شعارات "الإخوان" في رئاسيات تونس.. تزوير للتاريخ وتلاعب بالرأي العام

شعارات "الإخوان" في رئاسيات تونس.. تزوير للتاريخ وتلاعب بالرأي العام


11/09/2019

محسن أمين

يرى مراقبون لسياق العملية الانتخابية للرئاسة التونسية أن الدعاية التي يعتمدها مرشح حركة النهضة الإخوانية تحمل في طياتها كل عناوين الازدواجية الخطابية مخفية مضامين الحلم الإخواني لتدمير المجتمع.

ويحاول الإخوان في تونس التواري وراء شعارات حداثية يعتقد أنها جزء من المناورة لاستمالة الشعب التونسي في ظرف انتخابي.

عبدالفتاح مورو هو مؤسس الإخوان في تونس رفقة راشد الغنوشي في بداية السبعينيات يقول ضمن حملته الرئاسية "تونس تشبهني"، وهو عنوان انتخابي اعتبره معارضوه دلالة حية لمنهجية "النفاق السياسي" للجماعات الإسلامية التي تحكم تونس منذ سنة 2011.

وعارض الإخوان في تونس الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي حكم تونس من سنة 1957 حتى 1987 لكونه حداثيا ويؤمن بتحرير المرأة والحريات الفردية.

يؤكد فاضل الشابي الناشط السياسي والخبير المختص في خطاب الجماعات الإسلامية في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن شعار "تونس تشبهني" هو عبارة عن هروب من جرائم الإخوان التاريخية ونكران لانتمائهم التاريخي إلى الحاضنة الإسلامية السياسية التي حاولت تكفير خصومها.

ويواجه عبدالفتاح مورو إدانة جماعية من قبل الرأي العام التونسي منذ سنة 2013 لاستقباله الإرهابي وجدي غنيم على حفل عشاء بمقر حركة النهضة الإخوانية.

ورغم تنكر مورو لهذا التقارب فإن كلمته لوجدي غنيم عن ضرورة أخونة الأطفال التونسيين بقيت عالقة في الأذهان.

شعارات المرحلة الانتخابية
توزعت الحملات الانتخابية بين مختلف المترشحين على أكثر من عنوان انتخابي ففي الوقت الذي اختار فيه زعيم اليسار حمة الهمامي نفسه "رئيسا لكل التونسيين" ، ركز بعض المرشحين على ضرورة قوة الدولة مثل المرشح محمد عبو عن حزب التيار الديمقراطي الذي اختار شعار "تونس أقوى وعادلة" والشاهد "تونس ستكون أقوى" .

واختار مهدي جمعة شعارا عاما عنوانه "مستقبل تونس" والصافي سعيد "نحن هنا".

واختارت عبير موسى شعار حملتها بعنوان "ديمقراطية مسؤولة وحريات مضمونة" فيما اختار نبيل القروي الموقوف في السجن التونسي شعارا لحملته الانتخابية بعنوان "نبيل في قلب تونس".

هي شعارات يرى فيها سامي بن مالك أستاذ الإعلام في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن مضامين الشعارات لا تعبر عن انتظارات التونسيين وهي فقط شعارات دعائية فاقدة للمضامين الاتصالية المؤثرة.

وأوضح أن الشعارات الأساسية للرئاسة التونسية كانت تتطلب إشارات لدور الرئيس ضمن صلاحياته المركزية المتعلقة بالعلاقات الخارجية، منتقدا شعار المرشح الرئاسي منصف المرزوقي الذي مفاده "المستقبل يجمعنا".

وقال إن هذا الشعار الذي يحمل دلالات نحو المستقبل ولا يمكن أن يكون منطوقا سياسيا لرجل حكم تونس وفشل في إدارتها منذ سنة 2011 إلى 2014 وذلك من خلال انتشار الإرهاب والجماعات المسلحة في جبال الشعانبي غرب البلاد.

كلفة الدعاية
يقول منذر علايمية خبير في البلدية المركزية في تونس في تصريحات لـ"العين الإخبارية " إن كلفة جميع الإعلانات الانتخابية في مداخل ومخارج تونس الكبرى "العاصمة" تونس قرابة 21 مليون دينار (7 ملايين دولار) في مساحة جغرافية تتضمن 4 محافظات فقط.

وتوقع أن حجم إنفاق المترشحين للرئاسية يتجاوز 50 مليون دولار لكل حزب في مستوى الإعلانات الانتخابية فقط على 24 محافظة تونسية، وهو رقم "ضخم".

وأمام حجم الإنفاق المرتفع للحملات الانتخابية يرى عبدالدائم القطاري رئيس جمعية "أفكار تونسية" المختصة في مكافحة الفساد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هناك أحزابا تحوم حولها شكوك بتمويلات مشبوهة وشبهات تبييض الأموال عبر الجمعيات الإرهابية.

وتتجه مباشرة الاتهامات إلى حركة النهضة وأذرعها السياسية حسب القطاري، مؤكدا أن المال السياسي المتدفق على الإخوان هو مال فاسد تديره غرف إرهابية تتوزع بين قطر وتركيا.

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية