
شاهدتُ فيديو من رام الله لمصطفى البرغوثي يهاجم صحفيًا أردنيًا، يقول له: "ماذا تقترح علينا؟ هل نستسلم لإسرائيل؟"
لو تجاوزنا تورط مصطفى البرغوثي في لقاءات التطبيع مع قادة الاحتلال الأمنيين، ومنحه التصاريح الإسرائيلية اللازمة للدخول والخروج من الضفة الغربية وإليها عبر الحواجز والممرات الإسرائيلية، وتركناه يصرخ ليل نهار مهللًا للمقاومة وحماس.
ولو تجاوزنا عن جنيه ملايين الدولارات نتيجة لقاءاته التلفزيونية والفضائية والإعلامية خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية، وهو يركب موجة الحديث عن إبادة شعبنا، وافترضنا أن هذا السؤال يصدر عن مسؤول شريف ووطني حر يريد مصلحة شعبنا، فنردّ عليه بالتالي:
أولًا: لا أحد طالب بالاستسلام للاحتلال. ولم يستسلم شعبنا يومًا واحدًا للاحتلال. ولم تتوقف مقاومته يومًا واحدًا منذ أكثر من 77 سنة.
ثانيًا: المقاومة لم تولد مع الفصائل الحالية في غزة، بل هي أقدم منها بكثير. والمقاومة لا يمثلها محور إيران بجميع أذرعه، ولا قناة الجزيرة ومطبلوها ومرتزقتها، الذي يُعتَبر البرغوثي واحدًا منهم.
ثالثًا: الحالة التي نعيشها الآن لا تمثل مقاومة. ما نعيشه الآن هو حالة إبادة من طرف إسرائيلي واحد. هي مستنقع وورطة وطنية وأخلاقية، والمطلوب الخروج منها بأسرع وقت ممكن.
هل رأيت مقاومة خلال الشهر الأخير أباد فيها الاحتلال ما يقارب 1500 بريء، ولم تُطلَق عليه رصاصة واحدة حتى الآن؟
الحالة التي نعيشها الآن لا تمثل مقاومة. ما نعيشه الآن هو حالة إبادة من طرف إسرائيلي واحد. هي مستنقع وورطة وطنية وأخلاقية، والمطلوب الخروج منها بأسرع وقت ممكن
رابعًا: هذه الورطة التي نعيشها الآن لسنا نحن المسؤولين عنها، ولا نملك أدوات حلّها. من يملك الحل والربط هم أولئك الذين تطبّل لهم من جماعة حماس صباح مساء.
انصحهم، واطلب منهم الحل، ووجّه لهم السؤال. أو قل لنا أنت ما هو المخرج، وأنت المعروف بديماغوجيتك وسفسطائيتك في سبيل تمرير مصالحك التي تستهدف جمع المال.
خامسًا: التوقيت، والأسلوب، والرواية، والنتائج... هي ما نختلف عليه فيما تسميه أنت "مقاومة" اليوم. أما المبدأ وأصوله، فلا خلاف عليه.
إن كنت راضيًا عن استمرار هذه المذابح اليومية وأنت تتنقل بين الفنادق لتُسَمسر على دمائنا، فهذا شأنك كمنتفع يريد ألا تتوقف المقتلة.
أما نحن، في الخيام، نرى ما لا تراه، ولا تشعر به، ولا تعرف عنه شيئًا، فأنت لا تمثلنا، ولا يمثلنا حديثك عنا.
ولا تبدو لنا إلا كالذباب الذي يسقط على الجراح.
عن صفحة الكاتب الشخصية في فيسبوك