فنيّة التعبير وفضاء الرؤى في مجموعة "منديل أزرق جميل" القصصية

فنيّة التعبير وفضاء الرؤى في مجموعة "منديل أزرق جميل" القصصية


08/03/2018

يجد قارئ إبراهيم غرايبة نفسه مشغوفاً لحشد قراءاته وإبداعاته، ليصبح أشد ما يكون متيقظاً، من أجل التقاط جماليات كتاباته، ومن هنا جاءت فكرة هذه الدراسة، التي  رنت، منذ اشتعال فكرتها، إلى تقديم تجربة غرايبة الإبداعية الأولى في كتابة القصة القصيرة، والكشف عن رؤاها، والتعرف على عوالمها الموضوعية والفنية، ذلك بعد أن لمسنا تجربته الروائية، من خلال أعماله الروائية الثلاثة (السراب، الصوت، جزيرة العنقاء)، والتي كانت تجربة تستحق بجدارة أن يُلتفت إليها، ويُحتفى بها أكثر.

بالنظر للعنوان يمكن الإشارة لأمور تتعلّق بوظيفة العنوان عامة وهي أنَّه كشف الغمام عن مدلولات النص

أما تجربته القصصية الأولى التي نحن بصدد دراستها فتلفت عتبة النص الأولى فيها (العنوان) "منديل أزرق جميل" انتباه القارئ بما يقدِّمه من إيحاءات، وهو ما يمكن أن يساعد على تأويل النص؛ إذ هو في واجهته، فهو على هذا أول لقاء بين المبدع والمتلقي قبل الولوج في النص نفسه.

وبالنظر إلى عنوان "منديل أزرق جميل" يمكن الإشارة إلى أمور تتعلّق بوظيفة العنوان عامة، وهي أنَّ العنوان كشف الغمام عن مدلولات النص، ووفقاً للعلاقات الأفقية الدلالية بين العنوان والنص، فإنّ العنوان تصاحب مع محتويات المجموعة، فمبدع النص (غرايبة) لم يتخلَّ (نصيّاً) عن أثر العنوان ودوره التشويقي الذي وُفق الكاتب في انتقائه.

ثم مروراً بالغلاف -عتبة النص الثانية- الذي يكسو الرواية بألوانه الهادئة، المتضمن لوحة nighthawks للفنان الأمريكي إدوارد هوبر.

تميز غرايبة بإتقانه الفني لاستخدام كلمات اللغة وجملها وعباراتها في أماكنها المناسبة

وبالحديث عن لغة المجموعة فإنها لغة مُكثفة سيكولوجية عالية المستوى بكل المقاييس، فقد تميز القاص بإتقانه الفني لاستخدام كلمات اللغة وجملها وعباراتها في أماكنها المناسبة، بعيدًا عن الزخارف والتكلف، فالقصص في هذه المجموعة عالم من الإيماءات، يتولد عنه فضاء رحب من الخطاب الأيديولوجي والاجتماعي والسياسي والإنساني الذي يتناغم في النص ليشكل خطاباً قصصيّاً متوحداً في اللغة التي هي أساس العملية الكتابية.

وإذا قلنا بأنّ المجموعة تحمل همّاً عميقاً تجاه الإنسان، وتُعنى بأولئك المختلفين والمهمشين الذين على رغبتهم بالحياة، وجهدهم ليكونوا فاعلين في المجتمع، إلا أنهم يعانون بلا ضجيج للارتقاء بذاتهم ولا أحد يلقي لهم بالًا، فلا غرابة أن تكون العتبة الأخيرة من عتبات النص: وهي "الإهداء" -الذي عادةً ما يتصدّر الكتب-، مُوجهةً إلى أحد المهمشين في المجتمع، فيقول:  "إلى أخي مصطفى: ولد معاقاً إعاقة شديدة في رجليه ولسانه ودماغه، وماتت أمه بعد يومين من ولادته، لكنه عاش سبعين عاماً، عاش ومات وحيداً لم يسمعه أحد ولم يستمع إلى أحد..يلاحقني في يقظتي ومنامي، وأحاول الهروب، فأسقط على الأرض ويرجمني بالحجارة.."

تعكس المجموعة أزمة الفرد العربي في علاقته بذاته بشكل أساسي، ومن ثم علاقته بالمجتمع، وبالسلطة، وبالدولة

وقد صدرت هذه المجموعة عن "الألفية للنشر والتوزيع"، 2018، ويمكن وصف المجموعة شكليًّا: بأنها ضمت بين دفتيها أربع وعشرين قصة، جاءت في مئة وواحد وسبعين صفحة من القطع المتوسط، وبخط 12؛ بحيث تتسع الصفحة لحوالي عشرين سطراً.

تعكس مجموعة "منديل أزرق جميل" أزمة الفرد العربي في علاقته بذاته بشكل أساسي، ومن ثم علاقته بالمجتمع، وبالسلطة، وبالدولة.

ففي القصة الأولى "منديل أزرق جميل" التي حملت عنوان المجموعة، يتمسك السجين بالأمل الذي استمده من وجود المنديل الأزرق الجميل في بدلة السجن، ثم يكتشف عند مغادرته السجن بأن هذا المنديل ليس لإدارة السجن، وإنما تركه سجين سابق في بدلة السجن، فيتعاظم شعوره بالأمل ليبقى محتفظاً بالمنديل طول عمره، وممنوناً لذلك السجين الذي لا يعرفه.

وفي القصة الثانية "محمية طبيعية"  ومما جاء في بدايتها: "يركض الأسد ويزأر في المحمية الطبيعية متظاهراً بالاعتقاد أنه في غابة حقيقية،... وأدرك النمر؛ لا بد أنه أدرك أن الغزال الذي مرَّ قريباً منه ثم افترسه؛ لم يكن ذلك إلا مسرحية مدبرة" ص12.

إنّ هذه القصة تحمل رمزية عالية، ذلك أنّ ما قيل عن المحمية يمكن أن يندرج على الحياة بأسرها، فهناك دائماً سلطة القوة التي يمثلها الأسد، وروح المنافسة التي تتمثل بإدراك الأسد للنمر، وما دام هناك قوة فثمة ما يقابله وهو الضعف الذي يتمثل بالغزال، ومما يؤكد ذلك؛ قول مجلس إدارة المحمية بأن جميع سكان المحمية سعداء، وليس مزعجًا فيها إلا البوم، وبالرغم من إقامة احتفالات طقوسية لحماية المحمية وتقديم الناس دماؤهم إلى النار المقدسة لطرد اللعنة، إلا أن لعنة البوم ما زالت مستمرة.

في القصة الخامسة (الحذاء) يتجلى الصراع الأيديولوجي الذي يشكل نظمًا من الأفكار في السياسة والقانون والأخلاق

وفي القصة الثالثة "مصنع النسيج" يموت ذاك السجين الذي كان في القصة الأولى، ليموت وهو حامل في جيبه المنديل الأزرق الجميل الذي ظل محتفظًا به طوال عمره، وهذا يعكس تمسك الإنسان بالأمل، حتى لو لم يكن يعرف مصدره.

وفي القصة الرابعة "صيد الثعالب" بأن الأشخاص في هذه الحياة قد يستعاض عنهم بروبوتات، لأن الحياة أشبه ما تكون بلعبة كبيرة، وهذا ما يقوله غرايبة بأن "صيد الثعالب يا صديقي هي لعبة إدارة المدينة" ص19، وأنك "لا تستطيع أن تمارس السياسة أو صيد الثعالب إلا إذا كنت تملك فائضاً من الوقت والمال، وسر اللعبة كما السياسة هو يجب أن يكون هناك ثعالب ليكون هناك صيد ولذلك يحرص الصيادون على الحفاظ على الثعالب وحمايتها وتكثيرها.. لأجل التسلي بها وصيدها. هذا الجزء من اللعبة/ الهواية يسمى ديمقراطية، فإذا تركت الثعالب حرة فإنها تفسد المدينة، فيلجأ أهل المدينة إلى الصيادين لحمايتهم منها، السياسة هي إطلاق الثعالب، والديمقراطية حمايتها." ص21.

تظهر في هذه القصة مدى استخدام غرايبة لمصطلحات سياسية في الغالب الأعم كالديمقراطية والدولة العميقة والأحزاب والولاء والانتماء، وهذا يعكس تأثر الجانب الإبداعي بالجانب الثقافي لديه فهو مفكر وباحث في الدراسات الإستراتيجية معنيّ بأمور الدولة وسياستها، وهذا ما جعل مجموعته تمتاز بالمراوحة بين الواقعية والخيال، فالمجموعة ليست من الواقع بأكملها، ولا من الخيال بأكملها أيضاً، وهذا يجعل من القصص تجمع بين متناقضين الإمكان والضرورة، الإمكان الذي يشكله الخيال، والضرورة التي يفرضها الواقع، ومن هنا فإن أحداث القصص لم تتولد عن عبثية أو لا عقلانية أو عن فانتازيا، بقدر ما كانت تتراوح بين الإمكان والواقع عن قصد وتفكر، ومع أن الخيال مرتبط بالواقع وإن خرج بدلالات جمالية إلا أنه يخرج ليعبّر عن الواقع.

وفي القصة الخامسة (الحذاء) يتجلى الصراع الأيديولوجي الذي يشكل نظمًا من الأفكار في السياسة والقانون والأخلاق.

القراءة المتأنية للمجموعة تضعنا وجهًا لوجه أمام قاصٍّ قادر على التجديد في مضامين قصصه

أما القصة السادسة (إلى المدرسة) فتمثل شخصية عيسو شخصية محورية فيها، لتكون أشبه ما تكون بمؤلفها (غرايبة)، وبالنظر  إلى سائر شخصيات المجموعة فإنها تتجلى قدرتها على أن تكون فاعلة في الواقع، معتمدة على اتساع الحيز الذي تتحرك فيه، والكيفية التي حققت من خلالها حالة من الاتصال مع ما هو مطلق ممتد؛ كانت شخصيات "منديل أزرق جميل" شخصيات نامية، بحيث تنكشف للقارئ تدريجيًا من خلال تطور الأحداث، وتفاعلها مع الأحداث. إضافة إلى أنها شخصيات نامية فهي شخصيات منطقية؛ لأن تصرفاتها تأتي نتيجة لصفاتها، وهذا يُظهر مدى تأثر القاص بالواقعية التي جعلته يرسم شخصيات قصصه بأبعادها الثلاثة: البعد الخارجي، ويشمل المظهر العام والسلوك الظاهر، والبعد الداخلي ويشمل الأفكار والنفسية والسلوك الناتج عنها، والبعد الاجتماعي ويشمل الظروف المكانية والزمانية التي تصادف الشخصية.

وبالانتقال إلى القصة السابعة (أَنِي والخوف أردنيان) ونظرًا لأن المجموعة تعنى بالمهمشين والوحيدين وأزمتهم في مواجهة الذات والمجتمع والدولة، كان استخدام لفظ (أَنِي) لا (أنا)؛ وهذا استخدام مقصود فلفظ (أَنِي) يشير للبساطة على عكس (أنا) التي تحمل التعالي والكِبر.

أما الخوف الذي نجده في عنوان القصة قبل الولوج في متنها فهو باعتقادي مرتبط بالمعنى الوجودي، حيث يدفع الإنسان الذي يرغب في الحياة والحرية؛ لأن يعزل نفسه عن المجتمع، والمعنى الوجودي للإنسان قد يتأتى من الخوف، الذي قد يشكل طريقا ليصبح الإنسان حرًا طليقًا مسؤولًا عن تصرفاته، وهكذا؛ يصل غرايبة إلى التطهير بكل ما يحمله من معاني التنقية الإنسانية، وتصفية النفس من انفعال الخوف.

تعد قصة (أَنِي والخوف أردنيان) القصة الأطول بين سائر قصص المجموعة التي استحوذت على صفحات المجموعة من ص47-84، هذا الطول متأت من المخزون الثقافي الذي بثه بكثافة في هذه القصة، ففي بدايتها يستذكر غرايبة قصة (النمور في اليوم العاشر) لزكريا تامر عارضًا "مسار حياة النمر من اليوم الأول عندما اصطيد واحضر إلى حديقة الحيوان، وحتى اليوم العاشر، وكيف تحول هذا الحيوان النبيل القوي المتكبر في خطوات سريعة متدرجة إلى مسخ يداري سيده المروض، ويفكر فيما يرضيه فيفعله، حتى لو كان مواء أو نهيقاً، أو قفزاً مضحكاً، وحتى أكل الأعشاب، ودون أن يطلب منه ذلك، فيستخدم هو ذكاءه، ومهاراته ليعرف ماذا يريد سيده، وفي اليوم العاشر رفعت أسوار الحديقة، فإذا النمر إنسان، وإذا الحديقة مدينة"ص47. ويتابع غرايبة متساءلاً "ولكن ماذا حدث في اليوم الحادي عشر؟" ليجيب: "كائنات كثيرة تحولت في ذلك اليوم إلى بشر، وليس النمر وحده، ربما جميع حيوانات الحديقة، وتعقدت المشاهد وتطورت المسارات في اليوم الحادي عشر" هذا ما يمكن القول بأنه استخدام للرمز، تنكشف بعض تلك الرمزية من خلال تساؤل غرايبة "كيف يبدو التاريخ؟ وكيف تصنف الكائنات وهي تتجمع في أحزاب وجماعات وشلل ومجموعات، تتنافس، وتتعاون، وتعمل، وتختلس، وتفكر، وتستلقي على الرصيف، لو مضينا في كتابة التاريخ على هذا النحو؟"ص48.

نلمح في هذه المجموعة تطورًا فكريًّا وفنيًّا في القصة القصيرة في الأردن، وتجديدًا أمام المعمار القصصي القديم

ومما يؤكد أيضًا على سعة اطلاع غرايبة وثقافته ما يعرضه من روايات وقصص التي أتت على تقديم رؤى وفلسفة في الحكم والعلاقات، كـ (كليلة ودمنة) لابن المقفع، ورواية (مزرعة الحيوانات) لجورج أوراويل، وروايتي (نداء البراري) و(الذئب الأبيض) لجاك لندن، والعمل اليوناني (مسخ الكائنات).

واستهل غرايبة في حديثه عن الذئب، ليُعرج للحديث عن الشنفرى، كون الذئب كان ملهمه، "وكانت سيرته تشبه الذئب في كل شيء تقريباً، القتل والخوف والوحدة والصبر على الجوع والوحشة" لقد وجد الشنفرى أن الأرض واسعة فيها منأى للكريم عن الأذى، وقيل إنه يسف تراب الأرض وأديمها حتى لا يكون لأحد فضل عليه، وهو يصبر على الجوع حتى يموت الجوع فيه وينساه، ولولا اجتناب المهانة والمذمة لكان لديه أفضل أكل وملبس"ص53، وقد خلّد كل هذا من خلال قصيدته المشهورة: (لامية العرب).

ومن ثم يذكر سيرة (الهارب) من سير الإخوان المسلمين التي يصف فيها مؤلفها حسن العشماوي سنوات هربه من حكم الإعدام، حيث أخفاه رجل في منطقة صحراوية نائية وكان يعلمه مبادئ الحياة والتمرد والتخفي مستلهمًا الذئب. "فالذئب يمثل تياراً رئيساً، وقد ألهم شعوباً وأشخاصاً كثيرين، فالشيشان يعتبرونه شعارا لهم" ص54.

وفي هذه القصة تبرز ثقافة غرايبة الأدبية فعدا عن الروايات والقصص التي ذكرها في هذه المجموعة، فقد أحسن توظيف العديد من الأبيات الشعرية.

في حين نجد غرايبة في القصة الثامنة (من اليقين إلى الشك) مركزًا على الوعي، فهو المحصلة الكلية للعمليات العقلية التي تشترك في فهم الإنسان للعالم والوجود الإنساني، مركزًا أكثر على وعي الذات، وهو عملية تعمل على تمكين معرفة الإنسان بذاته وبسلوكه وأفكاره ورؤاه واهتماماته.

وتتوالى قصص المجموعة لنصل إلى القصة الرابعة والعشرين (القصة الأخيرة في المجموعة) قصة (الندم) قصة منغمسة تجسد إحساس خذلان المهمشين الضعفاء الذي حاولوا كل ما في وسعهم للارتقاء وإثبات الذات، إلا أن لا أحد اهتم لأمرهم، فبعد سنوات من الأمل الذي رمز إليه "المنديل الأزرق الجميل" لم يلتفت إليه إلا ذاك البوم الوفي الذي كان يأوي كل ليلة إلى شرفة البيت.

تجربة غرايبة الأولى في القصة القصيرة كانت تجربة مضيئة متوهجة قادرة على التطور وعلى فتح آفاق جديدة

وبعد قراءة هذه المجموعة يبرز التساؤل: هل يبحث إبراهيم غرايبة عن بطل لهذا العالم، أم عن بطل لمجموعته؟ وما يدفعني لهذا التساؤل الاختلاف بين شخصيات القصص، التي لا يوحدها عالم واحد، ولا حتى عالم غرايبة نفسه. إن هذه الشخصيات في تناقض دائم لا تلتقي في محيط متشابه، كأنه هو العالم، فبينها المسحوق، المهمش، المظلوم، المكافح، القوي، الضعيف، الخائن، البرجوازي، المتسلط، بل إنه العالم، فالعالم الذي ينهل منه غرايبة هذه القصص عالم غير موحد، ولا يمكن أن يكون موحدًا.

إنها قصص تحمل رؤية ثاقبة بعض الشيء لهذا العالم، ذلك أن غرايبة لا يتواصل مع هذا العالم بأشيائه الرتيبة، وسطوة الروتين اليومي المعاش، فهو يحفل بمرجعيات واقعية وسياسية وتاريخية.

وأخيرًا، أقول: إنَّ تجربة غرايبة الأولى في القصة القصيرة كانت تجربة مضيئة متوهجة قادرة على التطور وعلى فتح آفاق جديدة، فعدا عن تضافر الصدق الفني والعاطفي، والالتزام الفكري والأدبي، والوعي الاجتماعي والثقافي، الذي اتسمت به المجموعة، فقد اتسمت أيضًا بالحيوية والجدية على صعيدي الشكل والمضمون.

لذلك؛ فإن القراءة المتأنية للمجموعة تضعنا وجهًا لوجه أمام قاصٍّ قادر على التجديد في مضامين قصصه، وفي أسلوب الصياغة الفنية لهذه القصص على حدّ سواء، وعليه؛ فإننا نلمح في هذه المجموعة تطورًا فكريًّا وفنيًّا في القصة القصيرة في الأردن، وتجديدًا لا تصنمًا أمام المعمار القصصي القديم، وهذا يعكس انطباعًا راسخًا بأن القصة القصيرة في الأردن قادرة على مفاجئة القارئ بما هو جدير بالقراءة والحياة، فلطالما كان تثوير الأشياء وكسر رتابتها الخطوة الأولى نحو إبداع عالم جديد.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية