سياسيون يتساءلون: لماذا يهدّد الإيرانيون الأردن ودول الخليج؟

إيران

سياسيون يتساءلون: لماذا يهدّد الإيرانيون الأردن ودول الخليج؟


12/01/2020

اتسمت ردود معلقين وكتّاب أردنيين بالغرابة والاستهجان والسخرية والرفض لتصريحات قائد في الحرس الثوري الإيراني، كان دعا، في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بغارة أمريكية بمطار بغداد، إلى أنّ "على دول الخليج والأردن وأفغانستان أن تُخرج القوات الأمريكية من أراضيها، وننصح الأمريكيين بالخروج من المنطقة طوعا". وأضاف: "نقول للدول العربية والخليجية إنّ أمريكا لن تتدخل لأجلكم".

ماهر أبو طير: التصريحات الإيرانية توحي بأننا أمام حرب عالمية رابعة من شدة التهديدات التي لن تتحول إلى واقع

واعتبر قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، علي حاجي زادة، الخميس الماضي، أنّ اغتيال سليماني، يعد أحد أكبر الأخطاء التاريخية والإستراتيجية الأمريكية، مشيراً إلى أنّنا "كنا نتوقع رداً أمريكياً وكنا مستعدين لمواجهة شاملة، بحيث ستكون ضرباتنا أقوى وضمن منطقة جغرافية أوسع، لكن ضبط النفس الأمريكي حال دون الحرب".
وقال حاجي زادة إنّ "القوات الجوية الإيرانية أطلقت 13 صاروخاً باتجاه قواعد أمريكية في العراق، وكنّا مستعدين لإطلاق مئات الصواريخ الأخرى".
وأضاف: "كنا نتوقع رداً أمريكياً يجعل المواجهة تستمر ما بين 3 أيام إلى أسبوع".
وتابع: "ثمن دماء سليماني لا يؤخذ بضرب قواعد أمريكية، أو إسقاط طائرات استطلاع، أو حتى قتل ترامب. ثمن دماء سليماني هو إخراج القوات الأمريكية من المنطقة".

اقرأ أيضاً: الإيرانيون ينتفضون من جديد
وأكد حاجي زادة أنّ "قوى المقاومة ستسعى لطرد القوات الأمريكية من المنطقة"، داعياً "دول المنطقة إلى السير على نهج البرلمان العراقي، وإلا فإنّ قوات المقاومة ستخرج الأمريكيين بالقوة".

المعايطة يسخر من تصريحات الحرس الثوري

وسخر وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، من تصريحات القائد في الحرس الثوري الإيراني، وقال "بعد أن أنهت إيران واتباعها الثأر من الأمريكان لمقتل سليماني بمجموعة صواريخ لم تقتل أمريكياً واحداً، خرج علينا أحد قادة الحرس الثوري الإيراني بتصريحات يطلب فيها من دول الخليج والأردن ودول أخرى، إخراج القوات الأمريكية من أراضيها طوعاً". واعتبر المعايطة ذلك "صيغة تهديد إيرانية تحاول تقديم إيران بلداً منتصراً يحكم الإقليم، أو يحاول استدراك خيبة الأمل لدى أتباع إيران من انتقامها من أمريكا، بعدما أوسعت العالم تهديداً لترامب ودولته".

سميح المعايطة: إيران تنسى أنّ اتباعها من القوى السياسية العراقية هم الذين تحالفوا مع أمريكا ضد العراق وساهموا باحتلاله

وأضاف المعايطة في مقال نشره موقع "عمون" الإخباري، تحت عنوان "تعليمات الحرس الثوري للأردن!!": "ربما غاب عن إيران أن توجه الأوامر لحليفها النظام السوري بأن يقوم بإخراج القوات الأمريكية من سوريا، حيث القواعد العسكرية الأمريكية في مناطق إستراتيجية سورية ليست بعيدة عن قوات إيران وأتباعها في سوريا، إضافة إلى أنّ أمريكا في سوريا موجودة رغماً عن الدولة السورية، وليست وفق اتفاقات معها، كما هو الحال في دول أخرى".
وأوضح المعايطة أنّ إيران تنسى أنّ اتباعها من القوى السياسية العراقية "هم الذين تحالفوا مع أمريكا ضد العراق وساهموا باحتلال العراق، وكانوا هم رجال الأمريكان الذين سلمتهم العراق، بعد أن دمرت الدولة العربية العراقية، وأنّ رجال إيران من القوى العراقية هم رجال أمريكا، وأنّ الوجود الأمريكي في العراق منذ عام ٢٠٠٣ وحتى اليوم بموافقة واتفاق بين أتباع إيران وأمريكا".
المعايطة أكد ساخراً: "وصلت تعليمات الحرس الثوري.. أما تهديد أمن الدول وإعلان غير مباشر باستهداف هذه الدول فهو أمر له حسابات أخرى".

أنظمة صوتية تهدد بحرق العالم!

وتحت عنوان "لماذا يهدد الإيرانيون الأردن؟!" علق المحلل السياسي ماهر أبو طير في صحيفة "الغد" الأردنية، بقدر عال من السخرية، على التصريحات الإيرانية التي تتضمن "تهديدات ضمنية". وقال "اللافت في طريقة الإيرانيين بالتعبير عن رد فعلهم، نسخ ذات الطريقة العربية التي سمعناها من أنظمة صوتية في فترات مختلفة، من حيث التهديد بحرق العالم. والذي يقرأ التصريحات الإيرانية، يظن أننا أمام حرب عالمية رابعة، من شدة التهديدات التي لن تتحول إلى واقع بطبيعة الحال، فإيران ذاتها لا تريد حرباً لاعتبارات كثيرة، ولا تحتملها حالياً".

بسام العموش: مقتل سليماني ينطوي على رسالة مفادها وقف التدخل الإيراني في الدول العربية، وتمكين الشعوب من العيش باستقلالية

وفي سياق متصل بـ"الأنظمة الصوتية"، أعلن مستشار خامنئي للشؤون الدولية علي ولايتي أنّ "على أمريكا مغادرة المنطقة، وما لم تفعل، فإنّ عليها التعامل مع فيتنام جديدة، وسنجعل ترامب يندم على اغتيال سليماني".
ومع إقراره بأنّ مركز القرار في طهران، ليس مستعداً للحرب، فإنّ أبو طير يضع سيناريوهات بشكل متدرج لأي رد إيراني، خصوصاً أنّ "طهران لديها امتداد في سورية والعراق ولبنان، ولديها شبكات أمنية في أفغانستان وباكستان، وفي دول أفريقية، كما أنّ لديها تنظيمات عسكرية شيعية في هذه الدول، وتدير تنظيمات عسكرية سنية، عبر اختراقات محددة، وهذا يعني أنّ تنفيذ عملية عسكرية ضد المصالح الأمريكية، أمر وارد جداً، لكن لن تكون كلفته على إيران، بل عبر وكيل، إما تنظيم عسكري شيعي في العراق، وهذا أمر منخفض الاحتمال، وإما عبر تنظيم عسكري سني مثل القاعدة، وفي جهة غير متوقعة، ضد أي مصلحة أمريكية، بحيث تكون الخسائر مروعة، ولا يحمل الإيرانيون هذه الكلفة، كونهم لا يريدون فاتورة جديدة".

سياسة إيران لا تجمع المسلمين

ويعتقد سياسيون أردنيون أنّ إيران تتدخل في شؤون الدول العربية وتعبث بمصالحها وقتلت الآلاف، فضلاً عن أنّ سياستها تبتعد عن جمع المسلمين، بحسب الوزير والسفير الأردني السابق في طهران، بسام العموش، الذي أكد أنّ مقتل سليماني ينطوي على رسالة مفادها وقف التدخل الإيراني في الدول العربية، وتمكين شعوب المنطقة من العيش باستقلالية، وأن تعود إيران إلى أراضيها. وقال العموش في تصريحات لموقع "عمون" إنّ سليماني كان يمثل تمدّد إيران خارج حدودها، وأنّه كان ينفذ تعليمات المرشد بطريقة طائفية، وتسبب في قتل الكثيرين، وخاصة في سوريا".

اقرأ أيضاً: أكراد إيران.. صرخات الجرح التاريخي المنسي
ولا تتوقف تهديدات إيران لدول المنطقة حتى عندما كان قاسم سليماني طليقاً، فقد أعلن رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان، أواخر أيار (مايو) 2018 أنّ بلاده تعلم ما يجري في القواعد العسكرية في الأردن والإمارات والسعودية.
ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" عن بوردستان تأكيده أنّ لدى بلاده "إشرافاً استخباراتياً على القواعد العسكرية في الأردن والإمارات والسعودية".

اقرأ أيضاً: أزمة خامنئي تبدأ الآن: كيف تعاد هيكلة السلطة في إيران؟
وأكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالجيش الإيراني أنّ قوات بلاده المسلحة "تشرف اليوم على جميع تحركات الأعداء وتمتلك القدرة الاستخباراتية الجيدة".
واستطرد في هذا السياق قائلاً: "نحن نعرف ما الذي يجري في القواعد العسكرية في الأردن والإمارات والسعودية وعدد سفن العدو في الخليج.. وتصرفات الأعداء أيضاً"، وفق الوكالة .

قاعدة "تجرع السم" الخمينية

ولا يسهل، كما قال الوزير والسفير الأردني السابق محمد داودية، "التكهن بردود فعل نظام الباطنية والتقية، الذي يعرف أنّ العالم كله في حالة انتظار رد فعله، الذي أعتقد أنه لن يكون وفق قانون نيوتن الثالث للحركة: (لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة مضادٌ له في الاتجاه)". وأوضح أنّ "قوة النيران الأمريكية الهائلة المكشوفة والسرية، لا تقارن على الإطلاق بقوة إيران التي هي قوة في مستوى وحدود الإقليم لا أكثر".

محمد داودية: إيران تضعضعت أمام ضربات الجيش العراقي العظيم، وأوشكت على الانهيار، ولا أظنها ستدخل حرباً خاسرة جديدة

وتابع داودية في مقاله المنشور في صحيفة "الدستور الأردنية": "مع الأخذ بعين الاعتبار الكرامة الإيرانية المهدورة، ومكانة قاسم سليماني، الذي تمت أسطرته في صفوف الإيرانيين وأحبابهم العرب، والضجيج والتأجيج والوعيد والتنديد، الذي تجيده البروباغندا الإيرانية وأعوانها الذين تعيلهم، فالأرجح هو انطباق قاعدة (تجرّع السم) الخمينية التي أنهت الحرب العراقية الإيرانية في 1988".
وشدد داودية على أنّ إيران "تضعضعت أمام ضربات الجيش العراقي العظيم، وأوشكت على الانهيار، ولا أظنها ستدخل حرباً خاسرة جديدة مع العملاق الأمريكي. فزمام المبادرة الإستراتيجي هو كلياً بيد أمريكا، هذا ما تعرفه إيران معرفة يقينية، وتعرف تكاليف تجاهله الكارثية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية