عزلة سياسية وتراجع شعبي.. مؤتمر العدالة والتنمية يكشف عمق أزمة إخوان المغرب

عزلة سياسية وتراجع شعبي.. مؤتمر العدالة والتنمية يكشف عمق أزمة إخوان المغرب

عزلة سياسية وتراجع شعبي.. مؤتمر العدالة والتنمية يكشف عمق أزمة إخوان المغرب


20/04/2025

أقر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإخواني بالمغرب، أن 20 ألف منخرط غادروا الحزب من أصل 40 ألفا دون تقديم الأسباب الحقيقية لتفسير حقيقة ما جرى، إذ اكتفى بالقول إن هذا الأمر لا يضايقه في شيء.

 وأوضح بنكيران في ندوة صحفية لحزبه، الأربعاء بالرباط، أنه لن توجه الدعوة لأعضاء للمشاركة في المؤتمر التاسع، المنتظر عقده ببوزنيقة يومي 26 و27 نيسان / أبريل الجاري، وذلك بسبب عدم التزامهم بأداء ما عليهم من واجبات الانخراط المالي، وذلك وفقا لما أوردته جريدة "الصباح" المغربية في عددها ليوم الجمعة 18 نيسان / أبريل 2025.

ووفقا لمقال الجريدة، فقد اشتكى الأمين العام لحزب "المصباح" غياب التمويل، مضيفا أن الميزانية التقديرية لتنظيم المؤتمر التاسع تقدر بحوالي 300 مليون، وأن الحزب عول على وزارة الداخلية للحصول على حوالي نصف المبلغ، المخصص لتنظيم المؤتمر، وهو 130 مليونا، ولذلك راسل وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، لكنه لم يتلق أي جواب منه، واضطر إلى جمع التبرعات التي لم تتجاوز 30 مليونا، وهو مبلغ اعتبره غير كاف، لذلك جدد نداءه إلى جميع المنخرطين قصد المساهمة المالية بقيمة ألف درهم لمن يفوق دخله الشهري10 آلاف درهم، و500 درهم لمن يتجاوز دخله 5 آلاف درهم، مع التقدم بملتمس إلى المتعاطفين مع حزبه لتقديم المساعدة.

المراقبين يشيرون إلى أنّ إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران لا تعني بالضرورة الإجابة عن كل الإشكاليات التي تواجه الحزب

كما رفض بنكيران، حسب خبر الجريدة، الرد على الانتقادات اللاذعة للقيادي مصطفى الرميد، وفضل عدم عـقد مصالحة معه، ومع باقي القادة، وبينهم وزراء حكومة سعد الدين العثماني، الذين اضطر بعضهم إلى تقديم استقالاتهم للإفلات من التهجمات القاسية لزعيم الحزب، التي اعتبروها تمس بكرامتهم، وإهانة لا تقبل"، وبذلك سيقاطع أغلبهم المؤتمر، إلا من بعض الاستثناءات التي شاركت في اللجنة التحضيرية، وناقشت أوراق المؤتمر.

وبحسب الجريدة، فقد انتقد متتبعون خرق العدالة والتنمية عرفا ديمقراطيا تم ترسيخه على مدى عقود، بتوجيه الدعوات إلى كافة الطيف الحزبي والنقابي والجمعوي، لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمرات، بغض النظر عن الخلافات السياسية، إذ كشف إدريس الأزمي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، استثناء عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار بمبرر أنه غير معقول أن يهاجمه الحزب في عدد من القضايا السياسية ويستدعيه للمؤتمر، وإدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، لوجود خلافات معه.

ويأتي هذا المؤتمر في سياق محاولة الحزب الخروج من أزمة داخلية حادة، لكنّ المراقبين يشيرون إلى أنّ إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران لا تعني بالضرورة الإجابة عن كل الإشكاليات التي تواجه الحزب، خاصة ما يتعلق بالخط السياسي للمرحلة المقبلة، في ظل موازين قوى تميل بقوة لصالح السلطة القائمة وحلفائها، وفي سياق إقليمي ودولي مناوئ للإخوان المسلمين.

يُذكر أنّ أوساط الحزب تشهد خلافات كبيرة بين عدد من أعضاء الصف الأول في الحزب وبين القيادة الحالية، على خلفية مطالبتهم بتجديد القيادة، واستبعاد الأمين العام عبد الإله بنكيران الحالي في قيادة حزب العدالة والتنمية الإخواني.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية