ستيفن هوكينغ يحذر من احتمال ظهور "السوبرمان"

ستيفن هوكينغ يحذر من احتمال ظهور "السوبرمان"


06/12/2018

لويزا بوليدو

ذكر تيموثي ولوسي هوكينغ، ابنا عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ، كم كان والدهما سيشعر بالسعادة لو كان قد شهد تدشين كتابه الأخير «أجوبة موجزة لأسئلة كبيرة» في متحف العلوم في لندن. لقد كان حفل التدشين، بعد غياب مؤلفه، حدثاً محملاً بالمشاعر الفياضة عند جميع أفراد أسرته وأصدقائه ومؤيديه وأكاديميين كانوا مقربين جداً من ذلك العالم.

يتكون الكتاب من مجموعة من المقالات التي يزيد عدد كلماتها على مليون كلمة، قام بجمعها ومراجعتها أفراد أسرته وزملاؤه. ويوضح هوكينغ، الذي اشتهر بنظرياته عن الثقوب السوداء، في تلك المقالات الأخيرة قلقه البالغ بشأن الإنسانية، والتغير المناخي، والهندسة الوراثية، لكنه يتبنى في الوقت نظرة إيجابية للمستقبل رغم اعترافه في الكتاب بقوله: «من الصعب علي أن أكون إيجابياً».

إنه يتحدث في هذا الكتاب عن كل شيء تقريباً، ويوضح فيه كيف يتصل العلم حتى بأصغر الأشياء في عالمنا، بالإضافة إلى موضوعه الأثير السفر عبر الزمن، وهو من أكثر الأمور التي كان مهووساً بها، وكذا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر أن يتم في مارس (آذار) 2019، وفي هذا السياق، يحذر هوكينغ في كتابه قائلا: «نحن نواجه أيضاً خطر أن نصبح منعزلين ثقافياً ومنفصلين، وأن نبتعد أكثر فأكثر عما تم تحقيقه من تقدم».

ومن نظرياته التي ربما يجدها القراء أكثر إثارة للقلق هي احتمال ظهور «السوبرمان» (الإنسان الفائق) الذي يتمتع بمواهب فائقة من خلال الهندسة الوراثية. ويوضح هوكينغ قائلا: «لن يتمكن البعض من مقاومة إغواء تحسين الصفات البشرية مثل حجم الذاكرة، ومقاومة الأمراض، وطول العمر. بمجرد ظهور الإنسان السوبرمان، ستظهر مشكلات سياسية كبيرة بسبب وجود البشر الذين لم يتم تحسينهم، وبالتالي لن يتمكنوا من خوض المنافسة».

ورغم تناول الكتاب، كما هو متوقع، موضوع الفيزياء المتقدمة، فإنه عالجها بأسلوب بسيط بحيث يمكن أن يفهمها أي شخص ليس على دراية ومعرفة كبيرة بالعلوم، فمن أهم وأعظم مواهب هوكينغ قدرته على شرح وتفسير المشكلات والمسائل شديدة التعقيد بطرق مفهومة لقطاع عريض من القراء والجمهور، والدليل على هذه القدرة هو حجم مبيعات كتبه الكبير.

كتب توطئة الكتاب إيدي ريدماين، الممثل الإنجليزي الشهير، الذي أدى دور الأستاذ ستيفن هوكينغ في فيلم «نظرية كل شيء» الذي أنتجته هوليوود. وكانت كلمات إيدي تتسم بطابع شخصي جداً، حيث يتذكر رأي هوكينغ بالفيلم، وقوله له: «لقد حرك الفيلم مشاعري، لكن كان من الأجدر بالفيلم أن يتضمن قدراً من الفيزياء أكبر من المشاعر، فمن المستحيل الجدال في أمر المشاعر».

تثير بعض نظرياته الكثير من الجدل، ومن المتوقع أن تستمر مناقشتها لسنوات مقبلة، لكن مما لا شك فيه أن حياته كانت درساً دائماً ومتواصلاً للإنسانية عن كيفية نجاح شخص ذي إعاقة شديدة، وغير قادر على تحريك أي عضلات من جسمه سوى عضلات وجهه، في القيام بأمور عظيمة. وسيتم تذكر هوكينغ دوماً كواحد من ألمع وأذكى العقول في كافة العصور. وتم طرح «أجوبة موجزة لأسئلة كبيرة» في الأسواق قبل فترة، وهو متاح أيضاً كنسخة صوتية. وكان حفل تدشين الكتاب فرصة للاستماع إلى صوت هوكينغ للمرة الأخيرة، التي دعا فيها الجميع إلى التمتع بالفضول والنظر إلى النجوم والعالم. وذكرت أسرته في حفل التدشين أنه كان سيشعر بالسعادة لو عرف أنه قد تم دفنه إلى جانب شخصيات علمية بارزة مثل إسحاق نيوتن، وتشارلز داروين، في كنيسة «وستمنستر آبي» في قلب لندن.

عن صحيفىة "الشرق الأوسط"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية