
حذر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عمرو الورداني من مشكلة الطبقية الدينية التي باتت تهيمن على بعض الأوساط المجتمعية، مشيرا إلى أنها تؤدي إلى خلل في العلاقات بين الأفراد وتخلق نوعا من الاستعلاء الديني.
وقال الورداني خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة “الناس” إن الاستعلاء هنا ليس على أساس العلم، بل على أساس التدين، فهناك من يستخدم الدين كمبرر للسيطرة على الآخرين أو الحكم عليهم بشكل قسري.
الاستعلاء هنا ليس على أساس العلم بل على أساس التدين فهناك من يستخدم الدين كمبرر للسيطرة على الآخرين أو الحكم عليهم بشكل قسري
وأضاف، بحسب ما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن تصريحاته خلال الحلقة، “كيف يمكن أن تبدأ الطبقية الدينية في البيئة الأسرية، حيث يُفاجأ الوالدان عندما يصبح الابن المتدين في مكانة أعلى ويبدأ في توجيه الأوامر لوالديه، وفي البداية قد يفرح الأهل بتدين ابنهم ويمنحونه سلطة على الأسرة، لكن ما يحدث لاحقا هو تحول هذه السلطة إلى نوع من القضاء على سلوك الأب والأم، حيث يبدأ الابن في توجيه النصائح والإرشادات، بل وقد يفرض نفسه كقائد للأسرة.”
وأكد أن هذه الطبقية تؤدي إلى تدخل الابن في تربية أخواته أو في تصرفات والديه، بحيث يرى نفسه مسؤولا عن رعاية الجميع، بما فيهم والداه، في بعض الأحيان، قد يصل إلى مرحلة يفرض فيها قيودا على تصرفات والديه، ويعتقد أن ذلك هو الطريق الوحيد لطاعة الله.
ويؤدي هذا النوع من التفكير إلى خلل في العلاقات الأسرية وقد يتسبب في توتر بين الزوجين، حيث قد يشعر أحد الزوجين بأن الآخر يمارس نوعا من الاستعلاء الديني على حسابه، وعلى سبيل المثال، الزوجة قد تشعر بأن زوجها ينظر إليها بعين الاحتقار بسبب طريقة تعبيرها عن تدينها، رغم أنها قد تكون بالفعل تقترب من الله في طاعتها.
اعتبر منظر الجماعة سيد قطب أن الإسلام قد غاب وفكرة الاستعلاء بالدين هي فكرة إخوانية في المقام الأول أريد بها أن يوجد أناس هم فوق الجميع
وأكد أن ما يُسمى “عزة الإسلام” في هذه الحالات ليس سوى نوع من التفاخر والتكبر الشخصي، موضحا “عزة الإسلام لا تتحقق من خلال الاستعلاء على الآخرين أو فرض الرأي بالقوة، العزة الحقيقية تأتي من الأخلاق، وهي ما يجب أن يُظهره المسلم في تعامله مع الآخرين.”
وأشار إلى أن النبي محمد جاء ليتمم مكارم الأخلاق، قائلا “عندما نقول عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه ‘على خلق عظيم’، فهذا يعني أن العلو الذي تحدث عنه هو تجاوز السفساف والتمسك بالقيم الأخلاقية الرفيعة.”
وتؤكد دراسات أن فكرة الاستعلاء ناتجة عن احتكار الحق، وقد روج لها الإخوان في المقام الأول، إذ اعتبر منظر الجماعة سيد قطب أن الإسلام قد غاب، وفكرة الاستعلاء بالدين هي فكرة إخوانية في المقام الأول أريد بها أن يوجد أناس هم فوق الجميع.