
كشف الكاتب الصحفي الأردني فارس الحباشنة عن الأهداف الخفية لجماعة الإخوان المسلمين من الفعاليات الأسبوعية التي ينظمونها في العاصمة عمّان، بحجة دعم المقاومة الفلسطينية.
وقال الحباشنة في مقال نشره عبر صحيفة الدستور: "منذ بداية حرب غزة، والإخوان يكررون ذات الفعاليات في وسط البلد، وبعثوا من خلالها برسائل مكررة إلى الدولة، أولها كسر التابوهات الأمنية، وثانيها استخدام الاعتصامات والتحشيد كرسالة على عودة الإخوان وإحياء دورهم وحضورهم، وإثبات حيوية نشاطهم شعبيًا، بعد انحسار حركات الإسلام السياسي وتراجع دورها خلال الأعوام الأخيرة."
وأضاف الحباشنة أن اعتصامات الإخوان شهدت تكرار رفع شعارات "ما ورائية ومبطنة"، وأخرى تتجاوز السقف السياسي العام في الأردن، إلى جانب هجوم متكرر على الأجهزة الأمنية، ومطالب سياسية تتمحور حول التهديد والتلويح بالحشد الانتخابي.
وأشار الكاتب إلى أن هدف الإخوان ليس صندوق الاقتراع، ولا التمثيل النيابي تحت قبة البرلمان، ولا حتى المشاركة في الحياة السياسية، بل يتجاوز ذلك بكثير. وأوضح أنه لا يوجد ما يضبط خيالهم السياسي الإسلاموي، أو يحدّ من طموح مشروعهم الإقليمي العابر للأوطان والدول.
وتابع الحباشنة، مستندًا إلى متابعته لنشاط وخطاب الإخوان المسلمين منذ بداية حرب غزة، وإلى التحليلات والقراءات الأولية للمشروع الإخواني في الأردن، بأن الجماعة لم تتعلم من دروس الماضي، ولا يزال أعضاؤها يحملون عقدة السلطة والسيطرة عليها. ويرى أن صندوق الاقتراع بالنسبة لهم ليس سوى وسيلة براغماتية للاستحواذ المطلق على السلطة، وأن المسيرات والاعتصامات والمشاركة في الانتخابات ليست سوى مقدمات لمشروع تنظيمي إخواني يتجاوز حدود الدولة الأردنية.
وأكد أن "إخوان الأردن" ليسوا سوى فرع من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، ويتحركون وفق أوامر وتوجيهات المرشد العام للجماعة.
وختم الحباشنة مقاله بالقول: "تحويل الأردن إلى جبهة إخوانية هو مشروع مبيّت ضد المملكة، يخدم أطرافًا إقليمية على رأسها إسرائيل، ويمهّد للمرحلة السياسية الجديدة التي يشهدها الإقليم."