فوضى وانفلات أمني وتجنيد.. مخيم الهول "قنبلة موقوتة" تُهدّد المنطقة

فوضى وانفلات أمني وتجنيد.. مخيم الهول "قنبلة موقوتة" تُهدّد المنطقة


06/05/2021

تتزايد يوماً بعد يوم التحذيرات الأمنية من حالة الفوضى والانفلات الأمني، التي يشهدها "مخيم الهول"، والتي تسبّب بها تنظيم "داعش" الإرهابي، مستغلاً إهمال المجتمع الدولي لهذا المخيم، الذي يؤوي نحو 62 ألف شخص من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين بينهم أفراد عائلات مقاتلي تنظيم داعش، إضافة إلى بضعة آلاف من عائلات المقاتلين الأجانب.

ويُحذّر خبراء الأمن من أن يُصبح المخيم، الذي وصف بـ "القنبلة الموقوتة" قاعدة لعمليات داعش الإرهابية، وبيئة خصبة لتجنيد الأطفال والنساء الذين يُشكّلون 80 بالمئة من سُكّان المخيم.

يشهد مخيم الهول حالة من الانفلات الأمني، أسفرت عن 42 عملية قتل منذ بداية العام، وفق تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان

وآخر هذه التحذيرات أطلقها أول من أمس النائب في لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، عبد الخالق العزاوي، والذي قال في تصريحاتٍ أدلى بها لوكالة "بغداد اليوم" الإخبارية إنّ "ولادة جيل جديد لتنظيم داعش الإرهابي أمر غير مستبعد".

وأشار العزاوي إلى أنّ "العالم حتى الآن غير مدرك خطورة ما يحدث في مخيم الهول السوري في ظل وجود آلاف القادة والإرهابيين من تنظيم داعش الذين يسكنون مع عوائلهم فيه".

فوضى وفلتان أمني

ويشهد المخيم حالة من "الفلتان الأمني"، أسفرت عن 42 عملية قتل منذ بداية العام، وفق تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ورغم أنّ شهر نيسان (أبريل) الماضي لم يشهد سوى عملية قتل واحدة، إلّا أنّ حالة الفوضى والانفلات الأمني "التي تسبّب بها تنظيم داعش، لا تزال تسيطر على المخيم وسط إهمال دولي". 

يُحذّر خبراء الأمن من أن يُصبح المخيم، الذي وصف بـ "القنبلة الموقوتة" قاعدة لعمليات داعش الإرهابية

وفي مؤشر على الخطر الكبير الذي بات يمثله المخيم، قُتل 14 شخصاً على الأقل، 3 منهم بقطع رؤوسهم، مطلع العام الجاري، والبقية عبر طلقات نارية من مسدسات كاتمة للصوت، ووجهت الاتهامات حينها لخلايا داعش بالوقوف خلف ذلك بالتنسيق مع النساء الأجانب في المخيم، بهدف إثارة الفوضى والخوف وقتل المتعاونين مع إدارة المخيم.

ورغم كل الجهود التي بذلتها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي نفذت في المخيم حملة تفتيش وتدقيق أمنية ‏بدأت في 27 آذار (مارس) وانتهت في 2 نيسان (إبريل) 2021، إلّا أنّه من الواضح أن ثمة ثغرات كبيرة موجودة في النظام الأمني للمخيم.

في مؤشر على الخطر الكبير الذي بات يمثله المخيم، قُتل 14 شخصاً على الأقل، 3 منهم بقطع رؤوسهم، مطلع العام الجاري، ووجّهت الاتهامات حينها لخلايا داعش بالوقوف خلف ذلك

وأسفرت الحملة التي نفذتها "قسد" بمساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، عن اعتقال 125 متطرّفاً، بمن فيهم أولئك الذين اتُهموا بارتكاب عشرات الجرائم في الأشهر الأخيرة في مخيم الهول.

ومنذ إعلان القضاء على داعش في آذار (مارس) 2019، يُطالب الأكراد الدول التي ينتمي لها المحتجزون في المخيم باستعادتهم، أو إنشاء محكمة دولية لهم، حيث اكتفت دول أوروبية باستعادة عدد من الأطفال، فيما قامت دول بإعادة عدد محدود من العائلات.

"دويلة الهول"

ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان، المخيم بـ "دويلة الهول"، خاصة في ظل عمليات القتل والاغتيالات التي تنفذّها خلايا تنظيم "داعش"، والتي تستهدف فيها لاجئين ومسؤولين داخل المخيم، إضافة لعناصر من الأسايش (قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا).

 يضم مخيم الهول أكثر من 31 ألف طفل من جنسيات مختلفة، ما يُثير مخاوف حول مستقبل هؤلاء الأطفال

ويقول الكاتب سعود الشرفات، في مقاله المنشور على موقع "حفريات"، إنّه "طالما بقي المخيم موجوداً، فسيبقى شوكة في خاصرة الأمن، سواء لقوات التحالف أو للقوات الكردية، وسيتحوّل إلى مكان آمن، وملجأ لتفريخ الإرهاب والتطرّف على المدى الطويل، ‏إلّا إذا تعاون المجتمع الدولي واعترف بضرورة إعادة الرعايا الأجانب المقيمين في المخيم إلى بلادهم، ضمن ترتيبات واسعة بإشراف الأمم المتحدة والدول ذات العلاقة".

يتخوف الخبراء من أن يُعيد ما يحصل في مخيم الهول "الفوضى إلى المنطقة"

ويتخوف الخبراء من أن يُعيد ما يحصل في مخيم الهول "الفوضى إلى المنطقة"، مشيرين إلى أنّ "انفجار" الأزمة في المخيم قد تؤثر على المنطقة والعالم، ما يستوجب تكثيف مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية، عملياتهم لوقف الجرائم والانتهاكات المرتكبة هناك وإيجاد حلول لإعادة عائلات الدواعش وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم.

تجنيد الأطفال

ولا يتورع إرهابيو تنظيم داعش عن اللجوء إلى أكثر الأساليب دناءة، كتجنيد الأطفال، لإعادة ضخ الدماء في شرايين جماعتهم الدموية، بعدما تفككت دويلتهم المزعومة في العراق وسوريا، إثر الهزيمة التي مُنيت بها هناك قبل أعوام قليلة.

وتُشكّل مخيمات اللاجئين والنازحين في سوريا وأهمها مخيم "الهول"، الذي يؤوي أبناء وأقارب لمسلحي هذا التنظيم الإرهابي، الساحة الأبرز في الوقت الراهن، لمحاولات تجنيد جيل جديد من المتطرفين، الذين يمكنهم الانضواء في المستقبل تحت لواء التنظيم، وتستهدف هذه المحاولات، بحسب مسؤولين عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى، الأطفال والقُصّر.

تُشكّل مخيمات اللاجئين في سوريا وأهمها مخيم "الهول"، الذي يؤوي أبناء وأقارب لمسلحي داعش، الساحة الأبرز في الوقت الراهن لمحاولات تجنيد جيل جديد من المتطرفين

وبيّن النائب في لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، عبد الخالق العزاوي أنّه "وفق المعلومات فإن آلاف الأطفال دون سن 12 سنة يتواجدون في المخيم وهنا تكمن الخطورة"، حيث إنّ هؤلاء الأطفال بحكم البيئة سيتحولون إلى متطرفين وأدوات بيد قادة الإرهاب، مما يجعل ولادة جيل ثان لداعش أمراً غير مستبعد.

وفي تصريحات شديدة اللهجة، اعتبر الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، أنّ دفع هؤلاء الأطفال والقُصّر، الذين ينتمون لدول مختلفة، نحو التطرف سيمثل "مشكلة ذات طابع عسكري، في غضون أعوام قليلة"، مؤكداً ضرورة العمل على إعادتهم إلى أوطانهم، وإخضاعهم لبرامج من شأنها محو أي أفكار متشددة أو إرهابية غرسها عناصر داعش في أذهانهم.

بات من الضروري إيجاد طريقة من شأنها إعادة هؤلاء الأطفال إلى أوطانهم الأصلية

وبات من الضروري إيجاد طريقة من شأنها إعادة هؤلاء الأطفال إلى أوطانهم الأصلية، وإعادة دمجهم في المجتمع وتخليصهم من الأفكار المتطرفة التي تمت زراعتها في رؤوسهم من قبل أفراد التنظيم الإرهابي.

ووفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يضم مخيم الهول أكثر من 31 ألف طفل من جنسيات مختلفة، ما يُثير مخاوف حول مستقبل هؤلاء الأطفال، لا سيّما من أبناء المقاتلين السوريين والعراقيين الذين تشكل استعادتهم ودمجهم في مجتمعاتهم مشكلة كبيرة بعد زرع الأفكار الإرهابية والمتطرفة في أذهانهم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية