوسنة وأستاذ القانون فؤاد عبد المنعم رياض، فإنّ الرقم يصل إلى الثلث، وصاحبه بعد ذلك عمليات حرق واسعة النطاق للكنائس وأقسام الشرطة بدأت منذ ثورة كانون الثاني (يناير)، ولم تتوقف بعد المواجهة في رابعة.

وأوضح سعيد أنّ ما حدث فى رابعة لم يكن بدايته في 14 آب (أغسطس) 2013، وإنّما بدأ منذ 28 كانون الثاني (يناير) 2011 عندما بدأت الجماعات المنظمة والمسلحة للإخوان في المواجهة المسلحة مع الشرطة والأمن المصري واقتحام السجون، وما أعقبها من عمليات حرق واسعة النطاق للمباني الحكومية والمحاكم والمولات والهجمات المنظمة على أقسام الشرطة.

سعيد: أحداث رابعة لم تكن بدايتها في 2013، وإنّما في 2011 عندما بدأت الجماعات في المواجهة المسلحة للأمن المصري واقتحام السجون

وعند استعراض أحداث رابعة لا بدّ من إعادة ذكر تصريح صحفي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مقابلة أجريت معه عام  2019، فقد قال: "كان هناك آلاف المسلحين في الاعتصام لأكثر من (40) يوماً. حاولنا بكل الوسائل السلمية لتفريقهم، لكنّ الجماعة كانت مصرة على تدمير البلاد".

ووفقاً لرصد (حفريات)، فإنّ جماعة الإخوان المسلمين عبر كياناتها المنتشرة في كافة أنحاء أوروبا، نجحت في التغلغل في الكثير من المنظمات الحقوقية، وفرضت رواياتها الزائفة حول الأحداث في رابعة، وما بعد ذلك، وهي تروج حتى اللحظة في تقاريرها معلومات مغلوطة حول الانتهاكات التي يتعرض لها المصريون، مستندة إلى شائعات تروجها منصات إخوانية.

المؤسسات الإعلامية والمنظمات الحقوقية تستند حتى اليوم إلى شهادات زائفة يسعى أصحابها لركوب (الترند) ولفت أنظار خزنة أموال الإخوان

ووفقاً لمراقبين، فإنّ أغلب المصريين أصبحوا يدركون أهداف تلك الهيئات العالمية كـ (هيومن رايتس ووتش) ورواياتهم الزائفة التي يحاولون ترويجها، ليس فقط عن مصر، بل تناولت في العديد من تقاريرها مغالطات حقوقية عن الإمارات والأردن والسعودية والمغرب والسلطة الفلسطينية، لهذا أصبحت تقاريرها مادة فقط للمؤسسات الإعلامية غير المهنية، وليس لها أيّ تأثير على الصعيد الرسمي والشعبي في تلك الدول.

مواضيع ذات صلة:

"رابعة" خطيئة الإخوان التي لن يغفرها التاريخ

سجل إجرامي عنيف... هذا ما فعلته جماعة الإخوان خلال 50 يوماً في "رابعة"

في ذكرى الفض.. لماذا اختار الإخوان الاعتصام في رابعة والنهضة؟

يُذكر أنّه في عام 2018 أصدرت محكمة جنايات القاهرة أحكاماً بالإعدام شنقاً على (75) متهماً، بينهم أعضاء بارزون في جماعة الإخوان المسلمين، في قضية فضّ اعتصام رابعة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية