فيلم "صالون هدى" يثير جدلاً واسعاً في فلسطين ومطالبات بمقاطعته.. ما القصة؟

فيلم "صالون هدى" يثير جدلاً واسعاً في فلسطين ومطالبات بمقاطعته.. ما القصة؟


10/03/2022

أثار مقطع من فيلم "صالون هدى"،  الذي عرض في مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة للعام الجاري 2022، جدلاً واسعاً بين الفلسطينيين، بسبب احتوائه على مشاهد وصفها البعض بأنها "إباحية" و"مسيئة لنضال الشعب الفلسطيني".

وتتناول قصة الفيلم، الذي أخرجه هاني أبو أسعد وقامت ببطولته منال عوض، إسقاط الفتيات من خلال صالون تجميل في بيت لحم له علاقة بمخابرات الاحتلال الإسرائيلي.

وتدور أحداث الفيلم حول سيدة تعمل في صالون تجميل في مدينة بيت لحم، تملكه هدى، التي تقوم بدورها الفنانة منال عوض، التي تعاني من أزمات شخصية ترتبط بظروف عائلية بعد أن هجرها زوجها وأولادها، وما نجم عن ذلك من انغماسها في وحل العمالة للاحتلال الاسرائيلي.

بوستر الفيلم

وبحسب ما هو متداول، فإنّ تورط السيدة مع الاحتلال دفعها لاستغلال محلها والبدء بتصوير النساء اللاتي يترددن عليه في أوضاع مخلّة بالآداب بعد تخديرهن، ومن ثم ابتزازهن للقيام بالعمل لمصلحة مخابرات الاحتلال الاسرائيلي.

وفي حبكة الفيلم، تتردد أم شابة تدعى ريم على الصالون لتغيير قصة شعرها، فتصورها هدى بأوضاع مخلة، ثم تحاول ابتزازها لتجبرها على القيام بما هو ضد مبادئها، ويتعين عليها أن تختار بين شرفها وخيانة بلدها، وتتصاعد الأحداث بخلافات ريم مع زوجها يوسف وعائلته التي لا تتفق معها أبداً، وتصدم عندما تصارح زوجها بحجم الكارثة؛ إذ يتخلى عنها، ويتركها تواجه مصيراً مجهولاً.

ويضم العمل كلاً من الممثلين: منال عوض بدور هدى، ميساء عبد الهادي بدور ريم، علي سليمان بدور حسن، سامر بشارات بدور سعيد، كامل الباشا بدور الدكتور، عمر أبو عامر بدور نور.

وأثارت المشاهد الحميمية في الفيلم، غضب الفلسطينيين، ووصفوها بأنها "منافية لتعاليم الدين الإسلامي، وتقاليد الشعب الفلسطيني المحافظ"، في حين اتهمه بعضهم بضرب النسيج المجتمعي ومحاولة إظهار صورة غير واقعية.

وطالب مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة الفيلم ومحاسبة القائمين عليه، وسط استنكار واسع لتقديم الشعب الفلسطيني بهذه الصورة.

 

في حبكة الفيلم، تتردد أم شابة تدعى ريم على الصالون لتغيير قصة شعرها؛ فتصورها هدى بأوضاع مخلة، ثم تحاول ابتزازها لتجبرها على القيام بما هو ضد مبادئها

 

لكن بعض المغردين خالفوا تلك الآراء، منبّهين إلى أنّ حالة الرفض التي اجتاحت المنصات الاجتماعي، جاءت نتيجة عدم اعتياد الفلسطينيين على مثل هذه المشاهد والأعمال الجريئة، في حين عدّ بعضهم أنّ فكرة الفيلم بمجملها هي انعكاس لواقع حقيقي ونماذج متكررة لا يمكن إنكارها.

وكانت هيئة البث والإذاعة الرسمية الفلسطينية قد أعلنت، الأربعاء، عن نيتها عرض فيلم "صالون هدى" بعد الانتهاء من عرضه في المهرجانات الدولية.

من جانبها،  نفت وزارة الثقافة الفلسطينية، اليوم الخميس، أن يكون لها أي علاقة بأي شكل من الأشكال بفيلم "صالون هدى"، موضحة في بيان لها، أنّ الوزير عاطف أبو سيف لم يدل بأي تصريح له علاقة بالفيلم.

 

طالب مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة الفيلم ومحاسبة القائمين عليه، وسط استنكار واسع لتقديم الشعب الفلسطيني بهذه الصورة

 

وأكدت على رؤيتها بوجوب وجود سينما وطنية شاملة ملتزمة بقضايا شعبنا ونضاله المشرّف لاستعادة بلاده وتحريرها، وفق ما أوردته شبكة "قدس" الإخبارية.

يُشار إلى أنّ أزمة مماثلة حدثت في أواخر العام الماضي، حين اجتاحت حالة من الغضب والاستياء الواسع منصات التواصل الاجتماعي؛ احتجاجاً على الفيلم الروائي الذي حمل اسم "أميرة"، والذي اعتبر مسيئاً للأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، بعد تناوله قضية النطف المُهربة من السجون، مشككاً في نسبهم.

واجتاح وسم (#اسحبوا فيلم أميرة) آنذاك مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة لتبنّي سيناريو الفيلم الرواية الإسرائيلية التي يسلط من خلالها الضوء على قصة فتاة اسمها "أميرة"، ولدت عبر نُطفة مهرّبة لوالدها القابع في سجن "مجدو" الإسرائيلي، لتُفاجأ في فترة لاحقة أنّ هذه النُطفة تعود لضابط إسرائيلي مسؤول عن التهريب من داخل السجن، بعدما استبدل العينة قبل أن يتم تسليمها للعائلة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية