طالبان تخنق الإعلام في أفغانستان... ما الجديد؟

طالبان تخنق الإعلام في أفغانستان... ما الجديد؟


02/10/2021

 اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الجمعة حركة طالبان بفرض المزيد من القيود على وسائل الإعلام وحرية التعبير في أفغانستان، كاشفة عن مضمون لوائح تتضمن أحكاماً وقوانين وزعتها الحركة على الصحفيين.

وتمنح ممارسة الحركة نحو الإعلام مؤشراً جديداً على إخفاق طالبان في تقديم صورة مغايرة لفترة حكمها الأولى من 1996 إلى 2001، رغم ادعاءاتها بالتغيير.

وفي أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي وزعت وزارة الإعلام والثقافة التابعة لطالبان لوائح وسائل الإعلام التي كانت أحكامها فضفاضة وغامضة، بحيث تحظر فعلياً أي تغطية انتقادية لطالبان، بحسب ما أورده موقع الحرة.

قالت محررة في هيئة إعلامية تديرها نساء: إنه بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة استمروا في النشر، لكنهم توقفوا بعد الإعلان عن اللوائح الجديدة

وقالت باتريشيا جوسمان المديرة المساعدة لقسم آسيا في المنظمة: إنه على الرغم من وعود طالبان بالسماح لوسائل الإعلام التي "تحترم القيم الإسلامية" بالعمل، فإنّ القواعد الجديدة تخنق حرية الإعلام في البلاد".

وأضافت: "أنظمة طالبان صارمة لدرجة أنّ الصحفيين يمارسون الرقابة الذاتية، ويخشون أن ينتهي بهم الأمر في السجن".

وتنص نسخة من اللوائح، التي اطلعت عليها المنظمة، على أنه يحظر على وسائل الإعلام طباعة أو بث التقارير التي "تتعارض مع الإسلام"، أو "تهين الشخصيات الوطنية"، أو "تشوه محتوى الأخبار". 

ويطلب من الصحفيين "التأكد من أنّ تقاريرهم متوازنة"، وعدم الإبلاغ عن "الأمور التي لم يؤكدها المسؤولون"، أو القضايا التي "يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على موقف الجمهور".

ويتعين على وسائل الإعلام "إعداد تقارير مفصلة" مع الهيئة التنظيمية الحكومية الجديدة قبل نشرها، بحسب اللوائح.

 وقال صحفي في كابول، بحسب المصدر ذاته، وقد طلب عدم الكشف عن هويته في حديث للمنظمة: إنّ اللوائح "مقلقة للغاية" لأنها "ستقيد معظم أنشطة وسائل الإعلام، حتى أنّ أولئك الذين ما زالوا يعملون لم يعودوا ينشرون أي شيء نقدي".

 وأضاف: "هذه اللوائح تعني الرقابة المباشرة على أي انتقاد يكتب أو ينشر"، معتبراً أنّ الحظر المفروض على "إهانة الشخصيات الوطنية" عام ويحتمل تفسيرات عدة، ما يمكن اتخاذه ذريعة للحد من أي تقارير عن انتهاكات طالبان أو فسادها.

 بدورها، قالت محررة في هيئة إعلامية تديرها نساء: إنه بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة، استمروا في النشر على الإنترنت، لكنهم توقفوا بعد الإعلان عن اللوائح الجديدة.

 وتابعت: "لقد فقدنا مساحة الإعلام الحر مع سيطرة طالبان على البلاد، لم يعد لدينا إعلام حر في أفغانستان بعد الآن".

 وقال أحمد قريشي مدير مركز الصحفيين الأفغان، في حديث سابق لصحيفة "نيويورك تايمز": إنّ أكثر من نصف المؤسسات الإعلامية الأفغانية أوقفت عملياتها بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والمشاكل المالية. 

 وبعد سيطرة طالبان على كابل في منتصف آب (أغسطس) فرّ المئات العاملين في مجال الإعلام، بما في ذلك عشرات الصحفيين، من البلاد، وفقاً لإحصاءات الصحيفة الأمريكية. 

 وعلى مدار الأعوام الماضية، موّلت الولايات المتحدة شبكات التلفزيون والصحف والمحطات الإذاعية، ممّا ساعدها على الوصول إلى ملايين الأفغان في جميع أنحاء البلاد. 

 وتباهت وسائل الإعلام الأفغانية بمئات المنافذ العاملة في البلاد، في تموز (يوليو) قال وزير الإعلام والثقافة السابق في الحكومة قاسم فايزادة: إنّ 248 شبكة تلفزيونية و438 محطة إذاعية و1669 منفذاً مطبوعاً و119 وكالة أنباء نشطة في جميع أنحاء أفغانستان.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية