رغم سهولة تحرّكه عبر تركيا.. داعش يفشل في استعادة دولته

رغم سهولة تحرّكه عبر تركيا.. داعش يفشل في استعادة دولته


16/02/2022

 المعارك العنيفة التي دارت في يناير بين القوات الكردية وعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية داخل وقُرب سجن هاجمه الجهاديون، أعطت إشارة تحذير إضافية للمجتمع الدولي وفق منظمة هيومن رايتس ووتش، من استمرارية خطر داعش كتنظيم إرهابي.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عملية “سجن غويران” هي أكبر وأضخم وأعنف عمليات تنظيم الدولة الإسلامية منذ انهياره الشكلي وإنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان في مارس 2019، مُشيراً إلى أن مخطط التنظيم كان أكبر بكثير من إثبات وجود وتهريب سجناء وتوجيه ضربة موجعة للقوات العسكرية المسيطرة على المنطقة.
ويعتبر قادة تنظيم داعش المنطقة الحدودية مع تركيا منطقة آمنة لهم، وجاءت العملية الأميركية لقتل زعيمهم في منطقة تخضع لنفوذ فصائل موالية لأنقرة.
ولا يزال التنظيم يواصل عملياته في مناطق واسعة من الأراضي السورية والعراقية ويوجه رسائل إلى العالم أجمع بأنه لم يفقد قوته، بينما تسهل حركة مقاتليه عبر الحدود التركية ذهابا وإيابا على الرغم من ادعاء أنقرة من حين لآخر القبض على عدد من عناصر التنظيم الإرهابي.
وكشف المرصد في هذا الصدد، عن المخطط الرئيسي للتنظيم بتفاصيله الكاملة، حيث أكدت مصادر موثوقة بأن عملية السجن كان التنظيم يستعد لتنفيذها في نهاية شهر مارس أو بدايات شهر أبريل، وليس في شهر يناير، وكانت تهدف لإعادة إحياء التنظيم وسيطرته على مساحة واسعة في المنطقة من الحسكة وصولاً إلى الأراضي العراقية، إلا أن متعاونين مع سجناء التنظيم من حراس السجن، تمّ إخبارهم بأنه سيتم نقلهم إلى سجن جديد محصن أنشأته دولة غربية شرقي الحسكة على طريق منطقة الهول في 18 يناير، مما أجبر عناصر التنظيم على الاستعجال وبدء العملية بسرعة بعد يومين في 20 يناير.
وعمد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تجنيد الأطفال فيما يعرف بـ”أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثروات الشعب السوري وتسخيرها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات المفتوحة ذهاباً وإياباً مع تركيا التي كان كل من أبوبكر البغدادي والقرشي، زعيما داعش المقتولان، يُديران عمليات الإرهاب على مقربة من حدودها وفي مناطق تخضع لسيطرة فصائل سورية موالية لها وتأتمر من قبل المخابرات التركية.
وجهز تنظيم “الدولة الإسلامية” للعملية الأخيرة مجموعات مؤلفة من 20 إلى 30 عنصرا في كل مجموعة انتشرت في كل من الهول، تل تمر، غويران، أحياء أخرى في الحسكة، والرقة، والطبقة، وطريق دير الزور “طريق الخرافي”، كانت ستكون مهمتها خلق حالة من الفوضى أثناء العملية وتشتيت القوات العسكرية وقطع الطرقات بين تل تمر والحسكة، والهول والحسكة، والرقة والحسكة، كما عمد التنظيم إلى تجهيز 7 آليات مفخخة، فجر نحو 3 منها أما البقية فقد فجرتها قوات سوريا الديمقراطية لاحقاً.
وأضافت المصادر الموثوقة، بأن الهدف الرئيسي للعملية كان تهريب السجناء جميعهم وإخراج عوائل التنظيم من مخيم الهول، وفتح طريق من الحسكة إلى العراق عبر منطقة الهول وتحديداً عبر وادي لا يزال التنظيم ينتشر فيه من الجانب العراقي المقابل للهول شرقي الحسكة، وبالتالي سيطرت التنظيم على بقعة جغرافية ليست بالصغيرة في تلك المنطقة وإعادة إحياءه من جديد.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن غالبية السجناء كانوا من الجنسية العراقية وبنسبة أقل أجانب وسوريين، وكان قائد العملية من السجن عراقي الجنسية أيضاً، وتمت مساعدتهم من قبل حراس في السجن عبر إدخال مستلزمات ومعدات لهم إلى داخل السجن، بينما يُقدر عدد الهاربين من السجن بين 250 إلى 300 سجين، العشرات منهم وصلوا إلى العراق وتركيا، ومناطق نفوذ فصائل غرفة عمليات “درع الفرات” بريف حلب الشرقي والشمالي الشرقي، بينما البقية متوارين في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية في الحسكة والرقة ودير الزور ومنبج بريف حلب، كما جرى إلقاء القبض على قسم منهم من قبل القوات العسكرية التي تواصل حملاتها الأمنية حتى يومنا هذا.
يذكر أن عملية “سجن غويران” استمرت حوالي 9 أيام بشكل فعلي، حيث بدأت في مساء 20 يناير، وانتهت في 29 من الشهر ذاته، أدت إلى سقوط أكثر من 510 قتيلاً، هم: 4 مدنيين و3 متعاونين مع الدفاع الذاتي، و156 من القوات العسكرية المشاركة في العملية المضادة، و347 من تنظيم “الدولة الإسلامية” بينهم 140 قتلوا باستهدافات جوية من قبل طائرات التحالف الدولي، وعدد كبير من الذين لا يزال مصيرهم مجهول حتى اللحظة.
يُذكر أنه من جديد وعلى غرار قتل أبوبكر البغدادي وبتجاهل تام لأي دور تركي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مطلع فبراير الجاري أنّ بلاده "أزالت تهديداً إرهابياً كبيراً" بمقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو ابراهيم الهاشمي القرشي الذي فجّر نفسه خلال عملية إنزال نفّذتها وحدة كوماندوس أميركية على منزل في سوريا كان يقيم فيه مع عائلته.
وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، فقد انطلقت المروحيات الأميركية من قاعدة عسكرية في مدينة كوباني (عين العرب) ذات الغالبية الكردية. وشارك عناصر من القوات الخاصة، المدربة أميركياً والتابعة لقوات سوريا الديموقراطية، في العملية في إدلب.
وقال عبد الرحمن إنّ الهجوم هو الأكبر في سوريا منذ العملية التي أدّت الى مقتل البغدادي. واعتبر أن الولايات المتحدة الأميركية لا تأمن لتركيا والدليل على ذلك أن العملية هذه انطلقت من داخل الأراضي السورية من مناطق نفوذ "قسد" وتحديداً من قاعدة خراب عشك وهي ذات القاعدة التي انطلقت منها عملية قتل أبو بكر البغدادي.
كانت صحيفة بيرغون التركية كشفت قبل أيام نقلا عن تقرير صادر عن مجلس التحقيق في الجرائم المالية التركي (ماساك) أن ثلاث شركات بناء تركية زودت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بمواد بملايين الدولارات تستخدم في تسليح الطائرات بدون طيار.

عن "أحوال" تركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية