عقبات تمنع تنظيم الإسلام في فرنسا منذ ربع قرن.. ما علاقة الإخوان؟

عقبات تمنع تنظيم الإسلام في فرنسا منذ ربع قرن.. ما علاقة الإخوان؟

عقبات تمنع تنظيم الإسلام في فرنسا منذ ربع قرن.. ما علاقة الإخوان؟


08/02/2025

رغم أنها تحاول، منذ ربع قرن، إعادة تشكيل تمثيل الإسلام بشكل صحيح في البلاد، لكنّ النكسات وخيبات الأمل كانت دائماً من نصيبها، فما إن تعتقد السلطات أنها حققت هدفها حتى تبدأ جهودها بالتراجع.

في بداية عام 2000، أطلق جان بيير شيفينمان، وزير الداخلية آنذاك، أول الحوارات الرسمية التي أدت في عام 2003 إلى ولادة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، تحت رعاية الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.

مع تزايد سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي على المجلس المذكور على مدى 20 عاما رفض الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون الاعتراف به

ومع تزايد سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي على المجلس المذكور على مدى 20 عاماً، رفض الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون الاعتراف به، فاستبدله في فبراير (شباط) عام 2022 بمنتدى  الإسلام في فرنسا (Forif) تحت إشراف وزير الداخلية الأسبق جيرالد دارمانين، الذي كان مسؤولاً عن تنظيم عمل الأديان في فرنسا. وفقا لما رصدته صحيفة "24".

وعلى الرغم من أن من يدير المنتدى ممثلون دينيون أقل انخراطاً في السياسة وأكثر تكنوقراطية من المجلس الإخواني المنحل، إلا أنه لم ينتج بعد أي شيء ملموس عن الهيكل الديني الحديث خلال 3 سنوات من وجوده. ويرى عالم الاجتماع فرانك فريغوسي، الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أن "الرجال والنساء الذين هم في صدد اختراع إسلام الغد، هم أكثر براغماتية بكثير مما يريد أتباع التطرف الديني أو السلفيين أو الإخوان".

تجرأت الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي على كسر أحد المحرمات بشأن حقيقة نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا

وبحسب الصحيفة، هناك 3 مجتمعات متنافسة تهيمن على المشهد الإسلامي الفرنسي "الجزائريون، والمغاربة، والأتراك". وبحسب مسؤول كبير في الجالية المسلمة، يعتقد الجزائريون أنهم الممثلون التاريخيون للإسلام في فرنسا. والمفارقة أن إنشاء منتدى "فوريف"، الذي كان له هدف معلن هو الحدّ من التأثيرات الأجنبية، لم يتمكن من منع السياسيين من استغلال هذه التنافسات التاريخية.

ومنذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عملت وزارة الداخلية، المسؤولة عن الأديان، على دفع الجاليات الإسلامية المختلفة الموجودة في فرنسا إلى تنظيم أنفسها، لكن التنافس الداخلي والخارجي أدى إلى متاهة أضعفت الهياكل الإسلامية كافة.

وحاول المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي تتجاهله الدولة الآن بسبب تبعيته للإخوان، ويمثّل نحو نصف مساجد فرنسا، إصلاح نفسه، لكن السلطات الرسمية ترفض الحوار معه.

وثقت أجهزة الأمن الفرنسي وقوع حوالي 50 هجوماً إسلامياً قاتلاً مما ولّد مآسي تركت بصمتها على البلاد

إلى ذلك، تعرّض السياق المجتمعي لتنظيم الإسلام في فرنسا لاضطرابات عميقة بسبب سلسلة من الهجمات، التي غالباً ما ارتكبت باسم الإسلام، مما أدى إلى تصلب الرأي العام الفرنسي تجاه الدين. وقد وثقت أجهزة الأمن الفرنسي وقوع حوالي 50 هجوماً إسلامياً قاتلاً، مما ولّد مآسي تركت بصمتها على البلاد.

هذا واستهدف كتاب عالمة الاجتماع الفرنسية البلجيكية فلورنس بيرغود بلاكلر، "الإخوان وشبكاتهم" في عام 2023 فكر التنظيم الإرهابي بشكل معمق.

وهو عمل قدمه عالم السياسة والمتخصص في الإسلام الراديكالي جيل كيبيل. وقد تجرأت الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، بحسب الصحيفة، على كسر أحد المحرمات بشأن حقيقة نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا من خلال اتحاد المنظمات الإسلامية، الذي أعيدت تسميته إلى "مسلمي فرنسا"، حيث كان مستهدفاً بشكل خاص في هذا السياق، وهو ما عرّض الباحثة لموجة من التهديدات بالقتل.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية