عيون المحتجين هدف ممنهج لقوات الأمن الإيرانية... تفاصيل

في ممارسات غير إنسانية وغير قانونية تم "تنفيذها بشكل منهجي بهدف سحق الاحتجاجات"، تستهدف قوات الأمن الإيرانية بشكل منهجي عيون المتظاهرين في حملتها الأمنية ضد الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أيلول (سبتمبر)، وفق ما أكدت مجموعة حقوقية الجمعة.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النرويج: إنّ البيانات الأولية تشير إلى أنّ الشابات تعرّضن بدرجة أكبر بكثير لهذا النوع من الإصابات، وأكدت في تقرير للمنظمة نشرته الجمعة 3 شباط (فبراير)، الذي حصلت عليه من (3) مستشفيات بطهران والمراكز العلاجية بكردستان غربي إيران، أنّ (580) شخصاً على الأقل تعرّضوا لإصابات في أعينهم خلال الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام، نقلاً عن موقع إيران إنترناشيونال.

منظمة حقوق الإنسان: (580) شخصاً على الأقل تعرّضوا لإصابات في أعينهم خلال الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام

وجاء في التقرير أنّ أطباء عيون في (3) مستشفيات بطهران، وهي: "مستشفى الفارابي، ومستشفى الرسول الأكرم، ومستشفى لبافي نجاد"، استقبلوا أكثر من (500) مريض أصيبوا في العيون خلال الاحتجاجات.

في المقابل، سألت صحيفة في طهران في وقت سابق هذا الأسبوع قيادياً رفيعاً في الشرطة إن كانت قوات الأمن تستهدف بالفعل عيون المتظاهرين وغيرها من الأعضاء الحساسة، ليرد بالتشديد على حسن سلوك قوات الأمن.

منظمة حقوق الإنسان وثّقت (22) حالة لأشخاص فقدوا النظر في عين واحدة جرّاء نيران قوات الأمن، (9) منهم نساء

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران: إنّ المتظاهرين تعرّضوا لإطلاق نار في الرأس والوجه، ممّا أصاب "كثراً بالعمى، بينهم عدد كبير من الشابات"، وفقاً لما نشرته وكالة "فرانس برس".

كما لفتت إلى أنّ "هذا العمل غير الإنساني وغير القانوني" تم "تنفيذه بشكل منهجي بهدف سحق الاحتجاجات"، وذكرت أنّها وثّقت (22) حالة لأشخاص فقدوا النظر في عين واحدة جرّاء نيران قوات الأمن، (9) منهم نساء.

وكانت أصغر هؤلاء الجرحى سنّاً بونيتا كياني فلاورجاني (6) أعوام من أصفهان، وقد تعرّضت لإطلاق نار تسبب بفقدانها البصر في إحدى عينيها، بينما كانت تقف على شرفة منزل جدها، بحسب المنظمة.

وأصيبت كوثر خوشنودي كيا المنضوية في فريق الرماية الإيراني الوطني بالعمى في إحدى عينيها بعد تظاهرة في كانون الأول (ديسمبر) شهدتها مدينة كرمانشاه.

قوات الأمن الإيرانية تتعمد استهداف الأوجه والأثداء والأعضاء التناسلية للنساء المتظاهرات

يشار إلى أنّ منظمة حقوق الإنسان في إيران أفادت بأنّ قوات الأمن قتلت (488) شخصاً على الأقل خلال الحملة الأمنية ضد الاحتجاجات التي اندلعت في أيلول (سبتمبر) بعد وفاة مهسا أميني (22) عاماً التي أوقفت بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على المرأة في إيران.

وسبق أن أعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن أطباء عيون في مستشفيات الفارابي، والرسول الأكرم، ولبافي نجاد بطهران، وكذلك عن أطباء في محافظة كردستان، غربي البلاد، أعلنت أنّ نحو (580) متظاهراً أصيبوا بجروح خطيرة في العين.

وكشف تقرير لصحيفة "الغارديان"، نشرته في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أنّ قوات الأمن الإيرانية تتعمد استهداف الأوجه والأثداء والأعضاء التناسلية للنساء المتظاهرات في الاحتجاجات التي تعرفها البلاد منذ أسابيع، بحسب مقابلات أجرتها مع مسعفين وأطباء.

وقال عدد من الأطباء والممرضين الذين عالجوا ضحايا المظاهرات: إنّهم سجلوا هذه الممارسة لأول مرة بعد أن لاحظوا أنّ الجروح التي تتعرض لها النساء في الاحتجاجات  تختلف عن إصابات الرجال، والتي غالباً ما تكون على مستوى الأرجل أو الأرداف أو الظهر.