رفض الاعتذار.. فنان تونسي يتمسك باقتراحه تثبيت شهر رمضان.. ما القصة؟

رفض الاعتذار.. فنان تونسي يتمسك باقتراحه تثبيت شهر رمضان.. ما القصة؟


11/04/2022

شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في تونس، موجة من الجدل أثارها الممثل التونسي محمد السياري، بعد اقتراحه تثبيت شهر رمضان في شهر كانون الأول (ديسمبر) من كل عام؛ لأن الصيام في أشهر الصيف مرهق.

وقال السياري في تصريح لإذاعة "شمس إف.إم" إنّ "ذلك سيؤدي إلى صوم الناس جميعاً دون أي أعذار وبكل سهولة. فالدين يسر فاش قام (لماذا) العذاب والصيام في حرارة تنقب الرأس"، مشيراً إلى أنّ شيوخ الدين بإمكانهم الإفتاء في هذا الموضوع ليصبح شهر رمضان مثل الكريسماس يأتي في ديسمبر وفي نهاية السنة.

محاولات تثبيت الأشهر القمرية والمقالات التي تفيد أنّ شهر رمضان ثابت في وقت واحد من كل سنة ميلادية ولا يدور مع أشهر السنة الهجرية ليست جديدة بل هي قديمة وعرفت بالنسيء

وختم بالقول "يا أخي هو الدين رحمة أو نقمة؟ إذا كان رحمة لاباس (لماذا) الواحد يصوم في قوايل تُنقب رأس الديناصور"، وفق ما أوردته صحيفة "العرب" اللندنية.

وشغلت تصريحات السياري مستخدمي مواقع التواصل الذين اختار قسم منهم السخرية من الأمر، فيما سلط آخرون الضوء على بحوث علمية مثل كتاب "براء" للعالم الفيزيائي التونسي محمد الأوسط العياري الذي سلط الضوء على القضية نفسها. 

كتاب "براء" للعالم الفيزيائي التونسي محمد الأوسط العياري

والثابت أنّ الأشهر القمريّة ومن بينها رمضان تتحرّك على مدار السنة، وليست ثابتة في فصل واحد، وتم الأخذ بالحساب القمري لسهولة ملاحظة منازل القمر ويسرها مقارنة بالشمس والتي تتطلب حساباتها إعدادات خاصة من أجهزة قياس ورصد وغير ذلك.

ويذكر أنّ محاولات تثبيت الأشهر القمرية والمقالات التي تفيد أنّ شهر رمضان ثابت في وقت واحد من كل سنة ميلادية ولا يدور مع أشهر السنة الهجرية ليست جديدة بل هي قديمة وعرفت بعملية النسيء. ويُضاف شهْرٌ واحد على السنوات القمريّة في كلّ 3 سنوات ميلاديّة، وهذا الشهر الواحدُ يُدعى النسيءُ بمعنى الإطالة.

 

السياري: شيوخ الدين بإمكانهم الإفتاء في هذا الموضوع ليصبح شهر رمضان مثل الكريسماس يأتي في ديسمبر وفي نهاية السنة

 

وبعد الهجوم والانتقادات التي تعرض لها السياري، تشبث برأيه ورفض الاعتذار. وخرج السياري في لقاء آخر في برنامج "رمضان شو" على إذاعة موزاييك وقال "الدين رحمة، ولن أعتذر أو أتراجع".

وتابع "من المفترض أن يكون شهر رمضان قارا في ديسمبر.. لم لا يتفق الفقهاء حول ذلك.. رفقاً بالمسلمين ما المانع في أن يتفق أُولي الأمر منّا على أن يكون رمضان قارا في شهر شمسي".

اقرأ أيضاً: 4 معانٍ ارتبطت بمناسبة رأس السنة الهجريّة.. تعرّف إليها

وأشار السياري إلى أنّ العوامل المناخية تؤثّر على الكثير من الناس، الأمر الذي يدفعهم إلى الإفطار في شهر رمضان. وأردف "الناس الكلّ تفرح لو شهر رمضان يكون في شهر أكتوبر مثلاً".

في المقابل أعرب البعض عن استيائهم من الاستهزاء والسخرية التي لحقت بالسياري بعد تصريحاته وغياب الحوار الرصين والاحترام في النقاش.

واعتبر الشيخ البدري المداني، وهو أحد الشيوخ المعروفين في تونس، في تصريح لإذاعة "ديوان.أف.أم" أنّ التفكير في هذه المواضيع ليس من الممنوعات، ويمكن طرحها، وقال إنّ للسياري الحق في الدفاع عن وجهة نظره التي يختلف معها ولا يراها صائبة، مشيراً إلى أنّ دورية شهر رمضان نتيجة لارتباطه بالأشهر القمرية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية