طهران تلجأ إلى الحشد المضاد لقمع ثورة الجياع... هل يخرج الوضع عن السيطرة؟

طهران تلجأ إلى الحشد المضاد لقمع ثورة الجياع... هل يخرج الوضع عن السيطرة؟


22/05/2022

بعد أسابيع من التظاهرات الشعبية احتجاجاً على السياسات الاقتصادية الإفقارية والأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع أسعار السلع ولا سيّما الطحين، لجأ نظام الملالي الإيراني إلى الحشد المضاد، وسط تقارير عن أنّ الاحتجاجات الشعبية آخذة في التمدد إلى مدن إيرانية أخرى، فقد حشدت طهران آلافاً من أنصار المؤسسة الدينية، من بينهم (50) ألفاً من أفراد الحرس الثوري وميليشيا الباسيج.

ونقلت إذاعة "مونت كارلو" الدولية عن وسائل إعلام إيرانية قولها: إنّ آلافاً من أنصار المؤسسة الدينية، من بينهم (50) ألفاً من أفراد الحرس الثوري وميليشيا الباسيج، احتشدوا أول من أمس بعد أن اتخذت احتجاجات على ارتفاع أسعار المواد الغذائية منحى سياسياً.

لجأ نظام الملالي الإيراني إلى الحشد المضاد وسط تقارير عن أنّ الاحتجاجات الشعبية آخذة في التمدد إلى مدن إيرانية أخرى

وقال قائد الحرس الثوري حسين سلامي، في تصريحات بثها التلفزيون خلال المسيرة التي نُظمت خارج العاصمة طهران في ذكرى حرب إيران ضد العراق في الثمانينيات: "يعتقد الأعداء خطأ أنّ الشعب الإيراني سيستجيب للشائعات التي ينشرونها والأكاذيب التي يقولونها".

وتلجأ السلطات الإيرانية عادة إلى نظرية المؤامرة لتبرير إخفاقها في تلبية أدنى احتياجات شعبها لتركيزها على أهداف خارج حدودها بدلاً من التركيز على الأوضاع الداخلية وإصلاحها، فقد اتهمت "أعداء أجانب" بالوقوف خلف الاحتجاجات الأخيرة.

وقد تظاهر الإيرانيون في الشوارع الأسبوع الماضي بعد أن تسبب خفض دعم الغذاء في ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 300% لبعض المواد الغذائية الأساسية التي تعتمد على الدقيق. وسرعان ما اكتسبت الاحتجاجات منحى سياسياً مع مطالبة الحشود بوضع نهاية للجمهورية الإسلامية في تكرار للاضطرابات التي وقعت عام 2019، وانطلقت شرارتها بسبب ارتفاع أسعار الوقود، رافعين شعارات "الموت لرئيسي"، "ارحل رئيسي"، فضلاً عن توجيه السباب لخامنئي.

تلجأ السلطات الإيرانية عادة إلى نظرية المؤامرة لتبرير إخفاقها، فقد اتهمت "أعداء أجانب" بالوقوف خلف الاحتجاجات الأخيرة

واعترفت الحكومة الأسبوع الماضي بخروج احتجاجات، لكنّها وصفتها بأنّها تجمعات صغيرة، قبل أنّ تعتقل السلطات عشرات المتظاهرين واصفة إيّاهم بـ"المشاغبين والمحرضين". وقالت جماعة حقوقية بارزة يوم الجمعة: إنّ السلطات اعتقلت أيضاً عدداً من النشطاء النقابيين والحقوقيين، واتهمتهم بالاتصال بأجانب.

وقالت تارا سبهري فار، الباحثة الإيرانية البارزة في هيومن رايتس ووتش في بيان: إنّ "اعتقال أعضاء بارزين في المجتمع المدني في إيران بتهم لا أساس لها بالتدخل الأجنبي الخبيث هو محاولة يائسة أخرى لإسكات الدعم للحركات الاجتماعية الشعبية المتنامية في البلاد".

ونظم معلمون وسائقون مؤخراً احتجاجات في جميع أنحاء إيران للمطالبة برفع الرواتب وتحسين ظروف العمل، وتم اعتقال العشرات. ويقول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بإيران إنّ خدمات الإنترنت معطلة منذ الأسبوع الماضي، وهو ما يُنظر إليه على أنّه محاولة من قبل السلطات لوقف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم التجمعات ونشر مقاطع مصورة، ونفى المسؤولون الإيرانيون حدوث أيّ انقطاع في الإنترنت.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية