صراعات وانقسامات في جماعة الإخوان بلبنان... تفاصيل

صراعات وانقسامات في جماعة الإخوان بلبنان... تفاصيل

صراعات وانقسامات في جماعة الإخوان بلبنان... تفاصيل


08/05/2025

ضربت خلافات حادة صفوف الجماعة الإسلامية، الفرع اللبناني لتنظيم الإخوان، خلال الفترة الأخيرة، لا سيّما في ظل الضغوط التي تواجهها بسبب ارتباطاتها العابرة للحدود، ورغبة الدولة اللبنانية في إعادة إحكام السيطرة على كامل البلاد، وعدم السماح للجناح المسلح للجماعة أو لغيره بالعمل على الأراضي اللبنانية.

ووفق ما نقلت (العين الإخبارية) تثير مسألة الجناح المسلح للجماعة الإسلامية اللبنانية، المعروف بـ"قوات الفجر"، أزمة تنظيمية كبرى في الوقت الحالي، في ظل وجود تيار يمثله القادة التاريخيون للجماعة يميل إلى حله، وإبعاد القيادة الحالية، وعلى رأسها محمد طقوش، أمين عام الجماعة الإسلامية، عن مقاليد الأمور فيها.

وتصاعدت حدة الصراع داخل الجماعة على خلفية الكشف عن خلية الصواريخ والمسيّرات في الأردن، والتي صدرت على إثرها قرارات بحظر أنشطة الجماعة في المملكة الأردنية، وتسريع عمل اللجنة المكلفة بتفكيك أنشطتها.

ويرى القادة التاريخيون للجماعة، وعلى رأسهم عزام الأيوبي، أنّ صعود محمد سهيل طقوش لمنصب الأمين العام للجماعة في لبنان جاء بدعم من حركة حماس الفلسطينية، وتحديدًا مجموعة المجلس العسكري ورئيس المكتب السياسي في غزة سابقًا، يحيى السنوار، وأنّه آن الأوان لرحيل طقوش ومجموعته العسكرية والأمنية، بعدما رحل السنوار، الذي قُتل في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

وعلى الرغم من أنّ الأمين العام للجماعة الإسلامية محمد طقوش لم يُكمل فترته كأمين عام للجماعة، إذ انتُخب في 2022 خلفًا للأمين العام السابق عزام الأيوبي، إلا أنّ القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية يسعون للإطاحة به، لأسباب من ضمنها أنّ اختياره بالأساس جاء على خلاف رغبتهم؛ فهو ليس من التيار التقليدي الذي سيطر على الجماعة أو من الجيل المؤسس، بل ينتمي للجيل الرابع داخل "إخوان لبنان" القريب من المحور الإيراني.

حدة الصراع تصاعدت داخل الجماعة على خلفية الكشف عن خلية الصواريخ والمسيّرات في الأردن، والتي صدرت على إثرها قرارات بحظر أنشطة الجماعة.

وخلال الفترة الأخيرة بدأ النائب عماد الحوت، عضو البرلمان اللبناني عن الجماعة الإسلامية، في العمل من أجل السيطرة على  الإخوان في لبنان، بدعم من الأيوبي، عضو التنظيم العالمي الدولي للإخوان، والأمين العام السابق.

ووفق معلومات من مصادر مطلعة، فإنّ التحرك الأخير لعماد الحوت يأتي بعدما أقنع الأيوبي التنظيم الدولي للإخوان بدعم تحركاته من أجل إعادة السيطرة على الجماعة الإسلامية، ويُجرى العمل والتنسيق بين الشخصين وتيارهما في إخوان لبنان منذ عدة أشهر، بعدما فشلت محاولات سابقة للإطاحة بطقوش.

وفي السياق نفسه، التقى الأيوبي، خلال جولاته الخارجية لحشد الدعم من أجل انتزاع قيادة الجماعة، بعدد من القيادات المنتمية لجماعة الإخوان، من بينهم مسؤولون في أفرع الجماعة في كلٍّ من الأردن وسوريا، والتقى كذلك بمسؤولين في دولة إقليمية وازنة، بدعوى ترتيب تحركات الجماعة الإسلامية في مختلف الملفات.

واقترح عزام الأيوبي ومجموعته أن يتولى النائب في البرلمان اللبناني إدارة شؤون الجماعة من الداخل، في حين يبقى محمد طقوش مجرد واجهة باعتباره الأمين العام المنتخب للجماعة الإسلامية حتى نهاية ولايته في عام 2026، بحسب المصادر.

وجاء هذا الاقتراح للخروج من الخلاف حول مقترح عزل محمد طقوش، وإجراء انتخابات تنظيمية مبكرة، وهو اقتراح قدّمه أحمد العمري، القيادي البارز بالجماعة، الذي خسر في انتخابات الأمانة العامة لصالح محمد طقوش في 2022، وإيهاب نافع رئيس المكتب السياسي للجماعة.

ويجري في الوقت الراهن تهميش دور محمد طقوش، وبدأت مجموعة المكتب السياسي، بتنسيق مع الحوت والأيوبي، في الإشراف على العمل التنظيمي، وترتيب اللقاءات مع مسؤولي الحكومة اللبنانية، كما بدأت بعض الدوائر المقربة من القيادات التاريخية الحديث عن حل الجناح العسكري للجماعة "قوات الفجر"، وهو الأمر الذي ما يزال يحظى بمقاومة من مجموعة طقوش.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية