غزة تفاقم التوتر بين إسبانيا وإسرائيل... أبرز المحطات التاريخية للعلاقات بين البلدين

قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز: إنّ إسرائيل "صديقة لإسبانيا"، عقب استدعاء تل أبيب السفير الإسباني لديها، وسفيرتها في مدريد؛ بسبب تصريحات لسانشيز تتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وارتكابها المجازر.

وأضاف سانشيز الذي تولى ولاية جديدة مدتها (4) اعوام، في رسالة نُشرت على منصة (إكس) أول من أمس، أنّه "كرر أنّ إسرائيل حليفة، وصديقة لإسبانيا"، خلال اتصال هاتفي مع عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، وزير الدفاع السابق بيني غانتس.

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يؤكد أنّ إسرائيل "صديقة لإسبانيا"، ويشدد على ضرورة وقف قتل المدنيين في غزة.

وتابع: "أدنت مجدداً هجمات حماس الإرهابية في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، قائلاً: إنّ "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها". وتابع: "لكنّني أكدت مجدداً أنّ إسبانيا تعتبر أنّ موت المدنيين في غزة أمر غير مقبول، وأنّ على إسرائيل احترام القانون الدولي الإنساني".

وكان سانشيز قد أبدى في مقابلة مع القناة الإسبانية العامة الخميس الماضي "شكوكاً جدية" بشأن احترام إسرائيل للقانون الدولي.

وأضاف أنّه على العالم أن يقول لإسرائيل "إنّ عليها أن تبني أفعالها على القانون الدولي الإنساني"، مضيفاً: "استناداً إلى الصور التي نشاهدها والعدد المتزايد من الأشخاص الذين يموتون، لا سيّما الأولاد والفتيات، لديّ شكوك جدية" في أنّها تقوم بذلك.

مواقف سانشيز، الذي يرى أنّه من مصلحة الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أثارت توترات مع حكومة نتنياهو التي اتهمته بدعم الإرهاب.

وأثارت مواقف سانشيز، الذي يرى أنّه "من مصلحة" الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، توترات مع حكومة نتنياهو التي اتهمته "بدعم الإرهاب".

وتصاعد التوتر بين إسبانيا وإسرائيل بعد زيارة قام بها سانشيز برفقة نظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو إلى الجانب المصري من معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة الأسبوع الماضي.

وقال سانشيز خلال زيارته: إنّ "قتل المدنيين الأبرياء بدون تمييز (في قطاع غزة) غير مقبول على الإطلاق".

واعتبر أنّ "إيجاد حل لأزمة غزة لا يكفي"، وأصرّ على أنّ إسرائيل يجب أن تكون أول من يتخذ "نهجاً شاملاً" لحلّ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود، بما "يشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية".

ودعا سانشيز إلى "اعتراف المجتمع الدولي وإسرائيل بدولة فلسطين"، معتبراً أنّ "من مصلحة الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالدولة الفلسطينية". 

توترت العلاقات بين إسبانيا وإسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية، حين عارضت إسرائيل انضمام إسبانيا للأمم المتحدة، ولم تقم مدريد علاقات رسمية معها إلا في عام 1986.

وكان سانشيز قد تعهد، في خطاب تنصيبه، العمل في أوروبا وإسبانيا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولم يستبعد إمكانية اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية بشكل فردي.

وتوترت العلاقات بين إسبانيا وإسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية، ومرت بعدة محطات، فقد عارضت إسرائيل انضمام إسبانيا للأمم المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية؛ بسبب علاقة مدريد بألمانيا النازية، ولم تقم مدريد علاقات رسمية مع إسرائيل إلا في عام 1986.

في 2006، عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، ظهر رئيس الوزراء الإسباني آنذاك خوسيه لويس رودريغيز بالكوفية الفلسطينية، وانتقد إفراط حكومة إسرائيل باستعمال القوة ضد اللبنانيين.

وفي 2014 تبنّى البرلمان الإسباني بالإجماع قراراً غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وعارضت إسبانيا عقب اندلاع الحرب في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تعليق الاتحاد الأوروبي المساعدات للفلسطينيين.

وخلال الحرب الحالية قدمت إسبانيا، التي تتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، اقتراحاً بعقد مؤتمر للسلام في غضون (6) أشهر.

عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، ظهر رئيس الوزراء الإسباني بالكوفية الفلسطينية، وانتقد إفراط حكومة إسرائيل باستعمال القوة ضد اللبنانيين.

وطالبت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية إيوني بيلارا الدول الأوروبية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ومعاقبتها بسبب قتل المدنيين.

في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تعهد سانشيز بأن تعمل حكومته للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودعا إلى وضع حد لـ "القتل الأعمى للفلسطينيين" في غزة، وقررت الحكومة الإسبانية زيادة المساعدات التي تمنحها للفلسطينيين إلى (100) مليون يورو أخرى.

وفي تصريح لوزيرة المساواة الإسبانية إيرين مونتيرو اتهمت الولايات المتحدة بـ "التواطؤ مع جرائم الحرب" التي ترتكبها إسرائيل بغزة.

في 25 من الشهر ذاته أعلنت بلدية برشلونة قطع العلاقات مع إسرائيل بشكل كامل حتى وقف إطلاق النار.

يُذكر أنّ الموقف الإسباني يتماهى مع مواقف دول مثل البرتغال وبلجيكا، وينسجم مع نبض الشارع الأوروبي الذي اجتاحته المظاهرات المطالبة بوقف الحرب على غزة.